في السادس والعشرين من الشهر الماضي ، هاجم عشرات السلفيين التونسيين صالة عرض سينمائي ،وخلفوا وراءهم إصابات وجرحى . وبعد يومين ، هاجم السلفيون التونسيون قصر العدل في العاصمة التونسية ، واعتدوا على محامين وطالبوا بالإفراج عن زملائهم المعتقلين . وأثاروا خلال شهر نونبر فوضى عارمة بالجامعات حيث سعوا إلى فرض النقاب داخل قاعات الدرس ما أثار غضب المدرسين الذين احتجوا بصرامة على هذا المطلب ويوصف التيار السلفي في تونس حالياً بأنه التيار الصاعد في صمت، ويسعى لتأكيد نفسه على الطريقة السلفية المصرية من خلال العنف والصدامات. وشيخ السلفية في تونس هو الخطيب الإدريسي الذي أنهى عام 2009 عقوبة حبس لعامين بتهمة التستر على جرائم إرهابية .وينتمي الخطيب الإدريسي إلى مدينة سيدي بن عون التابعة لولاية سيدي بوزيد، ألقت السلطات القبض عليه عام 2006 بعد اشتباكات مسلحة في الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة بين مسلحين وقوات الأمن. وأقام الخطيب الإدريسي فترة زمنية محددة في السعودية عمل أثناءها ممرضا ، وعاد بعد منتصف تسعينيات القرن الماضي إلى تونس حيث بدأ يمارس التعليم السلفي في منطقته. ينشط السلفيون التونسيون على المواقع الاجتماعية خصوصا (فيسبوك) ولا ينظمون أنفسهم داخل تيار معروف له زعاماته وناطقون باسمه، لكن تجمعهم حواراتهم على الشبكات الاجتماعية بالانترنت والعلاقات الشخصية. وثمة تيار سلفي تونسي يتبع أنصاره مشايخ السلفية في مصر والسعودية . في ندوة عقدها السلفيون التونسيون في الثاني من شهر يوليو الماضي ،قال أحد المتحدثين باسمهم "أبو عياض": إن السلفيين لا يعترفون بالقوانين الوضعية ورفض أي استعداد لتقديم طلب للحصول على رخصة للعمل السياسي والحزبي ،وقال إن جماعة السلفية لا تطلب ترخيصا من حكومة عميلة وضدّ الدين.