كشفت تقارير إعلامية جزائرية أن المجاهدة جميلة بوحيرد كانت قد طلبت من الرئيس بوتفليقة أن يمنحها رتبة قائد ناحية عسكرية خلال الثورة. وأن الرئيس بوتفليقة رفض أن يمنحها هذه الرتبة لأن ذلك ليس من صلاحياته، ولأن قادة النواحي معروفين ولا يمكن أن يضيف إليهم اسما جديدا، مشيرة إلى أن هذا الرفض هو سبب غضب بوحيرد على الرئيس بوتفليقة. وذكرت "الخبر الأسبوعي" (أسبوعية خاصة) في عددها الصادر الأربعاء أن ما جاء في رسالتي الاستغاثة اللتين نشرتهما المجاهدة بوحيرد عبر الصحافة غير صحيح، وأنها سبق وأن استفادت من العلاج في الخارج على نفقة الدولة ثلاث مرات، مشددة على أن الرئيس بوتفليقة لم يسبق وأن رفض علاج أي من رموز الثورة على نفقة الدولة. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تكشف عنها أن المجاهدة جميلة بوحيرد طلبت قبل أشهر قليلة من الرئيس بوتفليقة أن يمنحها رتبة قائد ناحية أثناء الثورة، وأن الرئيس اعتذر عن تلبية طلبها، لأن ذلك غير ممكن، وليس من صلاحياته. وأشارت إلى أن بوتفليقة عرض عليها منصب عضو بمجلس الشورى، ضمن الثلث الرئاسي المعين لأنها كانت ستتقاضى نفس الراتب الذي يحصل عليه قادة النواحي بالثورة، أي ما يعادل 3000 يورو شهريا، وهو ما رفضته المجاهدة بوحيرد، قبل أن تهاجمه بطريقة ضمنية من خلال الرسالتين اللتين نشرتهما قبل أيام. ونشرت بوحيرد رسالتين عبر الصحف أثارت الكثير من الجدل، إذ وجهت الأولى إلى الشعب الجزائري تسأله أن يتبرع لها من أجل العلاج في الخارج، والثانية إلى الرئيس بوتفليقة تلومه فيها على ما اعتبرته إهانات يتعرض لها المجاهدون، معتبرة أن ما يتقاضاه هؤلاء لا يمكن مقارنته مع ما يحصل عليه النواب ومع راتب رئيس الجمهورية. واشتكت من ديونها لدى البقال والجزار. وذكرت الصحيفة أن إقدام بوحيرد على نشر الرسالتين جعل الرئيس بوتفليقة يتصل بها هاتفيا ويلومها على تصرفها الذي قال انه أساء له وإلى صورة الجزائر في الخارج، ويؤكد لها مجددا استعداده لإرسالها للعلاج في الخارج على نفقة الدولة. وقد أثارت رسالتا بوحيرد الكثير من الجدل، وانقسم الجزائريون بين مؤيد لصاحبتهما متعاطف معها، ومشكك في خلفية تصرفها ومهاجم لها على اعتبار أن كلامها حطم أسطورة جميلة، وجعل واحدة من رموز الثورة تظهر في صورة المتسولة، علما أن الكثير من رفاق السلاح أكدوا أنها بالغت في وصف حالتها، وأن الدولة لم تتخل في يوم من الأيام عن أفراد ما يسمى "الأسرة الثورية". كما انتُقدت بوحيرد لأنها لم تختر التوقيت المناسب لرسالتيها، بسبب ما أسماه بعض المحللون التوظيف الذي قامت به أطراف في مصر والمغرب للإساءة إلى الجزائر، وإظهار حكومتها في صورة المتنكرة لجيل الثورة.