إنه ليس عنوان فيلم تريد مدينة وجدة أن تشارك به في مهرجانات السينما العالمية من أجل أوسكار أو سعفة ذهبية كما لا يدل على محاولة اقتباس من فيلم "كازانيكرا" الذي أثار ضجة إعلامية بصراحته و تصويره لواقع الدارالبيضاء المر ، ليس هذا أو ذاك بل هو وصف أصبح يدل على مدينة وجدة التي صح أن نسميها هي الأخرى "وجدة نيكرا" نتيجة ظلمة طرقها و شوارعها و شرود أمنها و مضاء سيوف مجرميها . "وجدة نيكرا" هو واقع مدينة الألف سنة التي أتعبها تسيير فاسد أدى إلى سجن مسؤوليها و غياب رجال أمنها الذين أصبحوا يلاحقون الأشباح في حالة أقل ما يمكن أن توصف بالشيزوفرينيا أي بالمفهوم النفسي البسيط انفصام الشخصية ، المجرمون فرضوا شخصيتهم و في كل يوم المواطنون يتحدثون عن حوادث الإجرام أحيانا يلعب فيها الخيال و أحيانا كثيرة تكون واقعية لا يصدقها العقل . كثيرا ما تساءلت الصحافة من يتحمل المسؤولية ؟ المجلس البلدي الذي أغرق المدينة في ظلام دامس و أنفق الملايين لإصلاح ساعة لم يعد ينظر إليها أحد و أضواء وجهت نحو حائط البلدية لعلها تفشل من أراد أن يتبول على قصر البلدية لأنه لم يجد مرحاضا واحدا يفرغ فيه مثانته هل يتحمل حجيرة مسؤولية ما يقع بعد أن أظهر المجلس الجهوي للحسابات خروقات التسيير و التبدير لمجلس سابق لا زال يمثل أكثر أعضائه أغلبية المجلس الحالي ؟من يتحمل مسؤولية وجدة نيكرا ؟ هل يتحملها والي الأمن وحده ؟ هو مسؤول جاء إلى المدينة ليغير ملامحها و يرجع إلى ساكنتها الطمأنينة في بداية تعيينه تقاطرت عليه الأقلام لتأخذ تصريحاته و خارطة طريقه و كم هم كثر أولئك الذين أخذوا صورة تذكارية معه لعلها تحميهم من تأدية مخالفة سير أو زلة قلم أو عثرة أمام خمارة من خمارات المدينة ، سرعان ما اختفى كل شيء و تحول والي الأمن إلى سراب لا يشعر المواطنون بتواجد قواته في طرقاتهم المظلمة و أزقتهم الخطيرة . انسحبت الشرطة من المدينة و تركتها للمجرمين و سمحت لهم بحمل سيوفهم القاطعة و إشهارها في وجه المواطنين جهارا نهارا .