"الفانت" كلمة فرنسية اخترقت الدارجة المغربية كغيرها من الكلمات الكثيرة ، غير أن هذه اللفظة حفرت تضاريسها في الذاكرة الشعبية و أصبحت جزء من مثل شعبي ذائع هو " يلا مشات الصحة يبقى الفانت " المثل يحيل على وسيلتين لتجنب المواقف الحرجة ، أولها " الصحة " أي القوة البدنية و في غيابها أو انهيارها تتدخل الوسيلة الثانية و هي " الفانت " ، وسيلة قد تحقق أكثر من المراد و لعل هذا ما أدركته حكومتنا الموقرة حيث استطاعت أن تجسد المثل الشعبي خير تجسيد . بالنسبة للصحة فقد فقدتها الحكومة ، و فقدها وزيرنا الأول ، الذي أصبح يطلب النجاة من " النجاة "و اقتنع بلقب أخر وزير أول في تاريخ المغرب الحديث و إن كان لفظ أخر يحتمل تفسيرات جد متناقضة ، بما أن الصحة لم تعد سمة تميز حكومتنا و بما أنها فقدت القدرة على حمل أثقال التسيير و التدبير و هي تعد أيامها المتبقية قبل استحقاقات 25 نونبر ، لم يبق لها إلا التمسك بالفانت و قد أوكلت هذه المهمة لوزيرها في الاتصال ، الناطق الرسمي باسم الحكومة ، لأنه أقدر الوزراء على أداء المهمة الصعبة، حازم و حاسم في كلامه ، لا يبتسم تقاسيم وجهه توحي بالجدية خلاصة الوصف إنه وزير " الفانت " بامتياز . أخر " فانت" ، "فانتنا " به وزيرنا ، تصريحه حول الأزمة المالية بالمغرب حيث تحاشى السيد الوزير استعمال لفظ أزمة و استبدله بلفظ ضائقة ، كأنه أراد أن يقول للمغاربة بالدارجة " راحنا مزيرين شويا ، و صبروا معنا ، التزييرا غادي تفوت " الشيئ الذي غيبه السيد الوزير في " الفانت الحكومي " أن هناك مؤشرات حقيقية تؤكد على أن المغرب لم يسلم من آثار الأزمة العالمية أهمها نقص السيولة المالية بالأبناك ، العجز التجاري ، نقص تحويلات الجالية بالخارج ، ضعف القدرة الشرائية ، ارتفاع البطالة ، ارتفاع وتيرة الاحتجاج و غيرها من المؤشرات التي يغيبها السيد الوزير و يغيب معها المصداقية و يضرب حقوق المواطنة في العمق و يخل بالحق في معرفة الحقيقة . الخطر لا يكمن في معرفة أن المغرب يواجه أزمة مالية و إنما الخطر يكمن في تغييب الحقيقة و فقدان الثقة .في حكومة لم تعد تتقن إلا سياسة " الفانت "