الشرق الآن/أسماء بنعثمان / تعرف الطريق الرابطة بين مدينتي تاوريرت و دبدو حوادث سير مميتة ، تحصد أرواح عدد هام منمستعملي هذه الطريق التي تشكل بؤرة خطر بامتياز و نقطة سوداء تثير استياء العامة من ساكنة الداواوير الذين يستعملونها بشكل يومي للوصول إلى المجال الحضري ، و تزداد وطأة الخطر بفصل الشتاء و فترات التساقطات المطرية ، خاصة و أن هذه المنطقة تشتهر بالعواصف المطرية الفجائية التي ينجم عنها في كل مرة فيضانات قوية ، تصاحبها طرق متهرئة و مسالك وعرة ذات المنعرجات المتوالية ، دون أن ننسى غياب القناطر التي تحمي مستعملي الطرق من مخاطر الفيضانات و تدفق المياه من الوديان التي تتخذ من الطريق الرئيسية قناة تحصد أرواح عدد من العائلات التي تجد نفسها عائمة بين مياه الأمطار القوية ، إذ تسجل المنطقة الواقعة بالمحاذاة من أحد الوديان الكبيرة الذي لم تكترث الدولة بعد لخطورته أكثر حوادث السير فظاعة و خسائر على مستوى إقليم تاوريرت.و تثير هذه المسألة استنفار الساكنة و مستعملي هذه الطريق الحساسة ، خاصة و أنها تمكن السياح و الزوار الأجانب من بلوغ مدينة "دبدو" التي تشكل بالنسبة لهواة الاستمتاع بالمناطق التاريخية و الجبلية متنفسا جذابا و ملاذا يستحق المغامرة بأرواحهم على طريتفتقد لأبسط شروط السلامة و المتانة ، مع توالي السنوات بلا أي إصلاح أو ترميم أو إعادة تعبيد للطرقات التي صارت تؤرق الساكنة و الزوار على حد السواء خاصة في فترة الفيضانات التي تعتبر الكابوس الأكبر الذي يهدد سلامة العامة من الناس وهو الشيء الذي لم يلفت بعد أهمية الجماعات الحضرية و لا وزارة التجهيز و النقل باعتبارها الإدارة الأكثر قدرة على انتشال المنطقة من وضعهاالمأساوي ، فإن كان إصدار مدونة السير يفرض على السائقين تطبيق جملة من القوانين و التعرض لعدة عقوبات في حالة الخطأ بهدف وقف النزيف الطرقي و تقليص نسبة حوادث السير بالمغرب ، فلا بد أولا من إعداد المناخ الذي يسمح لهذه المدونة بالتفعيل و ذلك بإصلاح الطرق و المسالك الوعرة و إنشاء القناطر على كل الوديان بشتى ربوع المملكة و ليس مجرد تنميق الطرقات الرئيسية التي تربط المدن الكبرى و غض البصر على المناطق الداخلية بطرقها و شتى بنياتها و ترك الحال على ما هو عليه ، و كأن أرواح البشر التي تحصد سنويا على هذه الطريق غير كفيلة بترتيب الأوراق و إعادة النظر في أولويات المصالح ضمن أجندات الدولة و الوزارات الوصية .