ضجة وجدال كبيران أصابا هذه الملحمة التاريخية الدرامية وكانتا مدعاة توقفي وكثيرين لتدبر أمر هذا المسلسل فعلي الرغم من الزخم الدرامى المتنوع المبث عبر شاشات الفضائيات العربية والذي بات قرين هذا الشهر الكريم وسمته الأساسية المميزة اياه دون غيرة من الشهور على المستوي الاعلامي الا ان المسلسل التاريخي (الحسن والحسين ومعاوية) كان قد نال حظة الأكبر من الجدل والخلاف المثارين من دون الكثير من الاعمال الدرامية المعروضة والتى كان منها ماقد يعتبره الكثيرون اسفافا وهبوطا بمستوي تلك المواد الدرامية ليس فحسب ولكن ذلك يتجلي في استحواذه علي اهتمامات الكثيرين من الناس بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم النوعية والعمرية بل وحتى الدينية المذهبية,المسلسل الذي دام قرابة الثلاثين حلقة يسرد ويروي أحداث وتفاصيل أكبر فتنة أصابت الاسلام في تاريخة وماتبعها من وقائع مريرة عايشها المسلمون في طور حداثة الاسلام عقب وفاة النبي محمد- صلي الله علية وسلم- بدءا من واقعة الاغتيال الأثم لأمير المؤمنين عثمان بن عفان في العام 35 من الهجرة مرورا بمطالبة بعض الصحابة وعلي رأسهم معاوية بن أبي سفيان لعلي بن أبي طالب بضرورة تسليم الجناة من قتلة عثمان الي معاوية للقصاص منهم ذلك بعد انخراطهم في جيش أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ودورا اثما وخبيثا لعبة طرفا خبيثا وقلة مندسة بقيادة ابن ملجم والأشتر لاحداث شقاق ووقيعة بين الفريقين وما تلي ذلك من انشقاقات وتحزبات وانقسامات في صفوف المسلمين ومابين هذا وذاك يسلط الضوء علي محاولات الصلح الحثيثة بين كلا الطرفين علي يد كثيرين اهمهم وأكثرهم دأبا كما يصورهذا المسلسل محاولات الحسن والحسين بن علي واجتهادهم في جمع وتوحيد صفوف المسلمين ولعل ذاك الخلاف القائم حول هذة المادة الدرامية التراثية لم يكن منبعه فحسب تجسيد شخصيات الصحابة وأل البيت وسبطي النبي(ص) بقدر اعتراض البعض(الطائفةالشيعية) وموقفهم المناهض والرافض لبثه بحجة ما به من مغالطات تاريخية وعقائدية شتى وهذا ما دعا الية المرجع الشيعي علي السيستانى في خطبة الجمعة في كربلاء بضرورة مقاطعتة بدعوى تزييفه لحقائق جمة, وأيضا واجه اعتراض كلا من رئيس الوقف السنى الشيخ عبد الغفور السامرائي ورئيس الوقف الشيعي الشيخ صالح الحيدري مما استدعى في نهاية الأمر الي موافقة البرلمان العراقي بالاجماع علي قرار يقضي بمنعة من العرض بالفضائيات العراقية,هذا وأخذت منه الطائفة السنية موقفا معارضا هي الأخري متمثلا في فتوي الازهر الشريف بضرورة مقاطعته استنادا علي فتوى عدم جواز ومشروعية تجسيد الانبياء والصحابة وأل البيت ولكن علي جانب أخر كان لدي الشيخ يوسف القرضاوي والدكتور نصر فريد واصل والمرجع الشيعي الراحل محمد حسين فضل الله والسيد علي الأمين ما يبرر بثه وعرضه دون أي وجه تحريم !!..ولعل أهم ما قد تثيره تلك الملحمة الدرامية من الفتن والنعرات الطائفية المذهبية في بلداننا العربية التى تشهد للأسف الأن صداما بين أتباع الطائفتين السنية والشيعية في دول ملتهبة كالعراق والبحرين وسوريا واليمن بالاضافة الى توسيعه لدائرة الخلاف الجدلية بين كليهما بدلا من الدعوة الي تقارب بين كلتا الطائفتين من حيث المواقف,وكان ذلك من خلال تقديمه الغير مسئول والمشوب بالكثير من الاخطاء عما شجر بين بعض الصحابة من اختلاف وتناحر بحسب ما يقدمة المسلسل من رؤية مغالي فيها , مما قد يكون له بالغ الأثر في نفوس المشاهدين,ومحاولة استمالتهم ودفعهم لتكوين وبلورة وجهة نظر شخصية حتى ولولم تكن معممة حول مسألة أي الفريقين مخطىء وايهما مصيب؟!فيكون الأمر برمته في جعبة المشاهدين فالقرار قرارهم والحكم لهم, وللأسف فان عوام الناس نجدهم اليوم ليس لديهم من الوقت والصبر والامكانيات ما يكفي لمراجعة تلك الأحداث من مصادر تاريخية معتدلة وأصيلة بعيدا عن امزجة الرواة والمؤرخين من الذين وجه مذهبهم الدينى دفة أقلامهم ثنيا لعنق الحقيقة ورجما لها..فاستحق هذا العمل في النهاية ان يوصف بجدارة كما وصفت الخمر,فكان فية هو الاخر أثم ومنافع..ولكن اثمه للأسف كان اكبر من نفعه