بعد التعديل الدستوري ،وإعلان 25 نونبر كموعد للانتخابات التشريعية ،هل سيتغير وجه المغرب؟ ويحس المواطن المغربي أن الإصلاح الموعود أصبح واقعا معاشا. لنفترض أن هناك إرادة حقيقية للتغيير والقطع مع زمن التزوير والغش،ونفترض أن نسبة المشاركة في الانتخابات ستفوق توقعات القائمين على الشأن الديمقراطي بالمغرب، وستصفق أوروبا والدول المتقدمة على تجربة ديمقراطية ناجحة ولدت يوم 25 نونبر . فيصبح المغرب برئيس حكومة وحكومة ديمقراطية وبرلمان ديمقراطي. انه صوت الأغلبية التي تراهن على الإصلاحات ،بل طبّلتْ وزمرت ورقصت لذلك. وستخرس حركة 20 فبراير عن الاحتجاج لتفسح المجال للحكومة الديمقراطية للعمل على تغيير وجه المغرب . طبعا لا نطلب هذا التغيير يوم 26 نونبر إذا ما صدقت افتراضاتنا بل لكم الوقت الكافي أيها الفائزون بصوت الأغلبية المتفائلة لكم الوقت الكافي لاستغلال الفرصة الأخيرة إما للإصلاح وتغيير وجه المغرب ومحاربة الفساد والمفسدين وإما لملأ بطونكم وأرصدتكم من مال الشعب ولياتي الطوفان من بعدكم . إذن لكم الوقت الكافي قبل أن تمر خمس سنوات ونسمع دائما أن النساء يضعن موالدهن أمام أبواب المستشفيات العمومية وان المعطلين يؤثثون باحتجاجاتهم كل المدن المغربية ،وان الجريمة وغياب الأمن أصبح الموضوع اليومي للإعلام،وان اختلاس أموال الشعب بدون الخوف من المحاسبة هي طموح كل راغب في المسؤولية ، وان ملايير التنمية البشرية استفادت منها فئة قليلة واستمر بؤس البشر إلى يوم القيامة،وان كل ما تطمح له الأغلبية المتفائلة هو أضغاث أحلام ليس إلا. لكم الوقت الكافي حتى يحس المواطن المغربي بأنه فعلا مغربي بحقوق وواجبات وليس بالبطاقة الوطنية وجواز سفر للهجرة. لكم الوقت الكافي حتى يذهب المظلوم إلى المحكمة وهو متأكد من أخذ حقه بدون رشوة أووساطة . لكم الوقت الكافي لتطبيق مجانية العلاج في المستشفيات العمومية لمن ليست لهم تغطية صحية . فهناك أمور لا تحتاج إلى ميزانيات لإصلاحها وإنما إلى إرادة حقيقية للتغيير. فهل سيكون 25 نونبر يوم التحول التاريخي للمغرب ؟ أم سيكون كباقي جُمعات الاستحقاقات الماضية؟