هي مقولة العصرالتي إستوحيناها من سنة الثوراث بإمتياز،فالشعب خرج للشارع و شرع في الصراخ بأعلى صوته...و تباينت مطالبه من دولة لأخرى لكنهم إجتمعوا و إتفقوا على شيء واحد إنه: التغيير التغيير القائم على رسم صورة مشرقة لمستقبل الرياضة في هذا البلاد،التغيير الطامح إلى ربط مستقبنا الغامض بماضينا الباهر ،بل إنه التغيير العقلاني و المستحب لبلد يتنفس عشقا و حبا لهذه الكرة المستديرة،إنها إرادة شعب إستجاب في الماضي للقدر و اليوم وجب أن يرى الحياة ..وكان له ما أراد... لا شك أن تاريخ 4 جوان 2011 سيظل محفورا في مخيلة كل الرياضيين المغاربة و بالأخص المراكشيين منهم و الذين حظوا بشرف إستضافة هذا الديربي المغاربي،فكانوا بحق كمثل شاهد على ملحمة المنتخب المغربي في واحدة من روائعه منذ بداية هذه الألفية التعيسة الثالثة... المغرب فوق صفيح ساخن... أولا وجب ألا ينسينا هذا الإنتصار ذلك الإنكسار الذي عشناه مع منتخبنا الوطني حتى يوم الجمعة 3 جوان،فقد كانت هناك حالة إحباط تام لدى الجمهور المغربي على حالة منتخبه،و الذي فجّر العديد من التساؤلات حول مستواه و مصير طاقمه التقني في ظل تعتيم جامعي حول ما يحصل في كواليس هذا المنتخب،فقد تناسلت الشائعات التي أطربتنا بوجود حالة جفاء بين أفراده أجمعين!،فالكل تحدث عن غياب الحمداوي عن هذه المواجهة،بل وصل الأمر إلى تسرب خبر إحتمال تدريب جيرتس لأحد الأندية الفرنسية الكبرى..ولأن المصائب لا تأتي فرادا فقد جاء خبر إصابة كارسيلا كالصفعة المدوية لكل عشاق هذا الوطن،فأجمع الجميع أن حظوظ المغرب للفوز غدت بحق صعبة من منطلق لقاء عنابة و الذي ظل فيه المغرب شاردا من أثر صفعة الحكم في أولى دقائق المقابلة،و الذي رغم سيطرته على اللقاء فقد عجز عن إدراك التعادل كان في متناوله لو إستغل الفرصتين اليتيمتين في لقاء إنتهى ذهنيا للاعبينا بمجرد إعلان الحكم عن تلك (( الضربة)) الجزاء... أصرّ البعض على الإنتصار بالتّاعرابت، وجلب البعض الآخر لنفسه و لوطنه العار بالتاهرابت... وتوالت الضربات لهذا المنتخب المغربي بغياب مدافعه بصير،لكن كانت هناك ضربة تنتظرنا أشد إيلاما و هي رحيل أو هروب تاعرابت لأسباب لا أود بحق أن أخوض فيها طالما أن الأخ العضو عاشق أودادن و برشلونة تطرق لهذا الحادث من كل جوانبه...فالبحث عن أسباب رحيله لا يغني في شيء طالما أن النتيجة واحدة ألا و هي هروب الجندي من ساحة المعركة،تضاربت الأقوال حول أسباب هذا الهروب فبعض إخواننا العاطفيين صرّحوا أنه تلقى تهديدات في فرنسا بتصفيته و كأن مدينة مرسيليا تابعة لكينيا وليس لفرنسا العظيمة...و كان أصحاب هذه الفتوى مردود عليهم بسهولة:ولماذا لم يقم بإطلاع الأمر على مدربه قبل الرحيل؟!!...حقا شرح الواضحات من المفضحات و من العار إلتماس العذر لشخص خذل وطنه و ضحّى به في أشرس لقاء في إفريقيا و العالم العربي ...والنتيجة صنع البعض العار،وبالمقابل حجّ الشعب لمعانقة الإنتصار... كان الشعب رائعاً كعادته، أصيلاً كطبيعته، مؤمناً صادقاً مخلصاً...(عن خطاب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر) بإسم الله مجراها و مرساها ،وبتناسي مؤقت لكل غيابات و إصابات بل حتى صفعات أحبابنا بدأنا اللقاء و أيدينا فوق قلوبنا،بل أكاد أجزم أن المغرب خصوصا في الثواني الأولى كان أكثر دهشة في هذا اللقاء،كيف لا و نحن نلعب بمنتخب شبه جديد و بدفاع يلتقي أفراده لأول مرة مع بعضهم و في ديربي!!،بحق كل المؤشرات لم تكن في صالحنا بالمرة لكن قدر هذا المنتخب أن يكتشف قوته بنفسه مع مرور الدقائق!...فلم يلزمنا كثير من الوقت لنكتشف و ندرك مع اللاعبين أن هناك لاعب نكرة في جهتنا اليسرى ينطلق كالسهم في رواقه الأيسر، أكيد أن اللاعب الأيمن أظن إسمه المهدي مصطفى لم يكن بحق ذلك الشخص القادر على إيقاف السعيدي الذي كان بحق الورقة الرابحة للقاء،فالمدرب بن شيخة تعامل معنا كأسماء و خنق حجي الذي لم نره كثيرا و ضايق الشماخ،لكن الحلول أتت من حيث لا ندري فالسعيدي لوحده فعل ما شاء في الجهتين معا، كما أن بن عطية ساهم بشكل كبير في تخليصنا من ثقل المقابلة التي عان منها الوسط المغربي و الذي وجد نفسه محاصرا أمام التكتل الجزائري فأتت الحلول من المدافعين و لكم في الهدف الثاني خير مثال حول قدرة الرجال على إختراق الجبال و منح كرة المحال لتسجيل هدف ولا في الخيال... المغرب متقدم بهدفين لصفر... أؤكد لكم أنها نقطة التحول في اللقاء،فبمجرد تسجيل الهدف التاني إستعاد الفريق الوطني كليا كبريائه، و أدرك الأنصار حينها أنهم بالغوا في مخاوفهم النابعة من كثرة الغيابات،فالذين وُضعت فيهم الثقة برهنوا مع مرتبة الشرف أنهم لا يقلّون شأنا عن الغائبين،فأتحفونا بمقابلة إستجابوا فيها و عن عمد ..لمطالب الشعب. كان الشعب رائعا كعادته،أصيلا كطبيعته،مخلصا صادقا و مؤمنا بقدرة منتخبه على إكتساح خصمه،فتوالت الركنيات و الإختراقات و على خطى 2004 أصر حجي مجددا و عن عمد أن يسجل الهدف رقم ثلاثة إستجابة لمطالب الشعب الحاضر في هذه المباراة،لكن الشعب أصر على هدف رابع فكان له مجددا ما أراد من قبل نجم المقابلة السعيدي الذي خرج تحت وابل من التصفيقات،و تفنن لاعبونا بعد ذلك في إضاعة سيل من الأهداف كادت أن تساهم في زيادة غلة لقاء أبى أن يكون إلا أسطوريا... حتى لا ننسى لم تكن الفرحة الكبرى التي عاشتها كل أرض الوطن من أقصى شرقه حتى أدنى صحرائه نابعة لأننا فزنا بثلاث نقط،بل لأننا فزنا بأحد أجمل ديربيات العرب و إفريقيا نتيجة و أداء في لقاء دار في أجواء رياضية حقيقية دون أدنى تشنجات و على أرض ملعب عالمي ساعد الفريقين على إظهار وجهيهما الحقيقي...،لكن أرجو أن ننسى و بسرعة هذا اللقاء لأن القادم أصعب و يلزمنا إضافة نقاط أخرى لرصيدنا للتأهل إلى الكأس الإفريقية خاصة و أننا تنتظرنا مواجهة نارية أمام إفريقيا الوسطى بملعبها،و الفوز و لا شيء غيره سيعبّد لنا الطريق كليا للتأهل دون إنتظار حسابات اللقاء ات الأخيرة و التي على مرّ الأزمنة لم تكن في صالحنا بالمرة. كلمة أخيرة في حق روح سبعة رجال نهاية،أشكر المنتخب الوطني على مقابلته الأنطلوجية و التي تُوّجت بفرحة هستيرية في كل المدن المغربية إعجابا بالأداء الخرافي للعناصر الوطنية و التي كللت جهودها بأهداف رآآآآآآآآآآآآآئعة،و أشكر المنتخب الجزائري على تقديمه ما لديه في مقابلة 4 جوان و التي إنطلقت بروح سبعة رجال ..فكانت مراكش و أرض مراكش و جمهور مراكش فأل خير جميل على منتخبنا الوطني،و أشكر بحرارة كل الذين قطعوا المئات من الكلمترات لحضور هذه المبارة التاريخية،فالشعب آمن بقدره وبقدرات وطنه و من حقه الآن أن يعيش الحياة الكروية السعيدة... ودمت أيها الشعب المغربي رائعا،مؤمنا صادقا مخلصا لوطنك