أرسل صديقي المشرقي تهنئة رمضان قائلا: مبروك رمضان أختي لطيفة وكل عام وأنتم بألف خير.... رديت عليه: شكرا على تهنئتك، ولو أن رمضان لم يصل المغرب بعد.... قال: كيف؟؟ ألستم صائمين اليوم مثلنا؟؟؟ قلت: لا، نحن المغاربة لا نصوم مع الدول العربية ولا نعيد معهم في اليوم نفسه... لنا رمضاننا ولكم رمضانكم، كما لنا أعيادنا ولكم أعيادكم.... قال مازحا: طبعا عندكم في المغرب مثل يقول: إذا كنت في المغرب فلا تستغرب.... رديت عليه: فعلا صديقي، لأن الاستغراب خطوة من خطوات الاستشكال والاستفهام.... والاستفهام سؤال... والسؤال صلاة.... والصلاة خطيرة علينا وعلى جل بلداننا، لذلك ضيعناها بأن حولناها من حراك عقلي إلى حراك جسدي، يختزله طقس ينمط العقول ليسهل قيادتها كالقطيع.... فبدل أن تحررنا الصلاة قيدتنا ودجنتنا.... قال: غريب أمركم يا صديقتي... قلت: بل غريب أمرنا جميعا، فسواء صمتم اليوم أو صمتم غدا يبقى رمضان في واقعنا مجرد حملة جماعية للتجويع لا تكاد تنتهي إلا بكارثة استهلاكية خطيرة .... فحال المغاربة والدول العربية كحال ركاب الطائرة الواحدة.... منهم من يجلس في الدرجة الأولى مفتخرا بنفسه، معتقدا أنه أفضل من أولئك الذين يجلسون في الدرجة الثانية... فمادامت طائرة واحدة وستصل في وقت واحد، وإن هي سقطت سيسقط الجميع، فما يجديك أن يكون مقعدك في الدرجة الأولى أو الثانية ؟؟؟؟ فأنتم صومكم درجة أولى بينما يبقى صومنا درجة ثانية ههههه، لكننا جميعا نركب طائرة صوم واحد. طائرة صوم يسافر بنا نحو الجهل والتخلف باسم الدين الذي لعبوا فيه.... صوم لا يغير من حالنا ولا يستطيع حتى أن يجعلنا نتقدم خطوات نحو حياة تكرم إنسانية الإنسان. رمضاننا ورمضانكم سيان يا صديقي، لأنهما يلتقيان في القتل والإجرام والذل والعار والنفاق والزيف.... صدقني في اليوم الذي يصبح فيه صومنا صياما حيا، سنحيا جميعا. والصيام الحي يا صديقي هو الذي يجعلنا نصوم عن النفاق والخداع والمكر والكذب والحقد والحسد. صيام عن كل المفاسد التي تدنس انسانيتنا وتدنيها، صيام يرفع قيمة الإنسان عاليا بالانتصار للقيم الإنسانية.....