بعد طلب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو و رئيس الاركان غادي ايزنكوت وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما رئاسيا بأعادة دبابة اسرائيلية أغتنمها الجيش السوري أثناء معركة السلطان يعقوب خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982م و قد تم نقل الدبابة من سوريا الى روسيا كي تعرض فى متحف المدرعات بموسكو، فقد صرح نتنياهو بأن اسرائيل ستسلك شتى الطرق لمعرفة مصير الثلاث جنود تسفي فلدمان زكريا، باومل، يهودا كاتس الذين فقدو بتلك المعركة و لن نهدأ حتى نعرف مصيرهم، و هذا التحرك ليس غريب على اسرائيل التى تتحرك نحو المستقبل و هى تمسح كل أثار هزائمها فى الماضي . و بالجولان المحتل قامت تل أبيب بانشاء وحدة ارتباط خاصة مع السكان السوريين بالجولان تابعة لقيادة المنطقة الشمالية بجيش الاحتلال الاسرائيلي فى مشهد ذكرنا بما قامت به اسرئيل فى السبعينات من انشاء وحدة ارتباط بسكان جنوبلبنان قبل احتلالها لجنوبلبنان، جدير بالذكر ان تلك الوحدة التى يديرها ظباط شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية و التى تهدف للتواصل مع عناصر بعينها من الجيش السوري الحر تعد ركيزة اساسية فى عملية شراء مافيا اسرائيلية اطفال سوريين و عراقيين من تنظيم داعش و هذا أمر متبع من فترة ليست بالقصيرة . و بما ان الوقت بات متاحا لاعادة فتح ملفات الماضي فقد حمل اللواء محسن رضائي القائد السابق للحرس الاثوري و امين مجمع تشخيص مصلحة النظام جهاز الموساد الاسرائيلي اختفاء احمد متوسليان قائد فرقة 27محمد رسول الله و قائد الحرس الثوري أثناء الحرب العراقية الايرانية الذى اختطف من جنوبلبنان فى 5 يوليو 1982م من قبل حزب الكتائب برفقة 3 دبلوماسيين ايرانيين قبل أن يتم تسلميهم لتل أبيب . و بالتزامن كان نائب وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي و النائب عن حزب الليكود الدرزي أيوب قرا يتواجد بشكل سري بحلب السورية لاخراج آخر عائلة يهودية منها، بعد أن شارك في الإفراج عن الدرزي برجس عويدات من سكان مجدل شمس في الجولان المحتل الذي كان معتقلا لدى السلطات السورية منذ 13 عاما . حقيقة الامر اسرائيل التى باتت تتحرك علنية و بعيدا عن الكواليس و بدئت تظهر فى الشاشة مجددا لم تكن بمعزل عن الاحداث أثناء أشتعال ثورات الربيع العربي كما توهم البعض، و لنا فيما اقدمت عليه بالعراق اثناء احتلالها 2003م من تصفية علماء العراق و سرقة اثاره و تاريخه و ذهبه عبرة، ثم ما حدث باوكرانيا أثناء الاضطرابات الاخيرة و كيف عمل الموساد على توسع نفوذه قبل ان ينقل اليهود الاوكران الى اسرائيل بعيدا عن الاضواء، و اخيرا و ليس اخرا مساهمتها فى تدمير الصواريخ الباليستية باليمن و نقل يهود اليمن من صنعاء الى تل أبيب عبر مطار الملكة علياء بالاردن بعد أن تفاجأ الجميع بصور نتنياهو برفقة يهود اليمن مصطحبين معهم تاريخهم قبل ان يدمر اليمن كليا تاريخيا و جغرافيا، و الان ها هي اسرائيل تظهر فى العلن على مسرح الاحداث السوري و باتت كلمة اساسية فى معادلة الحرب السورية بعد اغتيال سمير قنطار و مصطفى بدر الدين، بعد دورها الواضح فى فى عملية نزع السلاح الكيماوى (الانياب الحقيقية) لدى الجيش السوري 2013م بأشراف واشنطن و موسكو، و للعلم قائمة اغتيالات الموساد لم تقتصر على تلك الاسماء فقط و لعل الايام القادمة تبوح عن ذلك بعد ان توسع نفوذ اسرائيل داخل حلبة الصراع السوري بشراسة و بعد ان باتت لها فرصة الانتقام سانحة . الباحث و المحلل السياسي بشؤون الشرق الاوسط [email protected]