صحيفة إيطالية: المغرب فرض نفسه كفاعل رئيسي في إفريقيا بفضل "موثوقيته" و"تأثيره"    عامل إقليم الجديدة يزور جماعة أزمور للاطلاع على الملفات العالقة    بوريطة: المغرب شريك استراتيجي لأوروبا .. والموقف ثابت من قضية فلسطين    مثل الهواتف والتلفزيونات.. المقلاة الهوائية "جاسوس" بالمنزل    الحسيمة : ملتقي المقاولة يناقش الانتقال الرقمي والسياحة المستدامة (الفيديو)    تعيين مدير جديد للمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بتطوان    المنتخب المغربي يفوز على نظيره المصري في التصفيات المؤهلة لكأس أمام أفريقيا للشباب    إقصائيات كأس أمم إفريقيا 2025 (الجولة 5).. الغابون تحسم التأهل قبل مواجهة المغرب    اشتباكات بين الجمهور الفرنسي والاسرائيلي في مدرجات ملعب فرنسا الدولي أثناء مباراة المنتخبين    السفيرة بنيعيش: المغرب عبأ جهازا لوجستيا مهما تضامنا مع الشعب الإسباني على خلفية الفيضانات    مقاييس التساقطات المطرية خلال 24 ساعة.. وتوقع هبات رياح قوية مع تطاير للغبار    بحضور التازي وشلبي ومورو.. إطلاق مشاريع تنموية واعدة بإقليم وزان    عنصر غذائي هام لتحسين مقاومة الأنسولين .. تعرف عليه!    وزيرة الاقتصاد والمالية تقول إن الحكومة واجهت عدة أزمات بعمل استباقي خفف من وطأة غلاء الأسعار    لمدة 10 سنوات... المغرب يسعى لتوريد 7.5 ملايين طن من الكبريت من قطر    الأرصاد الجوية تحذر من هبات رياح قوية مع تطاير للغبار مرتقبة اليوم وغدا بعدد من الأقاليم    الدرك الملكي بتارجيست يضبط سيارة محملة ب130 كيلوغرامًا من مخدر الشيرا    المنتخب المغربي الأولمبي يواجه كوت ديفوار وديا في أبيدجان استعدادا للاستحقاقات المقبلة    أزمة انقطاع الأدوية تثير تساؤلات حول السياسات الصحية بالمغرب    هل يستغني "الفيفا" عن تقنية "الفار" قريباً؟    مصرع شخص وإصابة اثنين في حادث انقلاب سيارة بأزيلال    بتهمة اختلاس أموال البرلمان الأوروبي.. مارين لوبان تواجه عقوبة السجن في فرنسا    بعد ورود اسمه ضمن لائحة المتغيبين عن جلسة للبرلمان .. مضيان يوضح    الارتفاع ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    ‬المنافسة ‬وضيق ‬التنفس ‬الديموقراطي    حوالي 5 مليون مغربي مصابون بالسكري أو في مرحلة ما قبل الإصابة    الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين تسلم "بطاقة الملاعب" للصحافيين المهنيين    ألغاز وظواهر في معرض هاروان ريد ببروكسيل    الحكومة تعلن استيراد 20 ألف طن من اللحوم الحمراء المجمدة    صيدليات المغرب تكشف عن السكري    ملتقى الزجل والفنون التراثية يحتفي بالتراث المغربي بطنجة    الروائي والمسرحي عبد الإله السماع في إصدار جديد    خلال 24 ساعة .. هذه كمية التساقطات المسجلة بجهة طنجة    الإعلان عن العروض المنتقاة للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح    نشرة إنذارية.. هبات رياح قوية مع تطاير للغبار مرتقبة اليوم الخميس وغدا الجمعة بعدد من أقاليم المملكة        معدل الإصابة بمرض السكري تضاعف خلال السنوات الثلاثين الماضية (دراسة)    تمديد آجال إيداع ملفات الترشيح للاستفادة من دعم الجولات المسرحية    مركز إفريقي يوصي باعتماد "بي سي آر" مغربي الصنع للكشف عن جدري القردة    الاحتيال وسوء استخدام السلطة يقودان رئيس اتحاد الكرة في جنوب إفريقا للاعتقال    حفل توزيع جوائز صنّاع الترفيه "JOY AWARDS" يستعد للإحتفاء بنجوم السينماوالموسيقى والرياضة من قلب الرياض    الدولة الفلسطينية وشلَل المنظومة الدولية    أسعار النفط تنخفض بضغط من توقعات ارتفاع الإنتاج وضعف الطلب    عواصف جديدة في إسبانيا تتسبب في إغلاق المدارس وتعليق رحلات القطارات بعد فيضانات مدمرة    "هيومن رايتس ووتش": التهجير القسري الممنهج بغزة يرقي لتطهير عرقي    إسرائيل تقصف مناطق يسيطر عليها حزب الله في بيروت وجنوب لبنان لليوم الثالث    الجيش الملكي يمدد عقد اللاعب أمين زحزوح    هذه أسعار أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    ترامب يعين ماركو روبيو في منصب وزير الخارجية الأمريكي    غينيا الاستوائية والكوت ديفوار يتأهلان إلى نهائيات "كان المغرب 2025"    غارة جديدة تطال الضاحية الجنوبية لبيروت    أكاديمية المملكة تفكر في تحسين "الترجمة الآلية" بالخبرات البشرية والتقنية    الناقد المغربي عبدالله الشيخ يفوز بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هضبة الجولان والنفط في معادلة الصراع الدولي على أرض الشام.. بقلم // عمر نجيب
* إسرائيل تبحث عن اعتراف دولي بضمها للأراضي السورية
نشر في العلم يوم 24 - 04 - 2016

يوم الأحد 17 ابريل 2016 تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان يبقى الجولان السوري المحتل جزءا من اسرائيل "الى الابد". وادلى نتانياهو بتصريحه في مستهل اجتماع مجلس الوزراء الاسبوعي الذي يعقد للمرة الاولى في هضبة الجولان منذ احتلالها في عام 1967. وقال نتانياهو "حان الوقت ليعترف المجتمع الدولي بالحقيقة، حان الوقت بعد 50 عاما ان يعترف ان الجولان سيبقى الى الأبد تحت السيادة الاسرائيلية". واضاف "هضبة الجولان ستبقى في ايدي اسرائيل الى الابد"، مؤكدا "لن تنسحب اسرائيل ابدا من هضبة الجولان".
وبحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية فان نتانياهو يخشى ان تتعرض الدولة العبرية لضغوط لحملها على الانسحاب من الهضبة المحتلة اذا تم حسم الحرب على أرض الشام. وإدعى نتنياهو "لا نعارض التسوية السياسية في سوريا شرط الا تكون على حساب أمن دولة إسرائيل بمعنى أنه في نهاية المطاف سيتم طرد القوات الإيرانية وحزب الله وداعش من الاراضي السورية".
وبحسب الاذاعة العامة الاسرائيلية فإن نتنياهو قرر القيام بهذه المبادرة لإيصال رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها ان انسحاب اسرائيل من الجولان "ليس مطروحا على الاطلاق، لا حاضرا ولا مستقبلا".
واضافت الاذاعة ان نتانياهو سبق وأن اوصل هذه الرسالة الى وزير الخارجية الامريكي جون كيري اثناء اجتماعه به مؤخرا.
وكان نتانياهو قد قام يوم الاثنين 11 أبريل 2016 بخطوة غير مسبوقة بإقراره علنا خلال زيارة تفقدية للقوات الاسرائيلية في الشطر المحتل من الجولان ان اسرائيل قصفت عشرات المرات قوافل سلاح في سوريا كانت مرسلة لحزب الله اللبناني، كما أكد أمام الجنود أن احتمال المعركة قائم بالفعل تجاه الساحة السورية. والمعروف أن اسرائيل وسوريا في حالة حرب رسميا منذ عقود.
واحتلت اسرائيل الجولان خلال حرب الأيام الستة في يونيو 1967 ولكن القوات السورية بمشاركة قوات عراقية ومغربية حررت حوالي نصف هضبة الجولان خلال حرب أكتوبر 1973، وفي سنة 1981 أعلن الكيان الصهيوني ضم الجزء الذي لم يحرر اليه في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
مراسل القناة الثانية الصهيونية للشؤون السياسية، أودي سيغل، المقرب جدا من دوائر صنع القرار في تل أبيب، لفت إلى أن نتنياهو سيحمل إلى موسكو، يوم الخميس 21 أبريل، رسالة تتضمن المضمون نفسه، وذلك في خلال زيارته المقررة لروسيا، ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين حيث سيعبر كذلك عن قلق تل أبيب من تعزيز موسكو للجيش السوري بأحدث الأسلحة والأخطار التي يواجهها سلاح الجو الإسرائيلي نتيجة تغطية كل أراضي سوريا ولبنان بشبكة الدفاع الجوية الروسية التي حالت منذ سبتمبر 2015 دون قيام الطيران الإسرائيلي بمهامه في المنطقة.
ثروة نفطية ودعم أمريكي
خلال شهر نوفمبر 2015 قام نتنياهو بزيارة لواشنطن اجتمع خلالها مع الرئيس الأمريكي أوباما ومسؤولي البيت الأبيض وقادة جماعات الضغط الصهيونية في الولايات المتحدة، وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أنه أثناء هذه اللقاءات طالب نتنياهو من أوباما أن يعمل على اعتراف المجتمع الدولي بهضبة الجولان العربية السورية المحتلة كمنطقة إسرائيلية، ضمن أي حل سياسي للأزمة السورية.
وإذا كان البيت الأبيض لم يعلن دعمه لهذا المطلب فإنه يبدو واضحا أن هناك مساندة ضمنية له خاصة وأن الدولة العبرية، تواصل وبوتيرة عالية استغلال الأزمة السورية لفرض الحقائق على أرض الواقع في الجولان المحتل، فقد سمحت لشركات أمريكية وإسرائيلية بالتنقيب عن النفط، على الرغم من أن القانون الدولي يعتبر الجولان منطقة محتلة، وفي وقت لاحق وخلال مناورات مشتركة بين الجيشين الأمريكي والإسرائيلي قامت الوحدات الأمريكية بالمشاركة في عمليات تمرين للدفاع عن هضبة الجولان والجليل الأعلى في مواجهة هجمات مفترضة من خطوط الهدنة السورية واللبنانية مع إسرائيل.
وتشير مصادر رصد في موسكو وبرلين أن تل أبيب تدرك أن هضبة الجولان والسواحل السورية تحتوي على كميات ضخمة من النفط والغاز وهي بالإضافة إلى أطماعها في الجولان ترغب مع حلفائها شرذمة سوريا وتقسيمها إلى دوليات حتى لا يؤدي انتصار الجيش السوري وبقاء سوريا موحدة إلى تبدل موازين القوى في المنطقة نتيجة تمكن دمشق من استثمار ثرواتها.
وكانت إحدى الشركات العالمية المتخصصة في خدمات النفط، المدعومة من الحكومة الفرنسية ومقربة من الإدارة البريطانية التي يهيمن عليها المحافظون، قد أجرت دراسة نشرت في خضم ما سمي أحداث الربيع العربي، وخلصت إلى الإشادة بالموارد الضخمة من "احتياطيات الهيدروكربون" في الأراضي والمياه السورية.
نشرت الدراسة التي أُجريت عام 2011 في مجلة جيو أرابيا، وهي دورية متخصصة في الصناعات البترولية تصدرها الشركة الاستشارية جالف بترو لينك والتي تحظى برعاية العديد من شركات النفط الكبرى في العالم، مثل: تشيفرون، وإكسون موبايل، وأرامكو السعودية، وشيل، وتوتال، وبي بي.
جدير بالذكر أن المحتوى المنشور على جيو أرابيا لا يخضع لأي نظام نشر مفتوح، وبالتالي يقتصر توزيعه على شركات الطاقة متعددة الجنسيات، والشركات الراعية، والمنظمات ذات الصلة، فضلا عن بعض الجامعات.
وحددت الدراسة التي أجراها عالم الجيولوجيا البارز ستيفن باومان لصالح شركة جي سي سي فيريتاس، ثلاثة أحواض رسوبية تقع في المياه السورية، وأطلقت عليها أسماء الشام وقبرص واللاذقية كما أشارت إلى أن الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية تقدم دليلا كبيرا على وجود نظام بترولي نشط في المياه والأراضي السورية، إلى جانب كميات ضخمة من النفط، والغاز في منطقة الساحل، كما لوحظ وجود مؤشرات هيدروكربونية مباشرة في مناطق الرشح الزلزالي والنفطي.
جدير بالذكر أن الشركة التي حصلت على حقوق التنقيب في مرتفعات الجولان هي شركة جيني للنفط والغاز، واحدة من كبرى الشركات الأمريكية. وكانت البيانات التي حصلت عليها شركة أفيك للنفط والغاز الإسرائيلية، التابعة لشركة جيني، من الحقول الاستكشافية قد أكدت وجود كميات نفط وغاز "ضخمة" بعد الحفر لعمق 1150 قدم، حيث تقدر بأنها "عشر أضعاف المتوسط العالمي". كما كشف يوفال بارتوف، كبير الخبراء الجيولوجيين لدى شركة أفيك، لجريدة الأيكونوميست مؤخرًا أن شركته قد اكتشفت خزانا نفطيا "يحتمل اشتماله على مليارات البراميل من النفط".
مقايضة
داخل إسرائيل وخاصة في دوائر المخابرات لا تخفي بعض الشخصيات النافذة التأكيد على أن شخصيات من المعارضة السورية وخلال إتصالات مع الساسة الصهاينة وعدت بالتوصل إلى إتفاق سلام مع تل أبيب بعد إسقاط حكومة دمشق لا يتضمن شرط إستعادة الجولان.
خلال الثلث الأول من شهر ديسمبر 2014 بينت تقارير رسمية صادرة عن مراقبي الأمم المتحدّة في هضبة الجولان العربي السوري المحتل والمحرر، كيفية وآلية التعاون بين ما يطلق عليها فصائل المعارضة السورية وبين إسرائيل، وذلك في السنة والنصف السابقتين.
وقال مرسال الشؤون السياسية في صحيفة "هآرتس" العبرية، باراك رافيد، يوم الأحد 7 ديسمبر 2014، إن هذه التقارير تقدم لأعضاء مجلس الأمن الدولي أل15 للاطلاع عليها، لافتا إلى أنها منشورة على الموقع الالكتروني الرسمي التابع للأمم المتحدّة، كما أشار إلى أن التقارير المذكورة تذكر بالتفصيل الاتصالات الدائمة التي تجري على الحدود السورية بين ضباط كبار وجنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي وبين المسلحين من المعارضة السورية، التي تعمل على إسقاط الرئيس السوري، د. بشار الأسد.
جدير بالذكر أن قوة فض الاشتباك في الجولان "أوندوف"، أُقيمت في العام 1974 كجزء من اتفاقيات فصل القوات بين سوريا وإسرائيل، بحيث انشئت منطقة عازلة مساحتها عدة كيلومترات، ينتشر فيها الجنود التابعين للأمم المتحدة، وتمنع سوريا وإسرائيل من إدخال قوات عسكرية إلى هذه المنطقة.
التقارير الأممية أفادت ايضا، أنه انطلاقا من شهر مارس 2013 قام الجيش الصهيوني باستيعاب جرحى المعارضة السورية في المستشفى الميداني، الذي أقامه في الجولان، ومن هناك تم نقل عدد من المصابين بجروح خطيرة لمواصلة العلاج في مستشفيات شمال إسرائيل.
في البداية ادعى الجيش الإسرائيلي أنه يقوم باستيعاب الجرحى المدنيين، وأنه لا يقيم أي نوع من الاتصال مع التنظيمات السورية المسلحة، ولكن تقارير الأمم المتحدة كذبت الرواية الإسرائيلية.
في الأشهر اللاحقة التي تبعت نشر تقرير الأمم المتحدة تخلت تل أبيب عن جزء السرية التي أحاطت بعلاقاتها مع الفصائل المسلحة في سوريا.
جدير بالذكر أنه وفي توقيت لاحق، سمحت سلطات الجيش الإسرائيلي، وفي خطوة غير مسبوقة لطاقم من موقع "في أي سي" بتوثيق عمليات استيعاب الجرحى السوريين في المستشفى الميداني، وقال المراسل سيمون أوستروفسكي، يقوم الجيش بنقل الجرحى إلى المستشفيات الواقعة في شمال إسرائيل. وبحسب التقرير المصور أقر الجيش الإسرائيلي بأن عدد الجرحى السوريين، الذي يعالجون في ذلك الحين في المستشفيات الإسرائيلية يصل إلى 1400 مشددا على أنه بحسب معطيات جيش الاحتلال فإن 90 بالمائة من الجرحى هم من الرجال، الأمر الذي يعزز الرواية بأنهم ينتمون إلى الجماعات المعارضة المسلحة، التي تحارب الدولة السورية والجيش العربي السوري.
وشدد الموقع المذكور، وهو موقع عالمي، وليس إسرائيليا، على أنه سيقوم بنشر عدة حلقات عن الموضوع في الأيام التالية، لافتا إلى أن عملية التصوير والتوثيق، تمت بموافقة سلطات الجيش الإسرائيلي. ووفق المصادر الفلسطينية في الداخل فإن هؤلاء الجرحى يتم استيعابهم أولا في المستشفى الميداني، ومن ثم ينقلون إلى المستشفيات الواقعة شمال دولة الاحتلال في بورية وفي طبريا، وزيف في مدينة صفد، والمركز الطبي للجليل الغربي في نهاريا.
زيارة علنية لإسرائيل
خلال النصف الثاني من شهر سبتمبر 2104 أفادت عدة وكالات دولية للأنباء أن المعارض السوري كمال اللبواني، أجرى يوم الثلاثاء 16 سبتمبر، مجموعة من اللقاءات مع مسؤولين إسرائيليين، على هامش أول زيارة علنية لمعارض سوري إلى إسرائيل بدأها خلال ذلك الأسبوع للمشاركة في مؤتمر حول الإرهاب. وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة "أجرى المعارض السوري اللبواني مجموعة من اللقاءات مع وزراء لم تسمهم.
وذكرت الإذاعة إن اللبواني وصل إلى إسرائيل وسط تصعيد غير مسبوق على الحدود الإسرائيلية السورية بعد فقدان جيش الأسد السيطرة على الجزء الاكبر من الشريط الحدودي لصالح تنظيمات المعارضة المسلحة. وأشارت الإذاعة إلى إن اللبواني، يزور إسرائيل حاملا رسالة مفادها إسقاط المعارضة السورية لخيار الحرب مع إسرائيل وسط السعي إلى الحل السياسي السلمي لقضية الأرض المتنازع عليها بين الدولتين.
ونقلت عن اللبواني قوله أن جيش الأسد قد فقد السيطرة على حوالي 80 في المئة من مساحة الشريط الحدودي الفاصل بين البلدين لا سيما معبر القنيطرة, لصالح تنظيمات المعارضة المسلحة.
وحول النتائج المتوقعة لزيارته إلى إسرائيل, قال اللبواني "إذا نجحت الزيارة في تقديم نتيجة مفيدة سنكتشف أن أغلب الشعب السوري مع السلام والاستقرار مشيرا إلى أن 40 في المئة من ناشطي "فيسبوك" اليوم يقولون نعم لزيارته لإسرائيل".
وتابع أنه "بالنسبة ل 60 في المئة الباقين فهم بانتظار صدور نتائج عملية مفيدة وواضحة للزيارة قبل الحكم عليها"، معربا عن أمله في أن تساهم إسرائيل بالتنسيق مع الإدارة الامريكية في وضع برنامج متكامل يستفيد منه الشعب السوري ويستفيد منه السلام والاستقرار.
تعاون عسكري مفتوح
يوم 22 يناير 2015 أكد ضابط ميداني في "الجيش الحر"، في حديث لموقع "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلي، على أنه بات من الضروري أن تتعاون إسرائيل مع الجهات المعتدلة في المعارضة السورية، من أجل مواجهة التهديد المشترك المتمثل في حزب الله في الجولان.
وأشار الضابط الذي التقى مراسل الموقع في العاصمة الأردنية، عمان، إلى أن الجيش السوري الحر يراقب منذ فترة عناصر من حزب الله وأيضا عناصر مسلحة روسية، تنشط بالقرب من الحدود مع إسرائيل، وذلك في موازاة العمل الذي يعده الجيش الحر لمحاصرة مدينة القنيطرة التي يسيطر عليها النظام السوري، على حد قوله.
الضابط الذي اشترط عدم ذكر اسمه، لكنه عرف عن نفسه بأنه قائد إحدى الكتائب المنضوية في "الجيش الحر"، أكد على أنه يقضي فترة استراحة واستجمام في الأردن، لافتا إلى أن من نعتهم بالقتلى في الغارة التي استهدفتهم الأحد 18 ديسمبر 2014 بالقرب من القنيطرة كانوا في مهمة لرفع معنويات المقاتلين من حزب الله والجنود الذين يقاتلون إلى جانب نظام دمشق. وأضاف: قد يكونون موجودين هناك للتخطيط لأمر غير معروف، وقد يكونوا قد حصلوا على أسلحة جديدة.
وأشار الموقع، تعقيبا على كلام الضابط، إلى أن ملاحظاته بوصفه قائدا في الجيش السوري الحر، تكشف عن محدودية معلوماته حول تحركات وتحضيرات حزب الله والروس في المنطقة. ونقل الموقع أيضا عنه قوله إن جنودنا يستعدون لمحاصرة مدينة القنيطرة، إلا أننا اضطررنا إلى تأجيل ذلك، بسبب العواصف الثلجية التي ضربت المنطقة. وتوجه الضابط بكلامه إلى الشعب الإسرائيلي، قائلا إن القوات المساندة لدمشق من حزب الله في الجولان تنوي بالفعل مواجهة إسرائيل بشكل جدي أكثر بكثير من الماضي، ما يعني أن التعاون بين قوات المعارضة المعتدلة وإسرائيل بات أكثر من ضروري في الجولان.
وأضاف: لديكم في إسرائيل فرصة تاريخية للحصول على دعم الشعب في سوريا، فنحن نريد أن نقاتل إلى جانبكم، لأنهم في حزب الله لن يتوقفوا في سوريا، ولديهم مشروع كبير يهددكم كما يهددنا"، على حد قوله.
يذكر أن الرئيس السوري بشار الاسد صرح في مقابلة مع مجلة "فورين افيرز" الامريكية نشرت يوم الاثنين 26 يناير 2015 ان الولايات المتحدة واهمة في خططها لتدريب خمسة الاف مقاتل معارض، معتبرا ان هؤلاء المقاتلين سينضمون لاحقا الى تنظيمات متطرفة.
واتهم الأسد، إسرائيل بتقديم الدعم للجماعات المسلحة في بلاده، معتبرا أن سلاح الجو الإسرائيلي يشكل القوى الجوية الخاصة بهذه الجماعات.
وقال الأسد في المقابلة مع المجلة الأمريكية، إن "إسرائيل تقدم الدعم للجماعات المسلحة في سوريا.. هذا واضح تماما .. كلما حققنا تقدما في مكان ما، يقوم الإسرائيليون بالهجوم من أجل التأثير على فعالية الجيش السوري".
وأضاف: "هذا واضح جدا ولذلك يسخر بعض السوريين ويقولون.. كيف يقال إن القاعدة لا تمتلك قوى جوية ...في الواقع لديهم قوى جوية هي القوات الجوية الإسرائيلية".
وتابع: "في كل حالة أراد الجيش السوري الدخول إلى منطقة معينة نجح في ذلك لكن لا يمكن للجيش العربي السوري أن يوجد في كل كيلومتر من الأراضي السورية.. هذا مستحيل".
وأقر الأسد بالخسائر التي تسببت بها الحرب الدائرة في سوريا، قائلا: "حققنا بعض التقدم خلال السنتين الماضيتين.. لكن كل الحروب سيئة لأنها تنطوي على خسائر وعلى دمار".
منطقة حظر جوي إسرائيلية
بعد مرور أشهر على زيارته العلنية للكيان الصهيوني طالب كمال اللبواني، الذي تنعته وسائل الإعلام العبرية باللبرالي المتحرر، طالب إسرائيل بأن تلعب دورا أكبر في الساحة السورية، وأن تعمل على فرض منطقة حظر جوي في الجنوب السوري.
وتابع اللبواني قائلا في مقال نشره على موقع المعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية والإقليمية "منتفيم"، ونشرته أيضا مواقع إخبارية عبرية لاحقا في سبتمبر 2015، إنه بإمكان إسرائيل تحسين ظروف معيشة السوريين بالاشتراك مع الدول العربية المجاورة، الأمر الذي سينعكس قيمة إضافية على تشجيع التعاون بين الشعبين السوري والإسرائيلي، على حد تعبيره.
وأضاف اللبواني قائلا إن إسرائيل غير مرغمة على فتح حدودها أمام اللاجئين السوريين، لكن عليها أن ترسل مساعدات إنسانية إلى الجانب السوري من الحدود، وأن تلعب دورا دبلوماسيا أكبر في فرض حل في سوريا، وهو تدخل ضروري مقابل الدور الروسي الذي يعد دورا مركزيا في استمرار ما أسماه العدوان على سوريا. وأضاف اللبواني أن للشعبين اليهودي والعربي مصلحة أمنية مشتركة في مواجهة ما وصفه بالعدوان المدمر لحزب الله وروسيا، وهذا هو الذي يمكنه أن يساعد الطرفين في التغلب على خلافاتهما السابقة، لأن التعاون بين اليهود والعرب يجب أن يكون مبنيا على أساس قيم وعادات ومصالح مشتركة، على حد قوله. واعتبر المعارض السوري إنه إذا كان جارك بخير، فأنت بخير.
وأضاف أن الشعب اليهودي، الذي لديه وجود تاريخي في الشرق الأوسط، لديه القدرة على بناء علاقات ثقة وتعاون مع جيرانه، وبقيامه بذلك، فهو سيستفيد من الواقع الإقليمي المتغير والفرص التي ستأتي نتيجة ذلك، على حد وصفه. وأشار إلى أن السيناتور الأمريكي جون ماكين، قال له قبل ترشحه في مواجهة أوباما، أنا لا أفهم سياسة هذا الرجل، كيف ينتظر موافقة مجلس الأمن، الذي تعطله روسيا، ويتخلى عن تطبيق القانون الدولي، لو أصبحت رئيسا لما سمحت لديكتاتور أن يقتل شعبه فهذه هي واجبات أمريكا، أما مصالحها على المدى البعيد فهي فرض احترام قيم حقوق الإنسان وليست في مكاسب اقتصادية صغيرة، إنها اهانة لكل إنسان أن يسكت عن هكذا جرائم، وإدانة لكل من هو قادر على منعها.
وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن نقلت عن أحد أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل، مندي صفدي، وهو صديق المعارض السوري كمال اللبواني، نقلت عنه قوله إن المعارضة السورية طلبت منه نقل رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأنه ينبغي على إسرائيل توجيه ضربة قاسية أخرى لسوريا وحزب الله، وأوضحت الصحيفة أن الحديث يدور عن مندي صفدي، الذي شغل منصب رئيس هيئة الموظفين في مكتب نائب الوزير السابق عن حزب الليكود، أيوب القرا، من حزب الليكود، ويشغل حاليا منصبا في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي. وتابع صفدي قائلا للصحيفة إن التحذير جاء لتنبيه الجيش الإسرائيلي قبل أن يتمكن المحور من السيطرة على الجولان السوري عند الحدود مع إسرائيل. وتعهد من أطلقت عليه الصحيفة الإسرائيليّة لقب قائد الثوار السوريين في الجنوب بشن حرب عصابات ضد حزب الله اللبناني وقوات الحكومة السورية، الذين شنوا هجوما كبيرا ضد قوات المعارضة المسلحة في المنطقة الحدودية الحساسة بالقرب من إسرائيل.
تجنب المواجهة مع روسيا
في منتصف شهر يناير 2016 كتبت رئيسة تحرير موقع "المصدر" الإسرائيلي، شيمريت مئير، إن الغموض هو أحد الأدوات الرئيسية في صندوق صانع القرار الإسرائيلي، في تعامله مع ما لا يحصى من المحفزات التي تدفعه إلى التدخل في الشأن السوري.
وتابعت قائلةً إنه قبل عدة سنوات، شاركت في التخطيط للمؤتمر الأول من نوعه في البلاد، بمشاركة شخصيات جادة ومرموقة من المعارضة السورية. كان يفترض أن يكون ذلك بمثابة حدث "الإعلان" عن العلاقات السرية، وإن كانت مكثفة، والتي تجريها جهات رسمية في إسرائيل مع تلك الجهات التي كانت خلف الحدود لسنوات. وتابعت مئير قائلةً لن نبالغ بالتفاصيل، ولكن قبل وقت قصير من ذلك الحدث اضطر المنظمون إلى الإعلان عن إلغائه، رغم الأهمية الرمزية الكبيرة لمجرد حدوثه.
ويعود سبب ذلك، كما يمكن أن نقدر، إلى التدخل الروسي العميق في سوريا وعدم الرغبة في الوقوف، تماما في هذا التوقيت وبشكل واضح، إلى جانب أولئك الذين يقاتلون الرئيس السوري، د. بشار الأسد، حليف الروس. ولفتت إلى أنه غني عن البيان أن المنظّمين، الذين بذلوا جهودا، دامت سنوات، للعناية اليومية بالمحور الإسرائيلي السوري، قد عايشوا مشاعر الإحباط العميقة جدا، والتي يمكن التماهي معها بسهولة. ولكن، في الحقيقة كنت راضية جدا. فليس هذا هو الوقت المناسب للتورط مع فلاديمير بوتين. فالمسائل حساسة جدا. ومن المفضل عدم الصعود إلى شجرة لا يمكن النزول عنها، فقد نجحت إسرائيل بعد مضي خمس سنوات ونيف منذ اندلاع الحرب السورية، في عدم التورط فيها.
وأشارت أيضا إلى أن هذا لا يصدق تقريبا، بالنظر إلى حقيقة أن هذه الحرب تستقطب إليها تقريبا جميع القوى الكبيرة في العالم، وأنها تصل أحيانا حتى الحدود، بل وتنزلق قليلا وراءها من حين لآخر، وأنها الحرب الأكثر أهمية للمحور الأكثر معاداة لإسرائيل في المنطقة، محور بشار حزب الله، وأن هناك جهات كثيرة تحاول جرها إلى داخلها، حسبما ذكرت.
وأردفت: هذا لا يصدق أيضا بالنظر إلى الموهبة الإسرائيلية المثبتة في القفز رأسا إلى كل حفرة في المنطقة، من غزة إلى لبنان. لسبب ما، أثبتت القيادة الإسرائيلية في الشأن السوري، وعلى رأسها نتنياهو، يعلون والجيش، مرونة إدراكية والعمل بحذر. وقالت أيضا إنه حتى عندما حاول الدروز، وهم إحدى الأقليات القوية والشعبية في إسرائيل، وفي المنظومة الأمنية بشكل خاص، جر الجيش الإسرائيلي إلى داخل الحرب، انطلاقا من القلق على الأقلية الدرزية المهددة من قبل المجموعات الإسلامية في سوريا، فقد نجحت إسرائيل في احتواء هذه الأحداث واستخدام علاقاتها الهادئة مع مجموعات المعارضة من أجل الدفاع عن الدروز.
وكما ذُكر آنفا، أضافت، فقد وقفت هذه المسألة قيد الاختبار عند دخول الروس إلى الصورة، ولكن كما يبدو فقد كان الهدف هو عدم الدوس على طرفهم في كل ما يتعلق بالحفاظ على حكم بشار الأسد، وخصوصا في منطقة الساحل، وفي المقابل، التمتع بحرية التحرك ضد تهديدات محددة لحزب الله. وبرأيها، هناك اختبارات أخرى متوقعة قريبا، مع محاولات حسن نصر الله لجر إسرائيل إلى الداخل، وربما استخدام ذلك كبطاقة خروج من الوحل السوري، ومع الصراع المتصاعد بين السعودية وإيران، والذي يقلل احتمالات اتفاق سياسي في سوريا إلى الصفر. كما أوضحت أن هناك أيضا معارضون لنهج نتنياهو ويعلون، أي عدم التدخل في الشأن السوري، ولا سيما، في أوساط أولئك الذين ينمون علاقات منذ زمن طويل مع المعارضة السورية ويعتبرون بعض أجزائها حلفاء محتملين. سيدعي أولئك، أضافت مئير، بأنه قد عفا الزمان على هذا النهج وينبغي صياغة سياسة متماسكة، بطريقة أو بأخرى.
طحن الماء
كتب نبيل نايلي الباحث في الفكر الإستراتيجي، بجامعة باريس في مقال له يوم 16 أبريل 2016:
"إذا كان تعريف منتهى الجنون هو أن تكرر الصنيع ذاته المرة تلو المرة منتظرا نتائج غير التي حصلت عليها في المرات السابقة، فإن مقاربة واشنطن وسياساتها في سوريا هي المنهج المعتمد لتدريس الحماقة التي أعيت من يداويها" كلمات قالها المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الأمريكية، رون بول.
المؤشرات الصادرة من واشنطن وهذه التسريبات التي "تصادف" هذا التوقيت بالذات توحي بأن الإدارة تحزم أمرها باتجاه الاستعدادات الحثيثة لاستحقاقات "الخطة ب" التي تركت جانبا ريثما يتم "انضاج" ظروفها الموضوعية، وتنهك الأطراف جميعها، واختبار المدى الذي يمكن أن يذهب إليه الروس. بين عشية وضحاها باتت أدق تفاصيل الحديث الذي كان يتداول في الكواليس المظلمة، تتسرب وتنشر على أكثر من صحيفة، من نوعية الأسلحة إلى المسار الذي ستسلكه، فمدى فاعليتها إلى التغيير الميداني الذي ستحدثه.
من الصحف والمجلات الأمريكية والبريطانية المتخصصة في شؤون الدفاع والإستراتيجيات العسكرية، إلى تلك التي تعنى بالشأن "الإخباري" فحسب، تنشر تباعا تسريبات مفادها أن الإدارة الأمريكية "أرسلت 3 آلاف طن من الأسلحة المصنعة في رومانيا وبلغاريا وأوكرانيا الى القرب السوري لتوزع بعدها على هؤلاء الذين تسميهم "معارضة المعتدلة ".
ما تكشف من فحوى "الخطة ب"، نقلا عن هذه المجلات والصحف نوجزه كالتالي:
"تمت مناقشة الاستعدادات في اجتماع سري لرؤساء وكالات الاستخبارات في الشرق الأوسط قبل تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار تلقوا خلالها تأكيدات من وكالة الاستخبارات المركزية، بأنهم سيحصلون على موافقة لتوسيع دعمهم للمعارضة المعتدلة في سوريا
"وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وشركاؤها الإقليميون وضعوا خططا لإمداد، ما يسمونه ب"جماعات المعارضة المعتدلة" في سوريا، بمنظومة أسلحة لتساعدهم على توجيه هجمات ضد مقاتلات ومدفعيات الجيش السوري".
أن الإدارة الأمريكية أعدت قائمة محددة لنوعية الأسلحة التي ستسمح لحلفائها في المنطقة بشحنها إلى المقاتلين"، "وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سمحت مع بداية التدخل الروسي بشحن صواريخ "تي أو دبليو، المضادة للدبابات للمعارضة، بالإضافة إلى صواريخ "غراد" الراجمة للصواريخ".
"يجب أن يوافق البيت الأبيض على قائمة الأسلحة المحددة الواردة في تلك الخطة قبل إمكانية تقديمها إلى المعنيين بالأمر ودخولها ميادين المعركة"، صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تؤكد أخيرا أن المناقشات الخاصة بالخطة البديلة هي "جزء من محاولات أكبر تجري خلف الكواليس من إدارة أوباما لردع خصومها في الصراع السوري مع منع شركائها فى التحالف الذين يدعمون المعارضة المعتدلة من التصرف من تلقاء أنفسهم".
هكذا تقرر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية استباقيا أن الهدنة المخروقة كل آن وحين، ستنهار، في ظل ما يجري شمال حلب خصوصا واقتراب الجيش السوري، مدعوما بسلاح الجو الروسي، من استعادة المحافظة الإستراتيجية ومن الحدود التركية، مع ما يعني ذلك من مضاعفات ميدانية وسياسية خطرة قد تقلب المعادلات والحسابات الأمريكية والتركية رأسا على عقب. ما رشح حتى الآن عن حوارات، ولا نقول المفاوضات غير المباشرة، لا يبشر بخير كما أن فرص حدوث "اختراق" مصادر على مطلوبها، مسبقا، ولا نتوقع رؤية دخان أبيض من قاعات طحن الماء بجنيف.
ما هو مؤكد هو شحنات الأسلحة الأمريكية هذه، التي تتفنن التسريبات في استعراض ما احتوته من أنواع أسلحة ومنظومات جد متطورة، شملت صواريخ تاو المضادة للدروع أو صواريخ "المان باد" المضادة للطائرات، وغيرها مما أغفلته التقارير من عتاد استراتيجي نوعي أو ترك لمفاجأة الخصم، وما يمكن أن يحدثه هذا العتاد من تغيير ميداني.
أخيرا وبقدرة قادر رفع الفيتو المفروض على مد الفصائل المقاتلة بأسلحة استراتيجية كان يخشى أن تنتقل إلى "غير المعتدلين" أو أن تطلق بالاتجاه "الخطأ"، وتقض بذلك مضجع الكيان الصهيوني رغم تأكيد "خليفتهم" وطمأنته لهم "أن ربهم لم يأمرهم بقتال إسرائيل". وتودد "الديمقراطيين جدا" من هذه المعارضات للكيان والتطبيع معه والتطبب في مستشفياته، الآن صار مستجابا مطلب هؤلاء المتحمسين منذ اليوم الأول لمد بعض هذه الفصائل، التي رفعت عليها صفة الإرهاب إلى حين، بنوعية من الأسلحة تحيد الدبابات وسلاح الجو السوري، ومنها الصواريخ الحرارية المضادة للطائرات. كلا لا تتعظ الإدارة الأمريكية من خطايا الماضي القاتلة، ولا يعنيها كثيرا أن ترى نتائج تدخلها وحلفائها ماثلا أمام أعين الجميع، خرابا ودولا فاشلة وأرخبيلات كيانية مع أمراء حرب، يخوضون حروبا بالوكالة، إلى حين تنتهي مدة صلاحياتهم. حتى الأبحاث العسكرية الامريكية نفسها تؤكد أن "نصف شحنات هذه الأسلحة التي سلمتها سواء إلى "المعارضات المعتدلة" أو إلى من دربتهم وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية خلال مزحة برنامج "الفرقة 30″ السمجة الذي كلف 500 مليون دولار. ثم انتقت الوكالة لا ندري بأي مقاييس من بين 7000 مترشح 60 فقط، ليسلموا عتادهم وأسلحتهم بمجرد دخولهم سوريا إلى "جبهة النصرة". كلا لا يتعظ الأمريكيون الذين اضطروا إلى دفع 20 مليون دولار لإعادة شراء أو اتلاف صورايخ "ستينغر" هم من سلّموها بأنفسهم للأفغان الذين كانت يسمونهم "فرسان الحرية"، يوم كان مطلبهم أن يعيش الروس فياتنامهم على حد قول عراب هذه الإستراتيجية زبيغنيو بريجنسكي ، فكانت السلاح الحاسم الذي شل فاعلية الطيران الروسي ولعب الدور الأكبر في هزيمة القوات السوفيتية وإجبارها على الانسحاب، قبل أن ينقلب السحر على الساحر، ويستخدم المسلّحون هذه الصواريخ أيام الغزو الأمريكي لأفغانستان.
بين مفاوضات مسرح العبث في جنيف وحالة التشظي التي يعيشها هذا الوطن وفي ظل عملية الإفلاس الممنهج لمؤسسات ومنظمات سايكس-بيكو، الواحدة تلو الأخرى.
بين كل هذا وملامح "الخطة ب" التي ترتسم شيئا فشيئا يدرك من له بصيرة أن المأساة السورية، تماما كالمأساة التي يعيشها العراق واليمن وليبيا و كل هذه الأواني المستطرقة من هذا الوطن المستباح متواصلة وأن شلالات الدم العربي المسفوح متدفقة حتى تنتهي لعبة الأمم الكبرى أو "تستفيق الدمى المتحركة" وتعي أنها مجرد البيادق لرقعة شطرنج بيد هؤلاء الكبار الذين يديرون أزماتنا ولا يحلونها. لا تعوزهم لا الخطط ولا الوقت لمفاوضات العبث.
عمر نجيب
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.