هل إنتفت الحاجة لوطن ، فأصبحنا مواطنين بلا وطن! لأن هناك عصابة يريدون إقامة دولة أسمها الله لكن روحها الشيطان! لا نتبنى موقفاً بقدر إتباع طريقة تفكير قائمة على الموضوعية في التحليل وربط الأحداث مع بعضها البعض كي نستخلص نتيجة مقنعة نطرحها على الرأي العام ، نتحدث عن الاعمال الارهابية التي تستهدف العراق هذه الايام ، تحديداً عقب إنسحاب السيد مقتدى الصدر ومغادرته لإيران. لاحظوا تتابع الأحداث جيداً - الصدريين خرجوا في تظاهرات حاشدة بدعوى من مقتدى الصدر للمطالبة باصلاحات طال إنتظارها ولم ترى النور بنهاية المطاف ، ومن بين الشعارات التي رفعت كانت ضد إيران ، عندما هتفوا : ايران بره بره ..بغداد تبقى حرة ، وهتفوا ضد قاسم سليماني ، مشروع إسقاط الرئاسات الثلاث كان قد تم تقريباً ..لولا!! إنسحاب الصدر ومغادرته لإيران وطالب جمهوره بالانسحاب ايضاً ، غادر الصدر مباشرة لإيران بذريعة الاعتكاف وملاقاة أقربائه!! ، رغم ان تسريبات إعلامية قالت أن طهران إستدعت الصدر لتوبيخه على خلفية الشعارات التي رفعت ضدها من قبل أنصاره ، ثم توقف مشروع إسقاط الرئاسات ، وأعلن كبير مستشاري المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية رسمياً أن الرؤساء الثلاث للحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية باقون في مناصبهم لا توجد قوة قادرة على ازاحتهم ! ، أتفق الموقف الأمريكي مع الايراني ، لأن إدارة أوباما عطلت التعاطي مع الملفات الخارجية قبيل الانتخابات الرئاسية الامريكية.. رفضت إيران الهتافات التي رفعها الصدريين الشيعة ضدها ، و تصاعدت أصوات العراقيين المواليين لإيران سواء كانوا سياسيين أو رجال دين وقادة ميليشيات يدافعون بشدة عن ايران وحشدوا أتباعهم لرفع العلم الايراني في شوارع البلاد ، ثم بعد ذلك مباشرة ضربت سلسلة تفجيرات العاصمة بغداد في مناطق متفرقة آخرها ضربت مدينة الصدر التي خرج أهلها في تظاهرات ينددون بإيران وتدخلاتها في العراق ، واستهدفت مناطق يسكنها غالبية شيعية وسط العاصمة بواسطة إنتحارين وسيارات مفخخة. تزامن مع تلك الأحداث عمليات قتل للسُنة في مناطق متفرقة من البلاد ، وفي مدينة الحصوة شمال بابل . أذن في حسبة بسيطة جداً من المستفيد من تلك الأعمال الإجرامية؟!!. الإستراتيجية الطائفية ذلك يوضح بدقة صحة وجود علاقة سرية ومصالح متبادلة بين داعش وإيران ، وان أهداف كلا من إيران وداعش لا تمر إلا من خلال البيئة الطائفية ، حيث ان إيران تريد إدارة الشارع الشيعي ، وداعش تريد إدارة الشارع السُني ، وكلاهما يعرف جيداً الجغرافية التي يعمل فيها وأين حدود فائدته من عدمها ، لذلك من خلال تلك الاعمال الارهابية يكرسون الطائفية بالتالي يسهل إدارة الشارع العراقي بشقيه السني والشيعي من خلالهما!!. السؤال الأهم الذي يطرح عند البحث في هذه القضية هو عن كيفية دخول إنتحاريين و سيارات مفخخة لمناطق شيعية وسط العاصمة التي تفرض عليها الميليشيات والاجهزة الحكومية سيطرتها الامنية بالكامل؟! بلغة أخرى ، كيف تمكن الارهابي السني الداعشي من الدخول لمنطقة شيعية فيها نفوذ واسع لميليشيات موالية لإيران دون تواطئ وتسهيلات؟!. ذلك التفسير يبين حقيقة التخادم السري بين داعش وإيران .إيران ستقدم خدمتها لداعش بالتصعيد من قتل السُنة في مناطقهم كي يلجأون لداعش ، كما قدم التنظيم خدمته لايران بقتل الصدريين الذين هتفوا ضد إيران كي يلجأون لإيران ، وكلاهما يسهل للآخر أسباب وصوله للمناطق الشيعية أو السُنية من أجل القيام بتلك الجرائم لتحقيق غاياتهم السياسية. نعم ، تلك هي اللعبة المتبعة من قبل الطرفان . يقول البعض ان التفجيرات الإرهابية ضد المدنيين الأبرياء في مدينة الصدر والمناطق الشيعية الاخرى كانت عقابا لهم لأنهم هتفوا " ايران بره بره .. بغداد تبقى حرة " ، نعم. هكذا تبعث الرسائل الايرانية والداعشية ، وسيتوالى مسلسل إستهداف الطوائف بشكل متزايد ومتكرر ، وستمتلئ نشرات الاخبار وعناوين الصحف بالاخبار التي ستصعد من حدة الموضوع الطائفي وتؤدي لشحن الشارع العراقي المحتقن أصلا . الهدف الايراني والداعشي يكمن كما أسلفنا في جر الشارع العربي للحروب الطائفية لتكريس نفوذهما في ساحات القتال والحرب لأضعاف وتهميش المنادين بالوحدة الوطنية والرافضين للتدخل الأجنبي في شؤون بلدانهم!!. المصالح السياسية المتبادلة بين داعش وإيران لايمكن إغفالها بأي حال من الأحوال ، كلاهما يسعيان لخلق حواضن طائفية أمنه لهما في مناطق السنة والشيعة ، لذلك يستخدمون الموت ضد الاخر ، ايران قتلت وشردت بالسنة ليس من اجل الانتقام منهم بقدر تأليب السنة على الشيعة بالتالي يلجأون الشيعة لإيران وميليشياتها لطلب الحماية ، ولهذا يصر المعممين الموالين لطهران على ان ايران حفظت شيعة العراق وسوريا ، على الطرف الاخر داعش والقاعدة قتلوا وشردوا بالشيعة واشتهروا بالانتحاريين والسيارات المفخخة ضدهم ليس من اجل الانتقام بقدر تأليب الشارع الشيعي ضد السنة، لدفع السُنة للجوء لهما في طلب الحماية من الشيعة وإيران ، لذلك يصرون على انهم يريدون حفظ اعراض السنة ووجودهم ، الطرفان يستخدمان نفس الخطاب واللغة والسياسة والأهداف . في الختام يصح أن نسمي العلاقة بين داعش وإيران بأنها زواجا سريا جمع بينهما على سنة الشيطان وابالسته!!! ، سواء كان متعة أو مسيار لا فرق بينهما ، كلاهما أقيم على شهوة ومؤقت!!.