عبد اللطيف اكنوش٬ استاذ باحث في جامعة الحسن الاول سطات جميل أن نسمع أن الملك "أمر السادة أحمد التوفيق وبلمختار" بمراجعة مقررات "التربية الإسلامية" لما فيها من مبادئ تتعارض مع المبادئ الكونية، وتتعارض مع الذوق المدني، وتتعارض مع الدستور وبنوده المتعلقة بالمساواة بين الجنسين، وتتعارض مع الحياة المجتمعية في القرن الواحد والعشرين، وتتعارض مع العقل، وتتعارض مع النقل، وتشجع على الرعونة وكراهية الآخر، وعلى الاستعلاء على سائر البشر والتعالي من فراغ... كل هذا جميل، ولا يمكن للمرء إلا أن يرحب به ويشجعه...لكن: 1- انطلاقا من أي "رؤية استراتيجية"، ومن سيقوم بوضع هذه الرؤية؟؟؟ 2- انطلاقا من أي بحوث ميدانية ومن أي خلاصات موضوعية ترصد هذه التيمات الدينية التي تجاوزها حتى المسلمون أنفسهم؟؟؟ 3- بأي وسائل بشرية سيتم تطبيقها على أرض الواقع ونحن نعلم "الحالة الإديولوجية" التي عليها معلمونا وأساتذتنا في جميع مستويات التدريس وليس فقط بالنسبة للصغار والأحداث؟؟ 4- هل نعول على السيد أحمد التوفيق الذي يصيح بكل صفاقة "أننا على منهاج الجنيد الصالح" والعقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والإسلام الوسطي، ويحرر خطبا تلقى أثناء صلاة الجمعة تشجع على كراهية المغاربة اليهود والنصارى في كل مكان وزمان؟؟؟ 5- هل نعول على السيد بلمختار الذي لا أعتقد أنه مؤهل لعمل معقد وخطير كالذي طلبه منه الملك؟؟؟ 6- هل نعول على المجلس الأعلى للعلماء الذي يترأسه "أمير المؤمنين" والذي لم يتردد في الإفتاء بقتل المرتد؟؟ 7- هل نعول على رئيس للحكومة وعلى وزرائه من كل صوب وحدب مع أنه لم يتورع في ربط نزول الأمطار بالغضب الإلاهي وبمعاصينا إن كنا فعلا من مرتكبي المعاصي، مع أن الله يغفر الذنوب جميعا إلا أن يشرك به؟؟ 8 - ثم لماذا التشبث بمواد التربية الإسلامية من الأصل؟؟؟ أليس من الأحسن أن تعوض بمادة "التربية المدنية" التي هي الأشمل والأدق مع الأخذ بعين الاعتبار التيمات الدينية التي تتلائم مع الحس المدني والمبادئ الكونية على الأقل من أجل احترام السمت الدستوري القائم؟؟؟؟