فى الدول المتقدمة يلجأ المقهورون وأصحاب الرأى إلى القانون الذى ينصفهم. هناك يسنون من التشريعات مايحفظ الحقوق ويمنع الظلم ويحمى الملكية الفكرية وحرية الإبداع. أما فى الشرق الذى صار مرادفا للتخلف، فإن القانون يتحول إلى فزاعه فى وجه المبدعين وتهديدا بالسجن لكل صاحب رأى غير أن أكثرما قرأته غرابة فى حياتى ........... كان ذلك الحكم السفيه الذى أصدره أحد قضاة اليمن بحبس الصحفى اليمنى منير الماوى لمدة عامين ومنعه من الكتابة مدى الحياة!!!!!!! كما أصدرنفس القاضى حكما بحبس رئيس تحرير الصحيفة لمدة عام مع وقف التنفيذ والتهمة : إهانة الرئيس على عبد الله صالح! لحسن حظ الصحفى أن الحكم صدرغيابيا أثناء وجوده فى واشنطن وأنه يحمل الجنسية الأمريكية وبالتالى فإنه لن ينفذ تلك العقوبة التى لا يمكن أن يقرها قاض يحترم نفسه. وقد كان ممكنا أن نتفهم تلك العقوبة لو أنها صادرة عن إحدى محاكم التفتيش فى القرون الوسطى . والسؤال هنا : هل فى مواد الدستور اليمنى أو قانون العقوبات مادة تقر عقوبة المنع من الكتابة مدى الحياة ؟ إن لم يكن هناك نص بتلك العقوبة فعلى أى شىء استند قاضى الحمقى فى حكمه؟ وإن كان هناك نص فى قانون العقوبات اليمنى بتلك السبة ولا أقول العقوبة فإنها مصيبة كبرى وفضيحة لليمن حكومة وشعبا. ترى هل تحول الوطن العربى إلى سجن للعقول ومعتقل للأحلام وجلاد لحرية الفكر والتعبير ؟ هل العرب يقعون فى تلك المرتبة التى تعلو ذوات الأربع لكنها لا ترقى إلى مرتبة البشر؟ هل نحن شعوبا ناقصة الأهلية ولم تنضج بعد كما ادعى ذات يوم "أحمد نظيف" رئيس وزراء مصر؟ أيها الأخوة العرب ، أصدقكم القول بأننى كثيرا ما أتألم وأشعر بالخزى لأننى ولدت فى وطن يحتقر الشجاعة ويقدس النفاق ويحاكم أصحاب الأقلام على ترويجهم لفريضة إعمال العقل ، ومن سوء حظى أن أولد عربية فى زمن هو – بلا شك- أسوأ الفترات فى تاريخ العرب.