مرة أخرى تفعلها كرة القدم، وتنتصر على الثقافة....و مرة أخرى تفعلها المزايدات و المساومات على حساب الثقافة...دائما أعمل بمبدأ الأولويات، كان مقررا أن أكون ضمن الوفد الذي انتقل إلى وجدة ليكون صباح الأحد واقفا على الحدود بين المغرب و الجزائر و الهدف تعرفونه، لكن قلبي الذي هو قلب أب، أرغمني على أن أتخلى عن السفر قائلا " البركة في الإخوة و الأخوات" الذين سافروا ففيهم و فيهن الكفاية، ليعبروا عن مدى رغبتنا نحن الأدباء و المثقفين في فتح الحدود و مد الجسور بين الشعبين...اضطررت إلى إلغاء السفر معتذرا لأخي عبد الرحيم العلام، لأنني أتهيأ لأصبح جدا، و علي أن أكون حاضرا ، ففي حضوري سند لقرة عيني...هنا تبرز الأولوية...و الأولوية أيضا هي عندما أكون كاتبا أكتب القصة القصيرة أو القصيرة جدا و أفضل لقاء يحتفي بأحد منهما على لقاء في الركض و الركل على العشب، أعني بذلك ، اللقاء الذي جمع "ريال مدريد" بالغريم التقليدي " البارصا"... مارسوا كرة القدم إذا و "هنيونا" أو اكتبوا قصصكم و قصصكن و ابعثوا بها إلى " رونالدو" و " ميسي"... أنا أتحدث عن أولئك الذين لا ينفكون يتحدثون في لقاءات خاصة عن الكتابة و الأدب، يتحدثون عنهما على هامش مواضيع شتى تكون وليدة جلسة في مقهى أو حمام...و أما الذين يمتنعون عن الحضور بحجة أن جهة لم تنصفهم ، و يكون امتناعهم ذاك كما لو كان رد فعل انتقامي، فلا أراه يخدم الثقافة و الأدب في شيء، لأن و لا واحد منا نحن المنظمين الأصدقاء، له يد فيما يشعرون به من حيف و تهميش، بل بالعكس نحن نرمي من استدعائهم إبراز أسمائهم و توجيه خطاب حاد إلى تلك الجهات بأن الأسماء التي طالها ربما الحيف هي حاضرة و نشطة في المشهد الثقافي. لا يكفي أن يصدر لنا كتاب أو كتابان أو عشرة كتب لنعتقد أن العالم يعرفنا، يجب أن يكون لنا الحضور في اللقاءات و التفاعل معها كي يكون لنا الصوت المسموع...و الأولوية هنا تقتضي ترك المشكل الذاتي فقد تحله الأيام و معانقة الأصدقاء و الصديقات في لقاء ثقافي و الجود عليهم و عليهن بما تيسر من معرفة و فائدة....و لايفوتني أن أحيي بحرارة الحضور اللافت لكل من الكاتب علي بنساعود من فاس و الكاتبة و المترجمة حبيبة الزوغي من الجديدة. الأمل في غد أفضل سيظل قائما و تابثا و لن تشوبه شائبة يأس أبدا...تحية و مودة للجميع...