لحسن ملواني كاتب وتشكيلي المغرب / عائشة تتعامل مع أشكال هندسية تتحول تحت لمسات فرشاتها إلى تراكيب تشكيلية رائعة ، فالتجاورات اللونية تجعل الملمح التشكيلي في أعمالها الإبداعية يبرز تشابكات تتلاقى بفنية تبرز صيغا للجمال عبر مثلثات ودوائر ومربعات ومستطيلات تتخذ أحجاما مختلفة انطلاقا من الرؤية الفنية للمبدعة. لوحاتها تجريدية تعتمد فيها الفنانة على التراكبات المتباينة من عمل إلى عمل ، إلا أنها تحتفظ بذات الألوان وذات الأشكال الهندسية تقريبا مما يجعلها لوحات تحيل على خصوصية مبدعتها. فهذه الأخيرة تعتمد في كثير من أعمالها على الاشتغال استنادا على أشكال هندسية محددة عبر التركيب وإعادة التركيب والتلوين لتتحول اللوحة الواحدة إلى لوحات عبر تغيير في وضعيات مفرداتها. في لوحاتها تتردد أشكال هندسية منها : الدائرة وتنتقل بها المبدعة من الأعلى إلى الوسط إلى الأسفل وفق نظرتها الفنية. المثلثاث وتحتل الحيز الأكبر في كثير من أعمالها مستطيلات وأشرطة أفقية أحيانا وعمودية أحيانا . أما الألوان فيظهر أن الفنانة تختار لأعمالها ألوانا تتردد على غرار الأشكال الهندسية التي أشرنا إليها ، وهي ألوان ناصعة تستقل بملمحها تارة وتتمازج بغيرها أحيانا كي تتولد عنها ألوان تسهم في تشكيل رونق الملمح الجمالي الذي ترومه المبدعة.
كل ما أشرنا إليه من عناصر ومكونات تتكرر في أعمال عائشة ، يجعل لوحاتها لوحات ذات خصوصية ومميزات إبداعية لها وزنها ووقعها على نفسية المشاهد ، فهي تشكيلات بديعة تنأى بنفسها من السقوط في التقليد والاجترار وإعادة رسم ما يشبه أعمالا منجزة ومقلدة من قبل عشرات الفنانين والفنانات الأمر الذي يقلل من إبداعيتها. كل ذلك يمنح أعمالها فرادة كما يمنحها هذا الألق الجمالي الذي توحي به عبر الأبعاد التي تتخذها مفرداتها ، فلا تخضع للجاهز من الصيغ والانتماء الضيق في المجال التشكيلي ، وإنما تحرر تركيباتها وصيغها بشكل يمنحه التدفق الإيحائي المفعم بالجمال.
وللإشارة فعائشة عليلوش فنانة تشكيلية شابة من مواليد 1987بأكادير ، وأستاذة الفنون التشكيلية منذ عام 2011 م وحاصلة على بكالوريا الفنون التشكيلية بالصويرة ، وشاركت بمعارض كثير في مختلف مدن المغرب ابتداء من 2008م.