بقلم لحسن ملواني كاتب وتشكيلي من المغرب / لوحاتٌ مُفعمَة بالجمال ، وتُباشرُك بانتمائها إلى فلسطين بشعبه الطَّمُوح الصَّبور المُنهَك تحْت سياط الاحْتلال ، نِساءٌ متشبتات بزيهن وهويتهن ، متأملات أحيانا ، وحاضنات لأطفالهن أحيانا ومُتأهِّبات نحْو المجْهولِ أحْيانا. وقد اعتمد الفنان أشكلا هندسية وغيرها من أجل إبراز تميز الملمح الثقافي والتراثي الفلسطيني ، وذلك عبر شكل المعمار ، وتلوينات وأشكال الأزياء. لوحات بقدرما تحمله وتعكسه من جمال بقدرما تحمل إشارات عميقة للوجدان الفلسطيني بما يسكنه من أحزان وآمال في الحرية والانعتاق.. ولا تخلو هذه اللوحات من جمالية الإيقاع والاتزان في تركيباتها المتشابهة كثيرا ، تركيبات نافذة منعشة للمشاعر تجعلك تستحضر حضارة عريقة وشعبا أصيلا يستحق الحياة والكرامة ، أعمال التشكيلي فائز تتعالق وتتعانق مع أعمال الكثيرين من الفنانين الفلسطينيين المرتبطين بالأرض والتراث وجذور الثقافة الفلسطينية العريقة ، ومن هؤلاء فتحي غبن ، و علي الكفري ، ومسلم البدارين ، ولطيفة يوسف ، وحنان الأغا ، وعبد الهادي شلا ، وكامل المغني وغيرهم ... لوحات مكتظة بالمفردات التي يختارها المبدع من منظوره القصدي والفني ، ويلاحظ المشاهد مدى تركيزه على المرأة والمعمار ، علاوة على كائنات أبرزها الطائر تعبيرا عن التوق إلى الحرية ... في بعض اللوحات يرد الرجل بذات الملامح التي تحملها المرأة والتي تحيل على الأمل والحزن والاعتزاز بالشخصية انطلاقا من الفضاءات والمفردات المحيطة بالشخصيات التي تتوسط اللوحة. لوحات فائز تكملة للوحات تشكيليين عرب وفلسطينيين أبوا إلا أن يتخذوا أعمالهم منابر إبداعية تحاول تعميق الإحساس بالمعانات اليومية للفرد الفلسطيني. فالفنان في لوحاته التي شاهدتها يطلق العنان لريشتها كي تبوح بمشاعره التي يتقاسمها مع كل الشعوب المضطهدة ، ولكي يصرخ في وجه من يأبى إلا أن يطمس معالم حضارة عريقة تستحق الخلود. فالقضية الفلسطينية بكل أبعادها ، بكل متاعبها ومنغصاتها حاضرة في لوحاته عبر اللون الصارخ والملمح المعبر المحتج ، وعبر استحضار المركون في الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني الصامد.