تمكنت مصالح الأمن بوجدة المتمثلة في فرقة الأخلاق العامة ، خلال الأسبوع الماضي، من توقيف الرأس المدبر لعصابة إجرامية تتكون من عدة أفراد متخصصة في الاستيلاء على أملاك الدولة باستعمال التزوير في وثائق وعقود رسمية ، تحمل أختام للدولة بينت الأبحاث والتحريات التي باشرها المحققون أنها مزورة أيضا ، إذ كان أفراد العصابة يتعقبون أثر أملاك الدولة في عدة مدن مغربية بعدما يطلعون على وضعها القانوني من خلال طرق العديد من الإدارات العمومية لمعرفة المزيد من التفاصيل عن الأوعية العقارية المستهدفة، حينها يأخذ أفراد العصابة كامل وقتهم وترتيباتهم اللازمة من أجل الاستيلاء على أملاك الدولة وبطريقة محترفة لا تترك أي أثر يسقطهم في شباك العدالة، من خلال العمل على تزوير الوثائق المتعلقة بهذه الأوعية العقارية التي بحوزة الدولة بصيغة احترافية وبدقة متناهية لا تترك أيضا أي مجال للشك لدى الجهات الراغبة في اقتناء هذه الأراضي من أجل تحويلها إلى إقامات سكنية وعمارات شاهقة ، وكشفت مصادر أمنية للأخبار أن عملية التوقيف جاءت بناء على شكاية تقدمت بها مديرية الأملاك المخزنية بالرباط لدى النيابة العامة بوجدة، التي حركت المسطرة بخصوص هذه القضية، بعدما أحيل عليها ملف أراضي مخزنية تم تفويتها بطريقة غير شرعية باستعمال عقود مزورة مختومة بأختام الدولة لفائدة ودادية سكنية بضواحي مدينة وجدة. وفي السياق ذاته فقد تمكن أفراد العصابة المذكورة من الاستيلاء على مبالغ مالية مهمة من الودادية المذكورة قدرتها مصادرنا بحوالي 400 مليون سنتيم ، كدفعة أولى في انتظار تتمة عملية البيع للتوصل بالمبلغ المتبقي قبل أن يكتشف المكتب المسير للودادية السكنية أنها تعرض لعملية نصب واحتيال ، ومن جهة ثانية كشفت مصادر أخرى للأخبار أن المساحة الإجمالية التي استولى عليها أفراد العصابة والتي كانت محطة تفويت للودادية السكنية تبلغ حوالي 8 هكتارات وتصل قيمتها المالية إلى أكثر من 5 ملايير سنتيم ، وأضافت ذات المصادر أن أفراد العصابة تبلغ أعمارهم ما بين 50 و60 سنة يتنقلون في سيارات فارهة يفوق ثمن الواحدة 100 منها مليون سنتيم ، حيث لا يتوانى أفراد العصابة في ارتداء ملابس فاخرة من آخر صيحات الموضة ، ويزينون أعناقهم وأياديهم بأساور ذهبية غالية الثمن إضافة إلى هواتف نقالة من الطراز العالي لا تكف عن الرنين لإظهار أهمية وقيمة مكانتهم الاجتماعية وتكون المحادثات عبر الهاتف تصب كلها في خانة عمليات تتعلق ببيع أوعية عقارية في مدينة مغربية ما لإيهام الضحايا وكسب ثقتهم. وللإشارة فقد تم إخضاع الرأس المدبر للعصابة للتحقيق وإيداعه السجن المحلي في انتظار الوصول إلى باقي الجناة ، الذين أصدرت بحقهم مذكرة بحث على الصعيد الوطني بعدما تمكنت المصالح الأمنية بوجدة ، من التعرف والاهتداء إلى هوياتهم التي أدلى بها للمحققين زعيمهم . ومن جهة ثانية سبق للمصالح الأمنية بوجدة خلال السنة الماضية أن فككت عصابة إجرامية كانت تستولي على عقارات تعود ملكيتها لمواطنين قاطنين بالخارج ، حيث تمكنت هذه العصابة من الاستيلاء على حوالي مليار ونصف بعدما نصبت على 3 مقاولين كان يعتزمون اقتناء العقار المزيف لإقامة عمارات سكنية تدخل ضمن السكن الاجتماعي .