نظم صالون مازغان للثقافة والفن بتعاون مع المديرية الجهوية للثقافة بجهة دكالة عبدة وبشراكة مع المكتبة الوسائطية إدريس التاشفيني وجمعية أصدقاء المكتبة الوسائطية التاشفيني، (نظم) لقاء مع الكاتب المغربي إدريس الملياني لتقديم ترجمة رائعة الكاتب الروسي دوستويفسكي "مذكرات من البيت الميت" بفضاء المكتبة الوسائطية التاشفيني يوم الخميس 26 يونيو 2014. وقد اعتبر الأستاذ إدريس الملياني في مداخلته أن الترجمة عمل إبداعي حضاري أكثر مما هو إبداع مرتبط بالأفراد. وكما اعتدنا القول أن "الترجمة أصعب من الإبداع"، فإن الإبداع، في نظر إدريس الملياني، هو ترجمة للأحاسيس وللمشاعر وللواقع. إن الترجمة عملية معقدة، محفوفة بالمشقات ومحفوفة بالمسرات مثل الحياة. وعكس المقولة الإيطالية التي تعتبر أن "الترجمة خيانة"، يرى الأستاذ إدريس الملياني أن الترجمة أمانة أكثر مما هي خيانة، حيث أن الإخلاص في الترجمة ليس للغة الأجنبية، بل للغة العربية. كما أن الترجمة المتينة هي تلك التي تعتمد على النصوص الأصلية. ويبدو أن العرب، يضيف إدريس الملياني، لم يترجموا بعد، بحيث أن الإحصائيات تثبت أن ما ترجمه الغرب كثير جدا بالمقارنة مع الترجمة العربية. كما أن المشرق العربي قد كان سباقا إلى ترجمة الثقافة والمعرفة العالمية. وتعد الترجمات الفرنسية للأعمال الروسية ترجمات جيدة، لكنها متمركزة على العرق الثقافي الفرنسي، بحيث أن الترجمة الفرنسية "تفرنس الروسية". كما تعد الاستفادة من جميع الترجمات القديمة عملية ضرورية. ويخلص الأستاذ إدريس الملياني إلى ملاحظة أساسية متمثلة في أن الترجمة في العالم العربي تعد كارثة، حيث يسجل عجز وتقصير وإهمال... في هذا المجال. وأن غياب مؤسسات محتضنة لمسألة الترجمة في الوطن العربي، يدعو بالضرورة إلى توجيه تحية تقدير للمترجمين في المشرق العربي والمغرب العربي. كما يضيف الأستاذ إدريس الملياني أنه "ليس سوى هاوي ترجمة، وعاشق ترجمة"، وبالتالي فإنه لا يترجم إلا النصوص التي يحس بها؛ وأنه يشعر بسعادة كبيرة عند ترجمة كتاب رائعة الكاتب الروسي دوستويفسكي "مذكرات من البيت الميت". إن الثقافة الروسية قد انفتحت على القومية والعالمية عبر الترجمة، وذلك قد تم قبل الثورة الروسية.