يحتفل العالم و المغرب باليوم العالمي للمرأة, اليوم الذي أقرته الأممالمتحدة سنة 1977, إنه يوم لجرد ما حققته البلدان من مكتسبات و تحسن أوضاع المرأة, عندما نقول المرأة فهي الأم و الأخت. الزوجة و البنت باختصار هي نصف المجتمع.إن حقوق المرأة جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان, حيث تنص القوانين على المساواة بين الرجل و المرأة في جميع الحقوق الاجتماعية ,الاقتصادية, السياسية و الثقافية و أيضا الرياضية, و الدستور المغربي يركز على المساواة بين الجنسين في فصله الخامس, لكن في الواقع ينحصر تطبيق هذا الفصل في القضاء فقط.لكل مقام مقال, لهذا سوف أركز في موضوعي حول المساواة في الرياضة بصفة عامة, و في كرة القدم بصفة خاصة, عند الحديث عن الرياضة و المرأة نلاحظ نظرة المجتمع للمرأة الرياضية نظرة احتقار, و تصف بصفات لا تمت للأخلاق بصفة, و الغريب هو أن هناك من يذهب بعيد و يحرم بعض الرياضات, الإسلام كان واضح و طالب الجميع بممارسة الرياضة, عندما أقول الجميع فأنني أقصد الرجل و المرأة, و الشرط الوحيد هو مراعاة الأخلاق, فلا توجد رياضة حلال لرجال فقط, و تحرم على النساء, إن كانت هناك رياضة حلال فهي حلال على الجميع, و إن كانت حرام فهي محرمة على الجميع. لقد تطورت العقليات في جل المجتمعات نتيجة الصراع بيالمحافظين و الإصلاحيين بدرجات مختلفة, تطور في العقليات انعكس على كل الميادين, و شكل القطاع الرياضي الاستثناء, فكل الإمكانيات هي مسخرة للمنتخبات و الفرق الرجالية, فمثلا في كرة القدم نجد أن عدد الفرق الأنثوية يبقي ضعيف, و غارق في مستنقعات الهواية, و ما حالت المنتخب النسوي المغربي لخير دليل, فهناك لاعبات متميزات من الناحية التقنية تنقصهن فقط التجربة و بطولة قارة و منتظمة.لقد أثبت المرأة المغربية منذ عقود, أنها قادرة على تحقيق انجازات في مستوى انجازات الرجال, و الكل يتذكر البطل التي شرفت المغرب و جعلت منه أول بلد عربي و إفريقي تحرز الميدالية الذهبية البطلة نوال المتواكل, و هناك البطلة التي شكلت الاستثناء في الألعاب الاولمبي الأخيرة التي عاكس الحظ أبطال المغرب العداء حسناء بن حسي, دون نسيان السباحة المتألقة سارة البكري التي تعتبر أول مغربي تشارك في الألعاب الاولمبي قبل أي مغربي أخر رجل كان أو امرأة, و البطل العالمية في التكواندو البطلة منى عبد الرسول, اللائحة طويلة للأسماء أعطت الكثير للرياضة المغربية, و هناك أسماء تنتظر فقط الفرصة لتحقيق إنجازات كبيرة.يجب الإيمان بمساواة بين الرجل و المرأة, و إرساء ثقافة المساواة في الحقوق و الوجبات, و وضع قطيعة مع الماضي و العمل جنبا لجنب من أجل الرقي بهذا البلد, فلنكن واقعين لا يمكن تحقيق أي تقدم والمجتمع يعتمد فقط على نصف قاعدته (الرجال), لتحقيق أي نهضة يجب العمل المجتمع ككل, في مجتمع تسوده المساواة و الاحترام. و اختم موضوعي المتواضع الذي حاولت فيه لفت الانتباه, و تكريم المرأة بما قاله الشاعر الفرنسي : لو وقف جميع رجال الكرة الأرضية لمدة خمسين سنة متصلة يعتذرون للنساء عما فعله الذكور على مدى التاريخ البشرية, لما كان دلك كافيا.