كتب :عبد المجيد طعام / لا تتوقف الضربات الموجعة للنيل من البيئة بمدينة وجدة عاصمة المغرب الشرقي ، أو كما يحلو تسميتها مدينة الألف السنة لدى المؤرخين ، من جانب عمل البنزين المهرب من الجارة الجزائر ، على تغيير سلوك الوجديين ، و جعل منهم كائنات لا تتحرك إلا عبر السيارات ، فعرفت المدينة تغيرا جدريا من حيث ارتفاع عدد السيارات التي لا تعرف التوقف ليل نهار ، و هذا يعني تزايد كميات ثاني أوكسيد الكاربون في الجو بنسب رهيبة و مثيرة للقلق ، و ما زاد الطينة بلة ، العداء الذي يكنه المسؤولون المحليون للأشجار التي تقلص من كمية السموم المنبعثة من السيارات ، قام الوالي الإبراهيمي و من ورائه جيش من أعداء البيئة باقتلاع الأشجار و تعويضها بالنخيل و الإسمنت و الزليج ، أنتج وضعا بيئيا غير متوازن ستكون له انعكاسات وخيمة على صحة الساكنة , تحدث اعتداءات جسيمة على البيئة في الوقت الذي انخرط المغرب في مشاريع و برامج بيئية عالمية ، خاصة و أن المحافظة على البيئة تعتبر من تحديات الألفية الثالثة بالمغرب . الطامة الكبرى تكمن في غض الطرف من طرف المسؤولين عن التجاوزات البيئية الخطيرة ، و أتعس مثال ما تقوم به حافلات الشرق من اعتداء يومي على البيئة دو ن حسيب أو رقيب ، هذه الحافلات تجوب شوارع و أزقة المدينة ، مخلفة وراءها غيوما سوداء من الغازات القاتلة تحجب الرؤية و تخنق كل من كان وراءها ، المثير في الأمر أن أغلبية حافلات شركة الشرق لا تحترم أدنى قوانين البيئة ، إلى درجة أننا يمكن أن نعتبرها قنابل بيئية منفجرة تنذر بويلات و كوارث بيئية جسيمة. إن ترجيح الربح المادي على سلامة البئة و المواطنين ، يؤدي بالشركة إلى خروقات بيئية مفضوحة تقترف يوميا أمام أعين السلطات المحلية المخول لها حماية المواطنين ، تمر الحافلة/ القنبلة البيئية أمام رجال الشرطة وسط شارع محمد الخامس ، دون أن يتحملوا مسؤوليتهم ، لا ينتبهون إليها و لا يعيرونها أي اهتمام ، كما تمر أمام مقر البلدية أين يخوض عمر احجيرة معاركه بلسانه البتار ضد المعارضة التي يتطاير الزبد من شفاه أعضائها ،الغريب في الأمر ، أن المجلس البلدي بكل أطيافه غير المتجانسة لم يستطيع بناء مرحاض واحد بشارع محمد الخامس ليتبول فيه الناس عوض التبول في الأركان المنزوية أو جذوع النخيل ، تمر الحافلة أمامهم جميعا و هي تنفث غازاتها و سمومها ، لا أحد يأخذ بأضعف الإيمان و يقول " اللهم إن هذا منكر " لا أحد من الأغلبية و المعارضة يراجع دفتر تحملات هذه الشركة و يقف عند البند المتعلق بالبيئة إن وجد طبعا , جريمة بيئية تقترف بالمدينة يذهب ضحيتها المواطنون الذين يستنشقون هواء ملوثا و يأكلون خبزا و خضرا ملوثة ، ما دام أن الباعة المتجولين ينشرون في خرق سافر للقانون و للسلامة الصحية ما يبيعونه للمواطنين من خبز و سمك و خضر و فواكه على قارعة الطريق التي تمر بها حافلات الموت البطيء ، أمام هذا الوضع الكارثي ، ننتظر من المسؤولين أن يبادروا باتخاذ قرارات حاسمة و حازمة ضد شركة الشرق للحافلات ، ويضعون حدا لجريمة خرق البيئة بعاصمة الشرق