"نادي إسلي للبيئة و المحيط المدرسي" التابع لثانوية إإسلي التأهيلية وجدة،. شكرا لللتلاميذ المشاركين في تحقيق: "البنزين المهرب بمدينة وجدة...فاتورة بيئية ثقيلة" محموسه عمر ، كروم محمد ، سلام نعيمة ، درقاوي نسيمة ، شكلال ساره ، شكلال ساميه ، العياشي زينب ، الرغيوي حسناء ، امباركي فاطمة الزهراء ، عزه جيهان ، السالك نادية .
شكرا الأستاذ والزميل المؤطر: عبد المجيد طعام مرة أخرى كانت ثانوية إسلي في الموعد،و برهنت على أنها مؤسسة متميزة على المستوى الوطني،و كانت حاضرة بقوة في الاحتفال الذي نظمته نيابة وجدة أنجاد بوجدة لوزارة التربية الوطنية بمناسبة اختتام السنة الدراسية 2008/2009،والذي استثنيت من الدعوة لتغطيته العديد من المنابر الوطنية والمحلية مكتوبة وسمعية بصرية وإلكترونية،وهي عادة هذه النيابة منذ تعيين النائب الحالي القادم إليها من مراكش البهجة.إذ لا يحلو له استدعاء من ينشر صوت نساء ورجال التعليم ممن يسجلون الخروقات والتجاوزات ولا المواطن العادي من أباء أو أولياء التلاميذ حول الزبونية والمحسوبية من بداية الموسم الدراسي إلى غاية اجتياز الإمتحانات وتقديم نتائجها الرسمية أو الإستدراكية.. وأخيرا أجبر النائب على الإعتراف والتنويه بما قامت وتقوم به بعض من خيرة رجال التعليم بالمملكة،ممن لم يبخلوا على تلاميذهم بكل خبرتهم وعلمهم في إطار نكران الذات وكذا في الظل..بل سبق لنفس مجموعة التلاميذ وبنفس المؤطر أن حازوا على عرفان وتقدير جهات وطنية عديدة،لم يتنازل فيها النائب للإحتفال بهم وشكرهم على ما قدموه للنيابة من تشريف وتنويه حتى وإن كانت في حقيقة الحال والمآل لا تستحق ولو ذرة منه،أو تشجيعهم للعمل أكثر في ملفات وتحقيقات أخرى للمساهمة في بنك المعطيات والدراسات حول الجهة الشرقية عامة ومدينة وجدة خاصة.. ولولا تكريمهم الدولي،ودخول الوزارة مركزيا على الخط،لما تنازل وأذن لنفسه بالتنويه بهم،مجبرا لا مخيرا،عندما أعلن في كلمته عن الجوائز الوطنية و الدولية التي حصدتها ثانوية إسلي التأهيلية عن جدارة واستحقاق،مما أهلهاللحصول على جائزة الاستحقاق الوطني،التي تسلمها مديرها ومربي الأجيال التي تسطر أسمائها بماء الذهب ذ.بوعلام شنافي،رفقة شيك مالي عشرة آلاف درهم،اعترافا من الوزارة بجهود الطاقم التربوي و الإداري للثانوية التأهيلية إيسلي،والتي اجتمع بها وبالصدفة خيرة "أولاد وبنات الناس" ممن يخافون الله والوطن والملك بسبب الأمانة الجسيمة الملقاة عليهم،وهو انعكس إيجابا على نسبة النجاح و عدد الميزات و اعترافا بالأنشطة النوعية التي يبرمجها مكتب الأنشطة. فقد فازت ثانوية إسلي "بجائزة التحقيق" على المستوى الوطني، كما فازت ب"الجائزة الدولية" بنفس التحقيق بين 17 دولة متبارية،ما يعد سبقا جهويا و وطنيا يتوج المجهودات التي بذلها تلاميذ "نادي إسلي للبيئة و المحيط المدرسي" الذي يعمل على تأطيره الأستاذ والزميل عبد المجيد طعام الغني عن التعريف في الساحتين التربوية أو الإعلامية. و نشير إلى أنه في حوزة ثانوية إسلي الرقم القياسي الوطني من حيث عدد الجوائز البيئية،والتي بلغت فقط في هذا الموسم أربع جوائز وطنية و جائزة دولية،ما يجعلها مرجعا بيئيا وطنيا و عالميا خاصة إذا نظرنا إلى طبيعة الأنشطة و التحقيقات البيئية المنجزة من طرف النادي التابع للثانوية،ولا تعتبر إسلي مرجعا بيئيا فقط فهي مرجع مسرحي بحكم تواجد الأستاذ محمد بنجدي و يكفي أن نذكر العمل الجبار و الرائد على المستوى الوطني و المعروف ب"ماراطون المسرح" الذي غاب هذه السنة على الرغم من أهميته،و نتمنى أن يعود مرة أخرى. بهذه المناسبة نهنئ التلاميذ و التلميذات على هذا الإنجاز الكبير و ندعوهم إلى المزيد من التميز،و نهنئ الثانوية و ندعوها إلى المزيد من الإبداع. ............................................................................... ............................................................................... التحقيق الفائز بالجائزتين الوطنية والدولية تحقيق صحفي أنجز في إطار المسابقة الوطنية "الصحافيون الشباب من أجل البيئة " المنظمة من طرف مؤسسة محمد السادس للبيئة،وهو من إنجاز "نادي إسلي للبيئة و المحيط المدرسي" التابع لثانوية إإسلي التأهيلية وجدة،. ولائحة التلاميذ المشاركين في التحقيق: • محموسه عمر • كروم محمد • سلام نعيمة • درقاوي نسيمة • شكلال ساره • شكلال ساميه • العياشي زينب • الرغيوي حسناء • امباركي فاطمة الزهراء • عزه جيهان • السالك نادية الأستاذ المؤطر: • عبد المجيدطعام ............................................................................... ............................................................................... البنزين المهرب بمدينة وجدة فاتورة بيئية ثقيلة ............................................... قبل البدء مدينة وجدة ضحية موقع جغرافي بئيس ، اعتبرت في عرف الذاكرة ضمن ما سماه الاستعمار " المغرب غير النافع " و لعل هذا ما شرعن التهريب و جعل الحدود المغربية الجزائرية مفتوحة رغم أنف السياسة ، و يصبح البنزين على رأس قائمة السلع المهربة إلى مدينة وجدة مما يستدعي النظر إلى قضية التهريب من الجانب البيئي و ليس السوسيواقتصادي فقط . أشياء من لكن وكيف... لم نكن نعتقد أن قرارنا لكتابة تحقيق صحفي في موضوع الانعكاسات البيئية للبنزين المهرب من الجزائر على مدينة وجدة و ساكنتها سيثير زوبعة من ردود الفعل و الكثير من علامات الاستفهام و التعجب ، و لم نكن نعتقد أننا سنركب مغامرة الكشف عن حقيقة غائبة و مغيبة ، كلما عرضنا موضوع تحقيقنا على هيئة أو مسؤول نلمس علامات الاستغراب و أحيانا عبارات التعجيز التي أرادت أن تنال من عزيمتنا في البحث و التحقيق ، و لكن قناعاتنا تقوت لركوب هذه المغامرة و التأكيد على أن الفاتورة البيئية للبنزين المهرب ثقيلة جدا ، لا تستطيع مدينة وجدة بإمكانياتها الطبيعية المحدودة أن تتحملها ، خاصة و أن الإنسان غير معالمها البيئية و قلص من إمكانيات الطبيعة و قدرتها على امتصاص التلوث المهول الناتج عن البنزين المهرب . البحث عن توازن مستحيل سيارات مدينة وجدة لا تعرف التوقف ليل تهار ، عددها يتزايد باستمرار ، شهية أصحاب السيارات مفتوحة على السياقة ، لا يهتمون بثمن برميل البترول في الأسواق العالمية ، قدرتهم الشرائية لا تتأثر بارتفاع أو انخفاض ثمن هذه المادة الحيوية و الخطيرة في نفس الوقت . سبب هذه الحركة الدائمة ، هو تواجد البنزين المهرب بكميات هائلة و بأثمان تشجع على تحريك السيارة ، المواطن الوجدي لا يجد أي حرج في استعمال السيارة للتوجه إلى المقهى و إن كانت لا تبعد إلا بأمتار قليلة عن مقر سكناه و في هذا الصدد صرح السيد رضوان "أستاذ " قائلا :" طبعا استعمل السيارة في كل تحرك أقوم به ، ما دام البنزين منخفض الثمن و لا يؤثر على قدرتي الشرائية " سألناه عن الانعكاسات البيئة التي يخلفها تصرفه ، فكان رده :" لم أفكر أبدا في البيئة و الأثر السلبي لسلوكي لأنني أقضي مصالحي بسرعة و بدون جهد " أما السيد عبد الرحمان "موظف " فكان موقفه كما يلي :" لدي سيارة رونو 19 تجاوزت العشر سنوات ، لا أتصور حياتي بدونها أحركها طيلة الأسبوع ، حتى عندما أذهب إلى المقهى " و أضاف :" لم أكن أعتقد أنني ألوث البيئة ، المعامل هي التي تلوث أكثر مني ،الحمد لله ليسانس رخيص عندنا فوجدة " شهية المواطن الوجدي لركوب السيارة مفتوحة أكثر من شهية أي مواطن مغربي ، نسبة تحريك السيارات مرتفعة بمدينة وجدة أكثر من العديد من المدن الكبرى المغربية و لتأكيد هذه الحقيقة قمنا باستفتاء عبر جريدة إلكترونية مس عينة من المواطنين و كانت النتائج مذهلة أقرت أن نسبة 75 في المائة من الوجدين الذين مسهم الاستفتاء يحركون سياراتهم طيلة أيام الأسبوع بينما وصلت النسبة إلى 68 بالمائة في الدارالبيضاء و 57 بالمائة بالرباط و 73 بالمائة بفاس. على ضوء هذه المعطيات يتبين أن مدينة وجدة بساكنتها تتحمل فاتورة بيئية ثقيلة ناتجة عن تهريب البنزين من الجزائر و بيعه بثمن منخفض ، و لمعرفة حجم المعضلة البيئية بوجدة اتجهنا إلى إدارة الجمارك لنعرف حجم البنزين المهرب ، لمسنا الجهود المبذولة من طرف رجال الجمارك للحد من الظاهرة التي تتجاوز إمكانياتهم البشرية و المادية ، مما يؤدي إلى مرور كميات هائلة من البنزين و في أحسن الأحوال لا يستطيع رجال الجمارك ضبط إلا ثلث من الكمية المهربة و حسب المعطيات المتوفرة فإن كمية البنزين المهرب تتجاوز 250 ألف لتر يوميا و يؤكد بعض الباعة أن الكمية أكثر مما حدد بحكم عدد السيارات المهول و التي يتزود أصحابها من الباعة الذين يتواجدون في أحياء و طرق عديدة و في هذا الصدد صرح بائع بالتقسيط فضل عدم ذكر اسمه :" ليسانس هو لي عايش به أنا و خوتي ، يلا تقطع غادي نموتو بالجوع ، نبيع مابين 10 و20 بيدو فالنهار …. " أما عن الأضرار البيئية التي تخلفها تجارته فقد قال :" ونا واش الداني فالبيئة ، راني عايش ز صافي ". توجد بالمدينة أكثر من 300 نقطة بيع علنية ناهيك عن السرية و تتحول بعض المنازل في الأحياء الشعبية إلى محطات بيع البنزين المهرب تصطف بجانبها السيارات للتتزود بالبنزين . مصلحة ترقيم السيارات هي الأخرى تملك الخبر اليقين و تستطيع أن تنير لنا الطريق و تمدنا بالعدد الحقيقي للسيارات بالمدينة ، لكن الظفر بإحصائيات دقيقة يعد من أبعد المستحيلات و كأن عدد سيارات وجدة يعد سرا من أسرار الدولة ، و أفادنا موظف رق لحالنا ببعض المعطيات الأولية الهزيلة و سرعان ما أصبح سخيا و قدم لنا تقديرا حسب ملاحظاته لعدد البطاقات الرمادية التي تسحب يوميا و صرح بما يلي :" بوجدة عدد كبير من السيارات ، يمكن أن تقدر بين 75 ألف و 100 ألف سيارة " و لمعرفة الحالة الميكانيكية للسيارات و مدى مساهمتها في تلويث البيئة توجهنا إلى محطة للفحص التقني و وجهنا سؤالنا إلى المسؤول و كان جوابه :" معظم سيارات وجدة تجاوزت 5 سنوات و عدد كبير تجاوز 10 سنوات حوالي 78 في المائة " و عن أثر تقادم السيارات واستعمال البنزين المهرب على البيئة قال :" السيارة كلما تقادمت كلما ساهمت في التلوث ، لأنها ستطلق كميات أكثر من ثاني أكسيد الكربون و كلما تحركت أكثر ستشكل خطرا على البيئة و الإنسان ، كما أن البنزين المهرب غير مراقب و لا يخضع لضوابط تحترم البيئة ، فعلا إنها مشكلة يجب التعامل معها بكل جدية ". ثاني أوكسيد الكاربون السم القاتل ،ملايين الأطنان تنفثها معامل و سيارات العالم،لكن كم هي كمية سيارات مدينة وجدة من هذا التلوث الخطير ؟ بحكم تواجد جالية كبيرة وجدية بفرنسا فإن السارات ذات الصنع الفرنسي تتواجد بكثرة بمدينة وجدة و خاصة من نوع رونو و بوجو و هذا النوع من السيارات ينفث حوالي 150 غرام من ثاني أكسيد الكربون في الكيلومتر الواحد عندما تكون السيارة جديدة ، و بحكم تقادم السيارات و عدم مراقبة البنزين فإن نسبة هدا الغاز السام الملقاة في الجو قد تتضاعف ، و إدا أخدنا بعين الاعتبار عدد السيارات التي تتحرك بالمدينة طيلة الأسبوع فإن كمية ثاني أكسيد الكاربون في كل كيلومتر تصل إلى 10 أطنان فكم من كيلومتر تقطعه كل السيارة يوميا بمدينة وجدة ؟ إدا اعتبرنا أن كل سائق يسير حوالي 10 كيلومترات يوميا فإن مجموع أطنان أوكسيد الكاربون التي تنفث يوميا يصل إلى 100 طن حسب أقل تقدير فهل تتوفر المدينة على بنية بيئية قادرة على امتصاص هذه الأطنان من الغاز السام ؟ لا شك أن الأرقام مهولة و تنذر بخطر كبير يتمثل أولا في الأمراض التنفسية و الإصابة بالسرطان و هذا ما أكده طبيب مختص في الأمراض التنفسية ، توجهنا إلى عيادته و جاء في تصريحه :" أمراض لم تكن متواجدة كثيرا بوجدة مثل الربو ، و أصبح ينتشر بفعل تلوث الجو ، و طبعا عدد السيارات المهول و نقص الأشجار سيفاقم الوضع أكثر، و إدا استمر الوضع ستعيش الساكنة حياة عصيبة ، و يتحمل البنزين المهرب جانب من المسؤولية " ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون و تقلص المساحات الخضراء يجعل تحقيق التوازن البيئي مستحيلا بمدينة وجدة و هذا ما أكده لنا رئيس جمعية أصدقاء البيئة حيث شاركنا نفس الرؤية و أشار إلى أن نسبة المواطن الوجدي من المساحات الخضراء هي الأقل على المستوى الوطني و تصل إلى نصف متر لكل مواطن بينما المقاييس العالمية لا تنخفض عن 6 أمتار و أضاف :" مدينة وجدة تشهد تعديلات في جماليتها و لكن على حساب المساحات الخضراء ، المسؤولون المحليون اقتلعوا الأشجار و وضعوا مكانها الإسمنت و الزليج و بعض النخيلات ، إنها كارثة حقيقية ‘ على الجمعيات البيئية أن تسمع صوتها و ترفض ما يحدث بمدينة وجدة " و عن غابة سيدي امعافة التي تعتبر رئة المدينة فهي ألأخرى يواجهها خطر الإندثار لأن التجزئات السكنية تزحف نحوها ، ما يجعل المستقبل البيئي لمدينة وجدة على صفيح ساخن تتلاعب به مافيات التهريب التي تعوم المدينة بنزينا غير مراقب . و أنانية مالكي السيارات الدين لا يفكرون في مستقبل الأجيال القادمة ، و جهل المسؤولين الدين يقطعون أشجارنا و يقضون على المساحات الخضراء المتبقية حينما يحولونها إلى مساحات ميتة يعلوها الزليج و الإسمنت المسلح. هل من بديل ؟؟ يجب التفكير في ستقبلنا ، نحن رجال و نساء الغد تحملنا و سنتحمل مسؤوليتنا بلفت الانتباه إلى المشاكل البيئية التي قد تقضي على أحلامنا و طموحاتنا ، ندعو إلى وضع حد لتهريب البنزين ، و ندعو مالكي السيارات إلى التخلي عن أنانيتهم ، و المشي مفيد للصحة ، و ندعو المسؤولين المحليين إلى ضرورة الاهتمام بالأشجار و حماية الغابة و توفير مساحات خضراء لأننا بحاجة إلى الطبيعة و ليس الزليج و الإسمنت المسلح .