موكوينا: سيطرنا على "مباراة الديربي"    موتسيبي: كأس أمم إفريقيا للسيدات المغرب 2024 ستكون الأفضل والأنجح على الإطلاق    الصويرة تستضيف اليوم الوطني السادس لفائدة النزيلات    ضمنهم موظفين.. اعتقال 22 شخصاً متورطين في شبكة تزوير وثائق تعشير سيارات مسروقة    مهرجان "أجيال" بالدوحة يقرب الجمهور من أجواء أفلام "صنع في المغرب"    طقس حار من السبت إلى الاثنين وهبات رياح قوية مع تطاير الغبار الأحد بعدد من مناطق المغرب        صادرات الصناعة التقليدية تتجاوز 922 مليون درهم وأمريكا تزيح أوروبا من الصدارة    الرئيس الصيني يضع المغرب على قائمة الشركاء الاستراتيجيين    افتتاح أول مصنع لمجموعة MP Industry في طنجة المتوسط    وهبي: أزماتُ المحاماة تقوّي المهنة    خبراء: التعاون الأمني المغربي الإسباني يصد التهديد الإرهابي بضفتي المتوسط    الإكوادور تغلق "ممثلية البوليساريو".. وتطالب الانفصاليين بمغادرة البلاد    المغرب التطواني يُخصص منحة مالية للاعبيه للفوز على اتحاد طنجة    حكيمي لن يغادر حديقة الأمراء    المحكمة توزع 12 سنة سجنا على المتهمين في قضية التحرش بفتاة في طنجة    ابن يحيى تشارك في افتتاح أشغال المنتدى البرلماني السنوي الأول للمساواة والمناصفة    بوريطة: المقاربة الملكية لحقوق الإنسان أطرت الأوراش الإصلاحية والمبادرات الرائدة التي باشرها المغرب في هذا المجال    من العاصمة .. إخفاقات الحكومة وخطاياها    مجلس المنافسة يفرض غرامة ثقيلة على شركة الأدوية الأميركية العملاقة "فياتريس"        "أطاك": اعتقال مناهضي التطبيع يجسد خنقا لحرية التعبير وتضييقا للأصوات المعارضة    لتعزيز الخدمات الصحية للقرب لفائدة ساكنة المناطق المعرضة لآثار موجات البرد: انطلاق عملية 'رعاية 2024-2025'    هذا ما قررته المحكمة في قضية رئيس جهة الشرق بعيوي    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    فاطمة الزهراء العروسي تكشف ل"القناة" تفاصيل عودتها للتمثيل    مجلس الحكومة يصادق على تعيين إطار ينحدر من الجديدة مديرا للمكتب الوطني المغربي للسياحة    المحكمة الجنائية الدولية تنتصر للفلسطينيين وتصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو ووزير حربه السابق    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    قانون حماية التراث الثقافي المغربي يواجه محاولات الاستيلاء وتشويه المعالم    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    ما صفات المترجِم الناجح؟    خليل حاوي : انتحار بِطَعْمِ الشعر    الغربة والتغريب..    كينونة البشر ووجود الأشياء    الخطوط الملكية المغربية وشركة الطيران "GOL Linhas Aéreas" تبرمان اتفاقية لتقاسم الرموز    المجر "تتحدى" مذكرة توقيف نتانياهو    رابطة السلة تحدد موعد انطلاق الدوري الأفريقي بالرباط    بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية    مفتش شرطة بمكناس يستخدم سلاحه بشكل احترازي لتوقيف جانح    القانون المالي لا يحل جميع المشاكل المطروحة بالمغرب    "سيمو بلدي" يطرح عمله الجديد "جايا ندمانة" -فيديو-    بتعليمات ملكية.. ولي العهد يستقبل رئيس الصين بالدار البيضاء    العربي القطري يستهدف ضم حكيم زياش في الانتقالات الشتوية    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات للسكان بالإخلاء        تفكيك خلية إرهابية لتنظيم "داعش" بالساحل في عملية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    الولايات المتحدة.. ترامب يعين بام بوندي وزيرة للعدل بعد انسحاب مات غيتز    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفهوم التاريخ لعبد الله العروي
نشر في الشرق المغربية يوم 25 - 09 - 2013


قراءة في كتاب: مفهوم التاريخ لعبد الله العروي.
1-مؤلف الكتاب
هوالأستاذ عبد الله العروي مفكر ومؤرخ مغربي،ولد بمدينة أزمور سنة1933،نشأ يتيم الأم،تلقى تعليما غربيا منذ صغره،تأثر بما يدرسه في المدرسة والثانوية،وأيضا بأحداث العالم-الإستعمار-وخاصة المغرب في عهد الحماية،انتقل إلى باريس لإتمام دراسته،وهنا تشبع بالحضارة الغربية وتماهى معها.عاد بعد الإستقلال إلى المغرب،ولاحظ بأن مغرب الإستقلال مازال بعيدا عن مدارج التقدم1.تأثر بالفلسفات الغربية،وبعلم الإجتماع والسياسة ،كما تأثر بالحركة الناصرية2.
كانت الإنطلاقة الفعلية لمشروعه الفكري الضخم والرفيع، هو مؤلفه"الإديولوجيا العربية المعاصرة" الذي حاول فيه احتواء -التأخر العربي- و تمثل معطيات الحداثة الغربية لاستدراك ما فات.كما لا يفوتنا أن نشير إلى أن أحوال العرب وأنظمتهم السياسية ،والإختلافات الإجتماعية والطبقية في المجتع العربي ،وهزيمة1967،والأجواء الثقافية آنذاك، كان لها بالغ الأثر في كتاباته.
2-بعض مؤلفات عبد الله العروي بالعربية:
-الإديولوجيا العربية المعاصرة ط2المركز الثقاقي العربي،الدار البيضاء1999.
-ثقافتنا في ضوء التاريخ،ط2دار التنوير والمركز العربي،1983.
-مفهوم الدولة ط6،المركز الثقافي العربي1988.
-مفهوم التاريخ،الألفاظ والمذاهب،ط4،المركز الثقافي العربي1997.
إضافة إلى بعض الروايات مثل:
-أوراق،سيرة إدريس الذهنية،ط4،المركز الثقافي العربي2000
-اليتيم،دار النشر المغربية،البيضاء1978.
-الغربة،دار النشر المغربية،الدار البيضاء1971.
-رواية الآفة-رواية الفريق..
وعموما فقد تجاوزت مؤلفات العروي30مؤلفا،بمعدل مؤلف كل سنة وربع منذ نشر كتابه الإديولوجيا العربية المعاصرة سنة1967.
3-وصف الكتاب
العنوان:مفهوم التاريخ
تأليف:عبد الله العروي
الطبعة الرابعة،2005
عددالصفحات:432
القياس:17+24
الناشر:المركز الثقافي العربي،ص.ب4006الدار البيضاء المغرب/ص.ب51585-113بيروت-لبنان.
في الجهة اليمنى من الغلاف،نقرأ اسم المؤلف بالأسود،وتحته بخط غليظ :مفهوم التاريخ بالأحمر،أسفله نجد:1-الألفاظ والمذاهب،2المفاهيم والأصول.تم لوحة الغلاف وهي بعنوان(زخرفة)لكالا اسماعيل،فيها تعبير عن فن العمارة العربية تتوسطها بطة.أما في الجهة اليسرى من الغلاف فنجد فقرة مأخوذة من الكتاب تقولlهل كان واجبا على الإنسان أن يتعلم التاريخ أولا من القصص المروية،ثم من الأحجار،ثم من الأعمال الفنية،إلخ؟هل تقنية التعامل مع معاهدة دولية تنفع في التعامل مع جدول أرقام أو مع بنية تعبيرية؟ الجواب بالإيجاب هو المبرر الوحيد لنقول أن علم التاريخ واحد،يعرف من مسلك واحد،وأن الإنتقال من مبحث إلى آخر يسير في اتجاه توسيع وتعميق معرفتنا لأحوال الماضي.).
4-قراءتي في كتاب مفهوم التاريخ لعبد الله العروي
- تأطير عام للكتاب:
يندرج كتاب مفهوم التاريخ للعروي ضمن مشروع حداثي ضخم،وبقدر ضخامته بقدر صعوبة تفكيكه وتحليله،ذلك أن القارئ والباحث يجد إشكالات جمة في فهم وإدراك أبعاد الأفكار والأطروحات التي قدمها الأستاذ العروي سواء في التاريخ أوالفكر السياسي...
لابد من استحضار السؤال الذي طرح ومازال يطرح ،ألا وهو إشكالية التأخر العربي،وأسباب تداركه. سؤال طرح منذ عقود ومع ذلك مازال العرب لا يكفون عن التساؤل:من نحن ومن الآخر؟.
في إطار البحث عن الهوية،والبحث عن الإستمرار التاريخي والفكري حتى لا نسقط في اللاتاريخ،يلجأ العروي إلى فتح باب التأصيل النظري الرامي إلى بناء المشروع الحداثي التاريخي في الفكر العربي،وهذا ما لا نستطيع الإلمام به هنا خصوصا ونحن سنكتفي بقراءة كتاب واحد للعروي.
صدر كتاب مفهوم التاريخ للعروي في جزءين،حاول فيه الكاتب الإشتغال على التاريخ وكيفية الكتابة التاريخية.كما نجد في الكتاب دفاعا عن الحداثة وذلك من خلال رده على بعض الإعتراضات التي توجه للتاريخانية..ولاشك أن القارئ لهذا الكتاب يشعر بقيمة الجهد الفكري المبذول في مقاربة بنية المنهج التاريخي،فكيف ذلك؟.
تتضمن محتويات الكتاب مدخلا وستة أقسام وخاتمة. في الجزء الأول نجد الجانب المرتبط بالهيكل العام للبحث وهو موزع على أربعة أقسام يتضمن10فصول،وضع تحت عنوان:الألفاظ والمذاهب.أما الجزء الثاني وهو الجانب المفاهيمي من البحث، فقد تم توزيعه إلى قسمين يتضمنان 4 فصول.
الجزء الأول:الألفاظ والمذاهب
-هل للتساؤل معنى؟
منذ الوهلة الأولى،وبالضبط في ص17يصرح لنا الكاتب بمقصده من موضوع الكتاب،والمتمثل في المؤرخ لا التاريخ.هو يريد التحدث عن التاريخ كصناعة لا التاريخ كمجموعة من حوادث الماضي،هدفه هو وصف ما يجري في ذهن رجل يتحدث عن وقائع ماضية من منظور خاص به،تحدده حرفته داخل المجتمع.
بعد ذلك يفند الكاتب الرأي القائل بأن التاريخ صناعة،والصنائع تتقن بالمحاكاة،فما علينا سوى أن ندرس ما قام به المؤرخون القدامى لنأخذ أمثلة ومقاييس نعتمدها في بحوثنا الحالية.وحتى ما إذا احتجنا إلى المنهجية،فما عليها إلا أن تكون على غرار توجيهات الإستعمال التي تباع مع الآلات أو الأدوية.
ولإثبات أطروحته يلجأ الكاتب إلى أسلوب المثال،ويتخذ ابن خلدون كمثل من أجل التدرب والتمرس على الكتابة التاريخية.
فحتى إن افترضنا أن اللغة التي استعملها ابن خلدون ما زالت بالنسبة إلينا واضحة،فعن أي ابن خلدون سنقرأ؟
ابن خلدون اسم جامع تختفي تحته شخصيات عدة،نجده راويا يتحدث عن أصول العرب والترك،صحفيا يتكلم عن مشاهداته وعن السلاطين،مؤرخا ينافس المسعودي،عالم اجتماع في علم العمران.
فبأي شخصية من الشخصيات الخلدونية سيقتدي المؤرخ المبتدئ؟وهل للتقليد والإقتداء في هذه الظروف معنى؟.
بعد ذلك ينتقل العروي إلى نقد فكرة المحاكاة التي تتمثل في ترجمة كتب منهجية وفلسفية وتاريخ التاريخ من الغرب المتقدم،بهدف الإطلاع على أحدث الأساليب في الكتابة التاريخية.وبين أن الترجمة الحرفية لا تنفع.ماذا يمكن أن يعني الإقتداء الأعمى بدون نقد للكتاب،وبدون وضعه في سياق المعارف المعاصرة،وهل تساهم الترجمة في توضيح فكرة التاريخ أم تعمل على طمسها؟
يرى العروي أن المشكل يكمن بالأساس في الوعي بإشكالية المنهج،فحتى إن تقيد الباحث بالقواعد النقدية التي تعلمها في الجامعة،ونقب على الوثائق الأصلية،واجتمعت فيه كل الصفات الحميدة،فإن ما يؤخذ عليه هو اطمئنانه إلى ما تعلم وقرأ،لا يريد أن يتذكر ويذكر،ويتناسى بأن المنهج المتبع محدد بالزمان والمكان،ومطوق بسلسلة من الإشكالات،وبما أن صاحب البحث يفتقد لهذا المنظور، بحيث لا يرى المنهج في إطار التحولات التاريخية،فإنه يقدم لنا دراسة كافية وشافية،ولكنها غير تاريخية.
يريد العروي أن يوضح لنا الفرق الشاسع في مفهوم التاريخ عند المفكرين المحترفين المعاصرين في البلدان المتقدمة،حيث ليس التاريخ عندهم هو مجموع الأحداث التي وقعت في الماضي، ويرويها المؤرخ كما وصلت إليه،وإنما التاريخ عندهم رؤية تركيبية تعتمد على وثائق(شواهد)عديدة،ويصبح الماضي تبعا لذلك عبارة عن عملية استنتاجية لاتقف عند حدود الملاحظة كما هو الحال عند النظرة التقليدية للتاريخ التي لا تعطي أهمية للمؤرخ ولا للحاضر،وتنتقل مباشرة من الماضي إلى المستقبل عن طريق رواية حكايات تحكي ما مضى وما سيحدث في المستقبل.
-التاريخ بشري بالتعريف
حرصا على أن لا نبعثر جهودنا في تحليل ونقد بعض المقولات الجزئية أو الهامشية،يذهب العروي مباشرة إلى مقولة أساسية تؤكد أن التاريخ هو تاريخ البشر وبالبشر،أما ما سواه فهو إما تاريخ بشري مقنع أو خاضع لنمطق الملاحظة(الطبيعيات) أو الكشف(الغيبيات).ويرى بأن هذه المقولة تتسم بالغلو والتطرف.ويفترض بأن التاريخ العام هو مجموع الأحوال التي عرفها الكون حتى اللحظة(ت)وأن التاريخ المحفوظ هو مجموع ما يعرفه المؤرخ في اللحظة(ت).هكذا تصبح معرفة أحوال الماضي هي بحث واستقصاء من طرف البشر،وليست نتيجة كشف.وبما أنه اسقصاء فإنه لا يدرك أبدا مجموع التاريخ الكوني في شموليته وكماله، لا يمكن أن يكون إلا من البشر وللبشر إنه تاريخ محدود.
للدفاع عن هذه الأطروحة يلجأ العروي إلى أسلوب الإستشهاد والذي يمكن أن نجمله فيما يلي:
بما أن هناك اتفاقا بين المؤرخين في الشرق والغرب،على أن التاريخ المذكور هو مجموع العوارض التي تستحق أن تحفظ،وما لم يذكر فليس مهما أو،لم تكن له نتائج ظاهرة،فالحوادث الطبيعية لا تذكر إلا باقترانها بآثارها على البشر،وإلا فهي حوادث طبيعية غير تاريخية.
يتضح مما سبق،بأنه لا تاريخ سوى المذكور،وأن ما هو مذكور بشري بالتعريف وهذا قول تتفرع عنه مقولتان:
-التاريخ من صنع المؤرخ.
-التاريخ ينتهي عند المؤرخ.
وهنا نستغرب ونستفز،أليس التاريخ هو مطلق ما حصل قبلنا؟.
غير أن الأستاذ العروي يتدخل ليذكرنا بأنه سبق وأن أوضح لنا بأن التاريخ هو المحفوظ فقط.فينجلي الإشكال،وتنحل المفارقة،ونخلص إلى القول:بأن التاريخ بشري بالتعريف.وهذا قول يفضي إلى اعتبار التاريخ هو الماضي الحاضر.فكيف ذلك؟.
نقول:مجموع عوارض الماضي حاضرة بأخبارها،ودراسة تلك الأخبار عملية تتم في الحاضر.التاريخ حاضر بمعنيين،بشواهده وفي ذهن المؤرخ.وهذا أمر يطرح اعتراضات شتى،فربط الماضي بالحاضر ينتهي حتما إلى نسبية المعرفة التاريخية،وتتلون كل معلومة بدواعي وأغراض الحاضر،وأخطر ما فيه الإستنباط(الإستعبار)الذي هو تلاعب بحقائق التاريخ،لما فيه من حشو أو زور وتلفيق.هذه الإعتراضات تتصور الماضي باعتباره كنزا محفوظا في عالم غير عالم الشهادة وبالتالي فهي لا تنطلق من المفاهيم التي اعتمدها العروي.
-من هو المؤرخ؟
أثناء جواب العروي عن سؤال:من هو المؤرخ؟
يرى بأن المؤرخ هو ذلك الإنسان الكائن في التاريخ الواعي به،الذاكر لمتغيراته،وأن استعماله لكلمة مؤرخ لا تقتصر على مؤرخ اليوم المحترف المتخصص،وإنما كل إنسان بما هو كائن في التاريخ واع به متفحص لمتغيراته.وما يلاحظه هو ان المؤرخ ليس دائما مؤرخا وأن غير المؤرخ قد يتحول في بعض الظروف إلى مؤرخ.وإذا كان الأمر كذلك‘فما هي الصفة التي تحول ولو مؤقتا كل امرئ إلى مؤرخ؟
الجواب معروف:إنه الوعي بالتغير،وهذه خلاصة التحليلات السابقة.
كما يتوقف الكاتب عند المؤرخ باعتباره صاحب مهنة،وذلك في إطار تقسيم الشغل داخل المجتمع.ثم ينظر للمؤرخ باعتباره صاحب نظر،حيث يصبح التاريخ مجالا للحرية يحمل معنى تعليميا وآخر معرفيا،فالأول التاريخ مدرسة الحرية لأننا نتعلم من أخطاء ومحاولات من سبقونا مما ينير لنا سبل الحرية والإنعتاق.المؤرخ الذي يستخلص العبرة من الماضي يعرف من كان على صواب ومن كان على خطأ.أما البعد المعرفي فيتجلى في أن الحرية لا تتجلى في التاريخ-الوقائع،المنشور أمامنا كمنظر،فهذا تصور خاطئ جملة وتفصيلا.لا ننس بأن التاريخ المحفوظ/المعلوم/المفهوم كله يقوم ذهن المؤرخ المفكر باستحضاره.فالحرية لا توجد إلا في الذهن،وعدما يكون المؤرخ مؤرخا حقا.أي واعيا بذاته وبالعملية التي ينجزها،غير منغمس في تاريخ خارجي وهمي.هنا فقط يكون حرا بالضرورة والتلقائية:هو حر لأنه موضوعي وموضوعي لأنه حر.
-منحى المؤرخ
للتخلص من قضايا الموضوع والمنهج والأسلوب،اختار الكاتب كلمة منحى،بغية تحديد خصوصية تجربة المؤرخ.ويعني بالمنحى الذهنية،الوجهة الفكرية،والمنطق المبطن.وقد حدد هذه المناحي في:وجهة الشاعر،ووجهة الحكيم،ووجهة عالم الإجتماع،ثم وجهة عالم الطبيعة.النقطة الجوهرية في هذه المناحي هو أنها ليست مجرد تركيبات ذهنية،قابلة للتفكيك والتأليف مجددا،وإنما هي وجهات بالمعنى اللغوي التام والصريح،بحيث إذا نظر المرء إلى شيء من زاوية فلا يمكن أن يرى ذلك الشيء في الوقت نفسه من زاوية أخرى،منحى المؤرخ هو وجهة فكر المؤرخ إذ يؤرخ،فلا يمكن أن يكون فنانا وهو يؤرخ حتى ولو كان يؤرخ للفن.إن منحى المؤرخ لا يقبل المزج والتداخل،وإنما يقوم بأرخنة الفن والعلم والفلسفة..لهذا يقول العروي بأن أرخنة التاريخ هي التاريخ،وهي المقولة التي تؤسس التاريخانية.والمؤرخ الذي نفترض فيه الوعي لا يقول بها،إنما يحياها،لأنها متضمنة في سلوكه المهني.
-نقد أم تجاوز
كان التاريخ ولم يكن التاريخ.نشأ التاريخ فأصبح ما قبله غبر التاريخ.
واليوم نتجاوز التاريخ،فهل انتهى التاريخ؟
إذا كان التاريخ المكتوب بعد ظهور الوعي به جزءا يسيرا من التطور العام،فلماذا الإهتمام به؟
من جهة أخرى إذا كان التاريخ يخاطبنا مباشرة- دون وسيط-كما تخاطبنا الطبيعة فلماذا نميز المؤرخ عن الطبيعي؟،بصيغة أخرى،إذا كان التاريخ جزءا من الطبيعة فلماذا البحث في منهج خاص بالمؤرخ؟
السؤال الصعب:هل بالإستطاعة تحرير التاريخ من الوعي؟هل يمكن للمؤرخ،وهو بشر،أن يكتب تاريخا طبيعيا دون الإشارة إلى الإنسان؟
كجواب عن ذلك،يلاحظ العروي بأن جل المؤرخين وهم يكتبون،عن قصد أو عن غير قصد،يؤنسون دائما الطبيعة،ويعطي أمثلة في هذا الباب.
-المادة الخام
إذا كانت مادة الرياضيات هي العدد،ومادة الطبيعيات هي الذرة،فما هي مادة التاريخ؟.
يجيب العروي بأن مادة التاريخ هي الحادثة-الوثيقة(الحادثة المتضمنة في رمز يدل عليها)،وهذا بالضبط ما توحي به كلمة خبر في التأليف التقليدي العربي*.مما يدفعنا ولو نظريا إلى الفصل بين الحادثة والوثيقة والرابط بينهما أي ما يسميه العروي بالنقد،فكيف ذلك؟.
-الحدث:ليس معطى جاهزا،وإنما هو نتيجة ورجاء يهدف المؤرخ إلى الكشف عنه من خلال ما يتوفر لديه من وثائق.حسب هذا التعريف،فكل مؤرخ يكون حدثا تاريخيا انطلاقا مما لديه من معلومات مستخرجة من الوثائق.وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن التمييز بين الحدث الطبيعي والذي نسميه واقعة،والحدث البشري الذي نسميه عملا.
-الوثيقة:هي مخلفات الحدث وأثره،وما يوجد في حوزة المؤرخ هو فقط الأثر وليس الحدث.كما أن الوثائق ليست مجردة وهي متمايزة،فيها الرموز والألغاز(بقايا حجرية،وحيوانية ونباتية،مخطوطات،مسكوكات...)تمثل في مجملها بقايا إنجازات الماضي،وفي نفس الوقت هي شهادات عن الواقع..
-الشاهدة:حينما توسع مفهوم التاريخ بتوسع وتنوع الوثائق،أصبح معنى الوثيقة ضيقا بالنسبة للمحتوى الموجود في الذهن.لهذا لجأ العروي إلى استعمال مفهوم الشاهدة التي تشير إلى معنى بشري(شهد،شاهد)وآخر طبيعي(شهد القبر)،كما تدل على جميع مخلفات الماضي مهما كانت أشكالها وموادها ومنافعها،وتختلف الشواهد حسب المعنى الظاهر والإشارات الخفية..
-النقد:لا يقصد به الفهم أو المقارنة أو الترتيب فقط،وإنما كل ما يدخل في ابستمولوجيا(نظرية المعرفة) عامة.تفكيك الشاهد إلى أجزاء ورد كل جزء إلى إطار أصلي،ويكمن جوهر نقد المؤرخ في التفكيك والتجميع.مثلا في عملة نقدية مسكوكة،هناك مجالات وتخصصات مختلفة،منها ما يرتبط بالكتابة،ومنها ما يرتبط بالمعدن والشارات،والصورة والألقاب...
-الإحياء:الشاهدة نص مغلق،خطاب غير معرب،ويتضح ذلك إذا ما تحدثنا عن أبي الهول مثلا،أو عن هندسة مسجد.لكن عندما تكون الشاهدة قصيدة مثلا يختلف الأمر،خصوصا حينما نسمعها وكأن ناظمها أحد المعاصرين لنا،وهذا خطأ كبير،يسقط فيه من لا يملك ذهنية تاريخية.فالشاهدة تماثل إلى حد كبير شريطا يتضمن صورا وأحداثا متفاوتة الدلالة والقدم.لذا لابد من تفكيكها وإعادة تركيبها من جديد في اتجاه خاص.وهذا التوجيه هو الذي يحولها إلى إشارة.النقد لا يكون تاريخيا إلا إذا انتهى بالتحريك،ببث الحياة في الشواهد المستنطقة.
-تاريخيات(الإسطوغرافيا)
ما يسميه العروي بالتاريخيات هو مقابل كلمة اسطوغرافيا التي تعني بالمعنى الضيق،مجموع النتائج التي توصل إليها الدارسون للكتابات التقليدية كالحوليات والمذكرات والطبقات والسير..وقد ميز فيها العروي ثمانية أنواع خصص لكل واحدة منها فصلا كاملا، نذكرها بكل اختصار:
1-التاريخ بالخبر
الخبر وصف شفوي لواقعة،مادته هي الكلمة التي تبقى شاهدة من الشواهد.إنه تاريخ الأحداث المبني على ما تتواته الأجيال من مرويات،لهذا فهو تاريخ الإنسان الناطق الذي خلف في كلامه شواهد كثيرة عن حياته.وبخصوص هذه النقطة يتوقف العروي عند كل من الراويوالسامع الواعي،التاريخي والأدمي..
2-التاريخ بالعهد
هو التاريخ المكتوب الذي يعتمد بالأساس على الوثيقة المكتوبة المعاصرة للحدث.مادته شهادات ووثائق بالمعنى الدقيق دون غيرها.ويطهر بأن التاريخ بالمكتوب ارتبط بالفكر العلمي الحديث المبني على الملاحظة والتجربة.يتحدث العروي بعد ذلك عن أنواع العهود والظروف المواتية،والحدود..
3-التاريخ بالتمثال
تم اختيار لفظ تمثال لأنه أشمل كلمة تعبر عن هذا النوع من الشواهد،وتم الإعراض عن كلمة رمز لأن الحرف رمز أيضا.والتمثال هو كل شيء استعمل عبر التاريخ للتعبير عن كل ما يهم الإنسان من أشياء وأحياء.وكما يكتب التاريخ اعتمادا على المكتوب،يكتب أيضا اعتمادا على أشكال وصور موجودة في نقوش أو آثار.غالإنسان نقش الصخور وزخرف الأواني قبل أن يكتب.ولحل هذا النوع من الشواهد نشأت علوم مساعدة،مثل علم الخواتم والطوابع والأيقونات...
4- التاريخ بالأثر الطبيعي
هو كل ما يستند إلى كشوف الحفريات،مادته كل ما مخلف مادي ملموس،كالتحف الفنية والهياكل العظمية..ليس المقصود بالأثر ذلك المعنى التقليدي الإسلامي،أي رواية شفوية انحدرت إلينا عبر سلسلة متصلة من الرواة.
غني عن الذكر بأن مفهوم الأثر توسع بعد أن تطور علم الحفريات الذي سيقوم على رصد المواقع التي يظن أنها تحتوي على آثار.
5-التاريخ بالعدد
شكل التاريخ بالأرقام ثورة في فهم التاريخ،وهو اتجاه في الكتابة يروم استعمال أنساق من المعادلات والجداول.مادته هي العدد.ويظهر بأن هذا الإتجاه في التأليف ارتبط بعلم الإقتصاد وبظهور الحاسوب الذي هو وليد قفزة نوعية في الرياضيات والفيزياء.تتبع العروي في كتابه ثورة العدد في التاريخ،ولاحظ بأن هذه الثورة جاءت تتويجا لتطور يعود إلى ما قبل القرن18 حيث ارتكزت الأبحاث التاريخية على دراسة القاعدة الإنتاجية.
6-التاريخ بالموروث
نتيجة لتطور دراسة الدم البشري،ودراسة الكريات الحمراء،تم تحديد الفصائل الدموية،وسيزداد التصنيف دقة بعد دراسة الكريات البيضاء،فوضع لكل فرد فصيلة محددة تيسر معرفة أصله البعيد.الدم موروث بل هو حامل كل الموروثات،ومرآة للمحيط الذي يعيش فيه الفرد،يحتفظ بآثار الطقس والغذاء،الصحة والمرض..وإذا كان الماضي حاضرا في الكلمات فهو أيضا حاضر في الجسم ومادته هي الجينة.وبذلك تم الإنتقال من الأنساب إلى علم الوراثة.
7-التاريخ بالحلم
ينطلق جل المؤرخين من مسلمة مفادها أنهم يتكلمون على أناس يشبهون في ظاهرهم وباطنهم سائر البشر.وأن الدوافع الأساسية من خوف وإقدام،من مروءة وخسة،من كرم وحسد...تحكم تصرفات الإنسان في الماضي وفي الحاضر.
انطلاقا من هذه الفرضية يتم تحويل مادة تاريخية دالة على عمل تاريخي إلى حلم.ويتم تأويله على ذلك الأساس،كما يدل أيضا على كل حالة ترفع فيها قيود العقل سواء بالنوم أو التنويم،مادته هي اللاوعي3
يظهر هنا تأثير نظرية فرويد في الدراسات التاريخية،ويصبح التحليل النفسي في الجوهر نبش في الأصول.يتوقف العروي عند المعارضين لهذا المنهج الذين يصرن على أنه يقضي بالاساس على البحث التاريخي،لأنه يقوم بتحوير معنى الحدث التاريخي ويجعله مقتصرا على بعض الحالات الإستثنائية،كحياة الأبطال والشخصيات الفذة.
8-التاريخ بالمفهوم
ما يميز هذا الأسلوب من الكتابة التاريخية هو أن مادته ليست الحدث بل المفهوم المضمن فيه،المعنى المجسد في الواقعة المادية،والذي يبدو وكأنه المحرك لكل تطور،ويسير على خط معلوم نحو الظهور والتجلي.وتنقسم المؤلفات التي تنعت بفلسفة التاريخ إلى ثلاثة أنواع:
-الأول:يرمي إلى الكشف عن منطق باطني يوحد أغراض الحوادث،ويوجهها نحو تحقيق غاية.
-الثاني:يقارن بين الوقائع،ويميز المهم عن التافه استنادا إلى مفهوم محوري يمثل قيمة خلقية مثل(الدولة،الحرية،العدالة،المساواة..).
-الثالث:يعتمد الإستقراء ولا يختلف عن التاريخ المقارن.ويبحث عن الظواهر المتواترة والدورية مثل الدول والثورات..
يتسم هذا النوع من الكتابة التاريخية بأنه يحاول الكشف عن قوانين تنطبق على كل الأمم،غير أنه يخطئ كثيرا فيما يتعلق بالدقائق والجزئيات،وهذه الأخطاء هي التي يتتبعها الخبيرالمدقق.
الجزء الثاني :المفاهيم والأصول
في هذا الجزء من الكتاب يرصد الأستاذ العروي فيه منطق المؤرخ ومنطق التاريخ لينتقد مفهوم التاريخانية.فالتاريخانية في نظره ليست مذهبا بل هي موقف أخلاقي سلوكي من مجموع الوقائع الإنسانية والبشرية عامة.إذا كان البعض يرى بأن التاريخية شيء والتاريخانية شيء آخر.ف(الأولى طريقة للبحث في حين أن الثانية تقرر حتمية التطور،تنفي حرية الفرد،تتحاشى الأحكام الأخلاقية،تؤله التاريخ في شخص دولة أو طبقة او فرد،وتدعو إلى الرضوخ والإنقياد،فهي بالتالي التربة التي تنشأ عليها كل أشكال الطغيان و التعصب،لكن هذه المقولات توجد كليا أو جزئيا عند رجال الدين وعند الديمقراطيين)4 ألا نجد في هذه القولة ترابطا متينا بين التاريخية والتاريخانية؟
لقد ازدهرت الدراسات عندما اعتبر التاريخ كعامل مستقل عن إرادة الأفراد،ثم تعطلت البحوث عندما أصبح التاريخ قوة قاهرة تتحكم في مصير البشر(ازدهار بفعل التاريخية واندحار بفعل التاريخانية) ويستنتج العروي أن التاريخانية تفرعت إلى اتجاهين.
الأول تقليدي...والثاني إنسي.فالتاريخاني هو من يدعي أنه يدرك مباشرة غاية التاريخ.وبعد أن قدم العروي نقدا للتاريخانية من حيث هي حتمية التطور وبصفتها هي منظور الإنسان الواعي بتاريخيته،يسمي العروي التاريخية بالوعي التاريخي وأيضا بالترابط في مواضع عديدة.بحيث تصبح التاريخانية هي البحث عن مغزى للتاريخ سواء داخله أو خارجه،حيث الزمن والتاريخ مطلقين.والتاريخاني مقتنع بأن التاريخ خاضع لقوانين قارة تسير في اتجاه مرسوم نحو غاية التي هي المثل الأعلى والمعيار الأصل،ونتيجة لذلك تنقسم أعمال البشر إلى ثلاثة أقسام:منها التي تعجل بتحقيق الغاية،ومنها التي تعرقل،وأخيرا تلك التي لا تؤثر لا سلبا ولا إيجابا.
من خلال ما تقدم،ما رأي العروي في التاريخانية؟
في نظره فهي تقود إلى العدمية الأخلاقية لأنها تنفي وجود أي قياس عام وثابت عبر تحولات التاريخ5.وفي هذه النقطة يستعمل العروي أسلوب الإستشهاد فيلجأ بالخصوص إلى الوقوف عند اتقادات كارل بوبر وآخرين...
هذه التاريخانية التي دافع عنها العروي ، يقول عنها في أحد الفقرات: (تتأصل التاريخانية في تجربة اكتشاف التاريخ كعامل موضوعي مستقل عن الذات،تجربة هي البداية والنهاية،الأصل والغاية.إلا أنها في العمق تجربة الزمان(الدهر)من خلال أعمال البشر واستحالة الأشياء...التاريخانية في أعم تعريفاتها هي حصر كل تجارب الإنسان مع الزمان في تجربة التاريخ أي العمل الجماعي الهادف)6.
وأكثر من هذا فقد ألمح إلى التاريخانية في كونها لم تدرك بنفسها محاولة للخروج من الزمان عبر تواتر القوانين ووحدة الغاية وحتمية التطور7.هكذا تصبح التاريخانية في بعض جوانبها مقترنة بالأستغرافيا.
ويختم الأستاذ العروي كتابه بالحديث عن التاريخ والجدل،ويؤكد بأن( التاريخ مفهوم مزدوج.وهو كذلك خطير.يعاكس باستمرار الإتجاه العادي في المجتمع،إصلاحي إذا عم الجمود ومحافظ إذا عم التغير.وبما أنه خطير فإنه دائما في خطر،خطر الذوبان في التقليد فيصبح محفوظا غير مفهوم،وخطر الذوبان في الحاضر يطلع باستمرار إلى مستقبل متجدد...لكن التاريخ لا يهم المؤرخ وحده،يهم المجتمع ككل،وهل يستطيع أن يحفظ الذكر من يجهل مزالق الفهم؟8.
هوامش:
*حسب استعمال ابن النديم في الفهرست التاريخ هو صنف من التأليف عن الأخبار.
1- هناك عرض طويل ومهم لحياة العروي في رواية أوراق سنة1989المركز الثقافي العربي.
2-يمكن مراجعة كتاب كمال عبد اللطيف"الفكر الفلسفي بالمغرب".
3-يمكن العودة لموضوع فرضية اللا شعور المنشورة هنا بالمدونة.
4-كتاب مفهوم التاريخ الطبعة4-2005المركز الثقافي العربي/بيروت-لبنان/الدار البيضاء-المعرب ص:348
5-نفس المرجع ص376
6-نفس المرجع ص389
7-نفس المرجع ص390
8-نفس المرجع ص 404
ملحوظة:
اهتمام الكاتب بمفهوم التاريخ جاء ضمن اهتمامه بمفاهيم أخرى،العقل،الدولة..يعود للمفاهيم لصقلها وإعادة بريقها ،وهي عنده ليست مفردات للحقيقة،بقدر ما أصبحت أدوات أو مفاتيح تتعامل مع أجواء الحقيقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.