حي البركاني ، حي من الأحياء الهامشية بمدينة وجدة ، بم تغيره بعد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، يتموضع بالجهة الشمالية الشرقية للمدينة معظم ساكنته من الطبقة الفقيرة ، لا يتجاوز عددهم 1000 نسمة ، تم تزويده بالكهرباء و الماء و شبكة الصرف الصحي في إطار تأهيل الأحياء العشوائية ، لكنه لا زال يعاني من عدم تأهيل الشبكة الطرقية ، الساكنة ملت من الغبار المتطاير كلما مرت سيارة أو مقاتلة بسرعتها الجنونية المعهودة ، ربما يترك المجلس البلدي مسألة تعبيد الطرق إلى الحملة الإنتخابية القادمة ، فهي دوما ورقة رابحة ، يصل المرشحون إلى كراسي المجلس و الطرق تبقى على حالها ، و الغبار المتطاير يكون قد خلف المزيد من المرضى و الغاضبين أيضا . على الجانب الأيسر من حي البركاني قرب منازل تهاوت قبل أن تبنى تبدو و كأنها أطلال أتت عليها حرب من الحروب المعاصرة تضع شركة سيطا البيضا المكلفة بالمجال البيئي بوجدة حاويتان كبيرتان تجمع فيهما أزبال أحياء مجاورة هي حي الرجاء في الله و النصر و العامري و الحداد و النور و كالا و غار البارود كلها أحياء تضخ نفاياتها في هاتين الحاويتين من أجل نقلها إلى المطرح العمومي ، الوضعية أصبحت تشكل خطرا يهدد ساكنة حي البركاني ، فمن جانب أصبح المواطنون يعانون من الروائح الكريهة ، و يتعرضون لمخاطر الإصابة بأمراض ناتجة عن انتشار النفايات و الميكروبات و الجراثيم ، يصرح للجريدة السيد عبد اللطيف من ساكنة الحي " الرائحة الكريهة المنبعثة من الحاويتين تخنق أنفاسنا فما عدنا نتنفس هواء نقيا " ، أما الخطر الأكبر فيتعلق بعلاقة الأطفال بالحاويتين حيث أصبحتا مجالا للعبهم و لهوهم إذ يعرف المكان يوميا توافد الكثير من أطفال الأحياء المجاورة له ، يبحثون أحيانا بين الأزبال عن المأكولات و الحلوى و اللعب و ما يمكن أن يباع قد تصادفهم يأكلون ما وجدوه معلبا أو غير معلب ، هناك رأينا طفلا يأكل من علبة نقانق و جدها بحاوية و آخر يشرب قطرات عالقة ، سألنا أحدهم عن توقيت مجيئه إلى مكان الحاويتين فأكد لنا أنه يلتحق مع مجموعته كل يوم بعد المدرسة و لا بد أن يغنم في كل يوم شيئا يلعب به أو بأكله شركة سيطا البيضا تساهم في التنمية البشرية حسب رؤيتها الخاصة ، فكرت في طريقة تملأ بها فراغ الأطفال عندما يخرجون من مدرستهم ، خلقت لهم مطرحا خاصا بهم ، يلعبون فيها و يقتاتون منه و يتعلمون حرفة التنقيب في المزابل و جمع النفايات و إعادة بيعها و هكذا تكون سيطا البيضا قد أسدت خدمة كبيرة للوطن ،و ساهمت في التنمية البشرية و أرست أسس مستقبل زاهر لأطفال هذا الوطن الجريح ، أخيرا لا يسعنا إلا أن نتساءل عن موقع المجلس البلدي من هده الكارثة الإنسانية و البيئية ؟، ألا يتم مراقبة الشركة و مدى احترامها لكناش التحملات ؟ أين نحن من تهيئ فضاءات صحية لأطفالنا ؟ تساؤلات ستبقى معلقة ما دام أن شركة سيطا البيضا ستستمر في العمل بشعار " تقريب الأزبال من المواطنين" إلى اللقاء و كل يوم و أزبالنا بخير