فى غمرة المقالات المزيفة التى تهاجم الحزب الوطنى وتنكر إنجازاته - تلك المقالات المغرضة التى ترفع ضغط المواطن وتقلق راحته – تأتى مقالات كرم وكمال مخدرة ومنومة ولذيذة ... وقد كتب كرم جبر مقالا رائعا يوم السبت الماضى بمجلة روز اليوسف الغراء كانت سببا فى إلهامي لكتابة مقالى هذا بل وكانت سببا فى هدايتى وإعادتى إلى جادة الصواب بعد أن فقدت ظلى فى دهاليز المعارضة والاحتجاج فقد هدم "كرم" أسطورة أرسطو Aristotle فى أن المعرفة مؤلمة وأن الإنسان كلما عرف أكثر تألم أكثر .. فمع كرم جابر وعبد الله كمال وثالثهما الشيطان – عفوا – ممتاز القط كلما عرفت أكثر كلما فتحت فمك من السعادة والانبهار من عبقرية منطقهم وقدرتهم النافذة على رؤية الخير وراء كل شر وبلاء فى مصر ، وتنبيهنا إلى الشرور التى نحسبها نحن الجهلاء خيرا كالديمقراطية والشفافية والصدق! وعلى طريقة كونفوشيوس عندما كان يقول لرفاقه إذا حزنوا من شيء ما : وما أدراكم أنه شر حقا ؟ فالأشياء فى حقيقتها ليست كما تبدو لنا ، أو كما ذكر فى القرآن الكريم " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم " كتب كرم جبر مقاله ليفضح لنا نوايا الوفد من وراء الانسحاب بأنه فى حقيقة الأمر تحالف مع الإخوان ورقص على طبول أعداء الديمقراطية وانتقام سياسى يضرب ثوابت الوفد التاريخية فى مقتل !! أما اليسار الذى اتهمناه جميعا بأنه باع القضية فإن كرم ينبهنا إلى خطيئتنا الفادحة فى حق التجمع حين قال " لقد استفاد اليسار من أخطائه وتزعم المعارضة لأول مرة فى تاريخه "!! الآن فقط أدركت أن جمال الجمل وسلسلة مقالاته فى المصرى اليوم عن اليسار وسقوطه المريع ما هى إلا مؤامرة دنيئة على هذا اليسار المنتعش المرتعش الذى سيقود المعارضة بأربعة نواب أو خمسة!!!!!!! وأقر أمامكم أنى ظلمت اليسار لأنى لم أفهم بصيرة رفعت السعيد وهو يخطط ويرتب بمهارة ليصبح اليسار على يديه قائدا للمعارضة لأول مرة فى تاريخه وربما لآخر مرة . أما البرلمان الذى رفضناه جميعا فهو جاء ليبقى كما أكد كرم جابر فى مقاله حيث قال " إن كل البرلمانات المنتخبة فى مصر منذ سنوات طويلة تعرضت لمثل هذا الهجوم لكنها صمدت " وبذلك فليفرح المناضلون ! فالبرلمان الذى لا يريده الشعب سيبقى من أجل الشعب لأن هذا ال...شعب قاصر و لا يعرف مصلحة نفسه ! والحقيقة الأخطر التى كشفها لنا المناضل والفيلسوف كرم جبر هى أن من يدعون بأنهم فقهاء دستوريون إن هم إلا مهيجون ومغرضون مثلهم مثل الدعاة الجدد الذين ينتجون فتوى كل دقيقة. وأن اللجوء للقضاء والدعاوى المرفوعة أمام المحاكم للتظلم من نتائج الانتخابات ما هى إلا سيرك للدعاوى القضائية ! ويحذرنا الكاتب الوطنى -ذو الضمير الحى- كرم جبر من " الحرب الإعلامية الفاسدة والشريرة" التى تقودها بعض الفضائيات المغرضة ضد الحزب الوطنى الحالم ورجاله النبلاء من أجل تعكير الصفو بينهم وبين الشعب المصرى .. وببصيرة الحكماء وتجلى الأولياء يبشرنا رئيس مجلس إدارة روز اليوسف بلقاء آخر عام 2015 مع المجلس القادم الذى عرف كرم -من بللورته السحرية- أنه سيتهم بكل التهم التى تواجه المجلس الحالى وأعضائه من تزوير وبلطجة ولكنه أيضا سيبقى ولا بد أن يبقى وإلا فكيف يبقى كرم وكمال والقط وأمثالهم فى مقاعدهم وأنى يرزقون؟