" الرجال والنساء شركاء في الحياة شركاء في مناهضة العنف ضد النساء"، كان شعار اليوم التحسيسي الذي نظمته جمعية المبادرة النسائية في خريبكة، بشراكة مع وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، صباح الخميس2 دجنبر2010 ، بالمركب الثقافي . وهو يندرج في إطار الحملة الوطنية الثامنة لمناهضة العنف ضد الفتيات والنساء المنظمة حول موضوع" إشراك الرجال في مناهضة العنف ضد النساء". اللقاء عرف حضور السيدة حنان الناظر، ممثلة وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، ورئيسة مديرية شؤون المرأة، والمسؤولة عن مركز الاستماع لضحايا العنف، وعامل إقليمخريبكة، والنادي السينمائي ممثلا بجميع أعضائه، وجمعيات من المجتمع المدني، وحضور لافت للمرأة من مختلف الأعمار. الجلسة الافتتاحية، عرفت تدخل رئيسة الجمعية السيدة خديجة القراع، التي أكدت على ضرورة إشراك الرجال في مناهضة العنف ضد النساء، وان الجمعية تسير في هذا المنحى، وأنها حققت بعض أهدافها من خلال شهادات تقدمن بها مجموعة من النساء اللواتي تعرضن للعنف والحيف من قبل الرجل، وهو ما أكده شريط تم عرضه بالمناسبة. وفي تدخل لها، أشارت السيدة حنان الناظر، ممثلة وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، ورئيسة مديرية شؤون المرأة، ومسؤولة عن مركز الاستماع لضحايا العنف، إلى أهمية هذا اللقاء التحسيسي الذي يندرج في إطار الحملة الوطنية الثامنة لمناهضة العنف ضد الفتيات والنساء،، موضحة أن هذه الظاهرة لابد أن تعرف استئصالا منذ الطفولة، وهو ما يتطلب من الآباء والأمهات، الدفع بأطفالهن، الذكور بالخصوص، في اتجاه المساواة، وتقسيم الأدوار بين الذكر والأنثى بطريقة معقولة. كما أكدت على دور الإعلام في تكريس صور نمطية / اشهارية تبخس من قيمة المرأة، وتستغل صورتها من اجل تمرير رسائل معينة، وقد قامت الوزارة بدورات تكوينية للإعلاميين والصحفيين من اجل نشر ثقافة المساواة بين الجنسين . كما أشارت إلى المجهودات التي تقوم بها الوزارة لتغيير محتويات بعض المقررات، لتكريس ثقافة مناهضة العنف، ابتداء من المدارس، التي تعتبر محطة مهمة في شحن التلاميذ والطلبة، وتهيئيهم لتحمل هذه المسؤولية. مضيفة أن الوزارة راسلت الوزارة المكلفة بالشؤون الإسلامية، من أجل تمرير الخطب في المساجد، تدعو إلى مناهضة العنف ضد النساء، والعمل على نشر هذه الثقافة، انطلاقا من التوجه الديني. كما عرف هذا اللقاء، ثلاث محاضرات، الأولى بعنوان" مناهضة العنف ضد المرأة بإشراك الرجل من خلال الجديد في مدونة الأسرة"، ألقاها الأستاذ يوسف الشيخ، قاضي بمحكمة الصويرة. وقد تناول ظاهرة العنف ضد النساء من وجهة قانونية ، أبان عن حقوق المرأة التي يكفلها القانون المغربي، خصوصا من خلال مدونة الأسرة الجديدة، التي تضمنت بنودا غاية في الأهمية، تروم إنصاف المرأة المعنفة المظلومة، أمام المحاكم، وتردع الرجال، خصوصا الذين يتحايلون على القانون، لإذلال المرأة وهضم حقوقها. وتحت عنوان" دور المجتمع في الحد من ظاهرة العنف ضد النساء"، أشار السيد فالك الوصي، المندوب الإقليمي للتعاون الوطني في خريبكة، إلى دور تربية الأبناء في الصغر، على المساواة، وأهمية تقسيم الأدوار بين الأطفال، الذكور والإناث، بشكل عادل، وضرورة تكريس هذه الثقافة لدى الأطفال منذ الصغر. أما الدكتور عبد الرحيم الشريكي، طبيب بهيئة أطباء القطاع الخاص وطبيب مركز الاستماع والتوجيه للجمعية، ومن خلال محضرة بعنوان" إشراك الرجال في مناهضة العنف النفسي والجسدي"، أشار إلى سبل مناهضة العنف ضد النساء، وذلك بإشراك الرجل في هذه العملية، لأنه طرف في القضية، موضحا ، من خلال مجموعة من الصور الحية، خطورة العنف الممارس على جسد المرأة، الذي قد يصل إلى حد إصابتها بعاهات مستديمة، وأحيانا إلى محاولات القتل. كما أشار إلى الآثار السلبية التي يخلفها العنف الممارس على جسدها، وعلى الأطفال الذين يعيشون هذه المآسي بشكل مباشر، ومدى تأثير ذلك كله على نفسية الأطفال، الذين يصابون بعقد خطيرة. عرف اللقاء أيضا، شهادات حية لنساء تعرضن للعنف من قبل أزواجهن، وقد حكين ذلك من خلال تجاربهن الخاصة، وذلك من خلال شريط تم عرضه بالمناسبة. وبمبادرة من النادي السينمائي في خريبكة، تم عرض الفيلم المغربي" نساء ونساء" للمخرج سعد الشريبي، وتمت مناقشته من طرف أعضاء النادي . كما تم عرض مسرحية تحت عنوان" حلم فتاة ولكن بدون عنف" لفرقة الإبداع المسرحي، تخللتها فقرة ترفيهية من التراث المحلي( عبيدات الرمى). ويذكر أن العنف الممارس داخل الأسرة، حسب مسؤولة مغربية، يشكل95،8 في المائة من حالات العنف الممارس على المرأة، وأن عدد النساء والفتيات ضحايا العنف الذكوري بالمغرب، خلال سنتي 2005 و2006، داخل الأسرة، شكل 95،8 في المائة، وان العنف الزوجي مثل 87،9 في المائة، والعنف العائلي 3،2 في المائة، ونسبة العنف داخل المجتمع 4،3 في المائة من مجموع حالات العنف المصرح بها.