أصدرت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية برئاسة الأستاذ الدكتور | محمد صابر عرب كتابا جديدا بعنوان " فلسفة اللذة والألم " ، و الكتاب تأليف إسماعيل مظهر وكتب له المقدمة الدكتور حسن طلب . يعد هذا الكتاب من أهم ما صدر من مؤلفات فى الفلسفة ويدور حول مذهب اللذة و نشأته فى اليونان قبل ميلاد السيد المسيح بعدة قرون . قال بعض الفلاسفة أن اللذة هى الغاية من الحياة الإنسانية ، فإذا أردت أن تعرف كيفية امتلاك القدرة على توجيه اللذة وقيادتها لتحقيق أهدافك فعليك باقتناء هذا الكتاب القيم الذى كتبه واحد من رواد النهضة المصرية فى القرن العشرين وهو صاحب العبارة الرائعة التى تقول " إن فى التاريخ البشرى ما يدل على أن شعوبا كالفراعنة وأهل الصين والهند ، صمدت لأعاصير الزمن واحتفظت بكيانها على الدهور فلم تبد ولم تنقرض " ويطرح الكتاب تساؤلات فلسفية عميقة بشكل مبسط يستوعبه القارئ العادى ، ويتعرض الكتاب للصراع الأبدي بين اللذة والضمير ، بين الفضيلة والشهوة ، ونكتشف أثناء الإبحار بين دفتى الكتاب أن اللذة قد ارتبطت بشكل عجيب مع الألم وهو ما بدا واضحا فى التاريخ الانسانى . كما يجيب الكتاب عن تساؤلات محيرة ومنها مثلا : لماذا يعلم الانسان الشر أنه " شر " ومع ذلك يرتكبه ؟ ولماذا يحجم البعض عن لذة مؤكدة و سهلة وهل هناك فرق بين لذة الروح ولذة الجسد وأيهما أعمق ؟ وخلال رحلة التساؤلات يعرض لنا المؤلف مذاهب فلسفية متنوعة وآراء كبار الفلاسفة فى ماهية اللذة وإشكالية ارتباطها بالألم فى كثير من الأحيان . ويغوص إسماعيل مظهر فى النفس الإنسانية ليكشف لنا خباياها العجيبة متسلحا بنظرة فلسفية عميقة ومناقشات فلسفية تاريخية عن امتزاج اللذة والألم الذى يصنع عنصرا جديدا كما رأى أفلاطون الذى قال بوجود لذة حقيقية ولذة أخرى وهمية ووضع خريطة للتمييز بين مناطق اللذة الحقيقية واللذة الخيالية . ونجد فى الكتاب أيضا تفصيل لنظريات مختلفة حول فكرة السعادة ومفهومها وكيف أن العقول الممتازة تضع السعادة فى المجد ، ويذكر الكتاب استخدامات تاريخية للعقوبات كعلاج نفسى ، ووقائع الانتحار فى الإمبراطورية الرومانية كظاهرة اجتماعية ونفسية آنذاك وارتباطها بفكرة الألم غير المحتمل واللذات التى لا تحقق السعادة للإنسان رغم وفرتها . عزيزى القارئ ، إذا كانت مكتبتك لا تضم كتاب " فلسفة اللذة والألم " فهى بالتأكيد لم تكتمل بعد ، فبادر باقتناء نسختك قبل نفاد الطبعة الأولى