منذ ترشحه للعهدة الرابعة والحملات المناهضة لبوتفليقة تتزايد سواء بالجزائر حيث كثرة المظاهرات المناوئة لهذا التمديد الرئاسي الباهت، أو بالمغرب حيث الكل يرى في بوتفليقة حجرة عثرة للمباحثات حول الصحراء المغربية… ولكن بقليل من التفكير.. نعي انه حتى اكثر الرجال نرجسية وتمسكا بالحكم في هذا الوجود اكيد حينما يصل ما وصل له بوتفليقة من مرض وعجز سوف يرغب ولو للحظة بالتوقف… سوف يرغب بأن يرتاح… ولعل نظراته الشاردة وهو "يدفع" لولاية رابعة تؤكد صحة ذلك… ولكن هل بوتفليقة يملك زمام امره لينفذ ما يرغب به او حتى يتمكن من نطقه… بوتفليقة اساسا ليس سوى مجرد بيدق بيد اللوبيات العسكرية التي كان يترأسها… لوبيات تخطط له ولا يملك إلا أن ينفذ… عسكريون سوف يتحكمون بأي رئيس جديد إذا بقيت الامور بين ايديهم ولكن بالنسبة لهم بوتفليقة المريض والعاجز الرهان الأنسب والمريح… فلطالما كان ينفذ ويطبق ويتحدث بلسان من ينهبون الشعب ويسلحون المرتزقة ويتسببون في التشنج بين الدولتين الجارتين… هذه اللوبيات العسكرية التي تقاوم أي تغيير إيجابي، هي سبب تدهور الشقيقة الجزائر الغنية بنفطها وغازها الطبيعي، فالتقارير الدولية تبين أن الاقتصاد الجزائري اكثر الاقتصادات الخانقة للحرية، كما أن تقرير معهد فريزر الكندي وهو مؤسسة مستقلة وغير ربحية تعنى بالأبحاث الاقتصادية والعلوم السياسية اكدت أن الجزائر في المرتبة 119 عالميا بمجموع 4.71 نقطة من حيث الحرية الاقتصادية وجاءت الجزائر الى جانب كل من بورندي وافريقيا الوسطى، تشاد وانغولا والكونغو.. انعدام التسهيلات التجارية ونظام الضرائب المتبع وعدم مرونة السياسات المتبعة للاستثمار والإجراءات الحكومية المعقدة، كلها اختلالات تحد من حرية الاستثمار والاقتصاد لدى الجارة وقد جاء التقرير بناء على تصريحات رسمية لبعض الدول التي حاولت الاستثمار في الجزائر خاصة في المجالات الصناعية. إلى جانب معضلة الاستثمار هناك ايضا انتشار مافيا الاستيراد خاصة مع هيمنة الاستيراد على الصادرات حيث تصل إلى اكثر من 50 مليار دولار من بينها 2.7 مليار دولار لشراء القمح وحده وهو ما يشكل تهديدا للأمن الغذائي داخل الجزائر كلما تأخرت شحنته وإذا استمر الاستيراد على هذا النحو فإن ذلك سيعرض الجزائر إلى عواقب وخيمة خاصة مع العجز الذي تعرفه الموازنة والاضطرابات الاقتصادية التي يعيشها البلد لاسيما انه ورغم ارتفاع الواردات الى مستوى قياسي سنويا إلا انها لا تفي بطلبات الشعب الجزائري، فإن تحدثنا فقط عن مادة الحليب فإن الجزائر تعرف عجزا ضخما في انتاج هذه المادة الحيوية نتيجة لاستثمار غير متكافئ رغم كون الجزائر تتبجح كثيرا باهتمامها بالمجال الفلاحي والزراعي إلا انها تضطر لإنفاق 600 مليون دولار سنويا لاستيراد هذه المادة وحدها لانخفاض انتاجها. ويؤكد باحثون جزائريون أن المخطط الانمائي الجزائري اذا استمر على النحو الحالي فهو يعد مخططا انتحاريا سيضرب توازن اللحمة الاجتماعية في الصميم مما يفسر الغضب الشعبي الكبير الذي تعرفه الجزائر منذ خامس يناير 2011 أو ما اسمي بثورة الزيت والسكر… حيث رفعت شعارات "البوليساريو وسلحتوه والشعب وجوعتوه"… على الشعب الجزائري إذن أن يفتح عينيه جيدا وعلى من يناهضون عودة بوتفليقة للحكم من بيننا، أن يعوا جيدا أن بوتفليقة منذ توليه الحكم أول مرة بعد عودته من الإمارات بطلب من دوائر السلطة للانتخابات الرئيسية لم يكن ومازال سوى "رئيس مستورد" كما وصفه الجزائريون آنذاك، فمن استطاع حينها أن يجعل كل المرشحين المنافسين له ينسحبون هو الجيش الذي دعمه لأنه كان بالنسبة له بيدقا رابحا سوف يحركونه فوق لوحة الشطرنج العسكري كما يريدون… وهو ذاته بوتفليقة الرئيس المستورد مع علة اكبر وتركيز اقل… فلتتركوا بوتفليقة في حاله… لربما هو ايضا يطلب ذلك!
Related posts: تقارير تحذر من تكرار سيناريو جبهة الانقاذ الجزائرية حال فوز مرشح اسلامى منافس لبوتفليقة الجزائر ضمن الدول العشر الأكثر اقتناء للأسلحة في العالم جهاديون أجانب يجندون الشباب المغاربي