قال محمد عبادي، الأمين العام لجماعة العدل والإحسان “المحظورة”، إن الواقع الذي تعيشه جماعته وأعضاؤها يثبت حقيقة استمرار النظام في حصارها، والتضييق عليها وإحصاء أنفاسها، وذلك خلال حوار مطول أجرته معه إحدى الجرائد الوطنية، تطرق فيه لعدة مواضيع تهم الحركة التي خلف الراحل عبد السلام ياسين على رأسها. دواع أمنية.. وأكد الأمين العام للعدل والإحسان، على أن عدم الإفصاح عن تفاصيل عملية انتخابه على رأس الجماعة، هو لدواع أمنية ووقائع تعيشها الجماعة وأعضاؤها باستمرار، مشيرا إلى كون النظام مازال يحاصر أعضاءها ويضيق عليهم، ويسعى لاستغلال أي معلومة عنها في تقييد حركتها ونشاطها، مستشهدا بالتوقيف الذي طال عددا من خطباء الجمعة فقط لأنهم دعوا للراحل عبد السلام ياسين، “الذي أجمع كل الفضلاء في الداخل والخارج على أنه مفخرة للأمة، مضيفا “نحن ليس لدينا ما نخفيه عن الرأي العام، لكننا نقدر التردي الحقوقي والسياسي الذي تعيشه البلاد، واستهداف المخزن لنا”. مدرسة للتغيير والعدل.. ونفى خليفة ياسين أن يكون مفهوم المشيخة بمعناها الصوفي واردا داخل الجماعة، مستشهدا بقول ياسين “نحن لسنا صوفية ولن نستطيع أن نكون كذلك، لأنهم ابتكروا قواعد للسلوك خاصة بهم ونحن نريد أن نرجع إلى السنة النبوية الصافية ومنهج الصحابة..”، مؤكدا على أن ما كان يجمع أعضاء الحركة بالراحل ليست علاقة مريدين بشيخ وإنما علاقة صحبة ومحبة واعتراف بمكانة الرجل وجهاده وعلمه، مشددا على أن المرشد الراحل كان “مدرسة” في الدعوة والتغيير لإقامة العدل في الأرض. منزه عن العبث.. عن كون عملية الانتخاب التي شهدتها الجماعة مجرد تسويق خارجي، قال الأمين العام، “إن عمل العقلاء منزه عن العبث، فالجماعة التي تأسست لمحاربة الاستبداد لا يمكن أن يقبل أعضاؤها بممارسته داخلها، فمشروعنا يقوم على محاربة الإستئثار بالسلطة دون إرادة الأمة التي لها الحق في اختيار من يقودها، مؤكدا أن الشورى هي عقيدة عند الجماعة وعبادة قبل أن تكون أسلوبا في التسيير، وممارستها في عرفهم هي تقرب إلى الله تعالى وليست تسويقا خارجيا”. ديمقراطية.. كما نفى الأمين العام الجديد، أن يكون موقف عبد السلام ياسين “السلبي” من الديمقراطية، ورأي نادية ياسين في النظام الجمهوري يشوش على عمل الجماعة، بالقول “لا وجود لأي تشويش، فموقف الأستاذ رحمه الله من الديمقراطية ليس سلبيا بالمطلق، فهو يقول بتبني آليات الديمقراطية، باعتبارها حكمة بشرية وإنتاج العقل لتدبير الاختلاف بين الناس، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها، مضيفا أن مأخذ الراحل الجوهري على الديمقراطية هو ليس من قبيل الكيف ولكن من قبيل المعنى، خاصة حين يسمح الإنسان لنفسه أن ينازع الله في تشريعه”. تداول على السلطة.. وأكد زعيم الحركة “المحظورة” على قبول جماعته للتداول على السلطة مع علمانيين، وقال” نحن ندعو الجميع إلى الإحتكام إلى صناديق اقتراع نزيهة وشفافة، ومن أفرزته هذه الصناديق نحفظ له حقه في امتلاك السلطة وتطبيق برنامجه، مضيفا “أن العديد من هذه الأحزاب، وإن كانت تتبنى إيديولوجيا مخالفة لما نراه، تجمعنا بها كثير من القواسم التي تهم الصالح العام وبناء دولة الحق والقانون، ونحن لا نعتبر الأحزاب السياسية كائنا غريبا عن مجتمعنا حتى نمارس في حقها الاقصاء”.