في هذه الظرفية الحرجة التي يشهد فيها المغرب حراكا شعبيا واسعا، عرف المشهد المغربي خلطة حزبية عجيبة لم يكن احد يتوقعها من متتبعي المشهد السياسي المغربي، حيث ضم هذا التحالف خليطا من اليمين والإسلاميين واليسار وأحزاب الإدارة. ليس لأن منطق التحالف بالمغرب لا يقبل مثل هذا الخلطة بل لأن أحزاب التحالف الرباعي ظلت تؤكد منذ إنشائها على أنها ستمسك بالتوجه اللبرالي للمضي قدما نحو التأسيس لسياسة الأقطاب الحزبية في أفق الدخول في حسابات الأمطار الأخيرة لنيل منصب رئيس الحكومة في ظل أول دستور في عهد محمد السادس. ويرى الأستاذ طارق أتلاتي أستاذ العلوم السياسية بان : "التحالف موجه بالأساس إلى الكتلة الديمقراطية والعائلة اليسارية، مستبعدا أن يكون حزب العدالة والتنمية مستهدفا بشكل مباشر من المرامي الحقيقة للثماني، لأن كل المؤشرات توحي بأنه سيبقى معزولا بعد ظهور الاستحقاقات المقبلة، وبالتالي فان الأخبار الرائجة حول وجود مشاورات بين إخوان بنكيران وأحزاب من الكتلة الديمقراطية من اجل عقد تحالف انتخابي، شيء لا تحتمله معالم الخريطة السياسية المغربية، وقيادة حزب الاستقلال لن تدفع مهما كانت الظروف في اتجاه إنشاء قطب بمعية العدالة والتنمية ". وأبرز في الأخير أنه: " لا يشك في اكتساح التحالف الثماني الانتخابات المقبلة " . واعتبر القيادي في حزب العدالة والتنمية مصطفى الرميد في تصريحات صحفية سابقة أن الأمر يتعلق بما أسماه " طبخة مخزنية جديدة لأحزاب تدور في فلك حزب الأصالة والمعاصرة " حزب صديق للملك . وتشير الكثير من الفرضيات إلى أن حزب التجمع الوطني للأحرار بزعامة صلاح الدين مزوار" يخوض حربا بالوكالة ضد إخوان بنكيران حزب المصبا ح" ، سيما أن موجة الاحتجاجات التي تقودها حركة 20 فبراير طالبت أكثر من مرة بحل حزب الأصالة والمعاصرة واستبعاده من الخريطة السياسية على اعتبار أنه حزب ولدمن رحم الإدارة المخزنية . وهذا التحالف يضم كلا من حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الحركة الشعبية وحزب الاتحاد الدستوري وحزب الأصالة والمعاصرة وحزب النهضة والفضيلة والحزب العمالي وحزب اليسار الأخضر المغربي وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية . لكن السؤال المطروح هو : ما هي الخلفيات الحقيقية التي تحكمت في تشكله ؟ ماهي الوسائل المسخرة الثانوية وراءه ؟ وهل تحالفهم سيكون له إضافة الى المشهد السياسي أم إساءة له ؟ وهل يستطيع إقناع الشعب لولوج صناديق الإقتراع في الاستحقاقات المقبلة .