لكل من يظن أن فريق الجمعية الرياضية السلاوية نزل إلى القسم الوطني الثاني بسبب الهزيمة أمام فريق حسنية أكادير في الدورة 30, أهدي لكم هذه القصة الرمزية المشهورة و التي عنوانها "أكلت يوم أكل الثور الأبيض". كان هناك ثلاثة ثيران ابيض واحمر واسود وكان هناك أسد يريد أن يفترسهم ولكنهم كانوا دائما مجتمعين متحدين مما اعجز الأسد عن غايته منهم وفي احد الأيام قال الأسد للثور الأحمر والأسود :ألا ترون أن الثور الأبيض خطر علينا جميعا لأنه يدل بلونه الأبيض علينا في الليل فان تركتماني آكله استرحنا من هذا الهم وأصبحنا في أمان من الصائدين فقالا له دونك فافعل به ما تشاء فافترسه وفي يوم آخر اختلى الأسد بالثور الأحمر وقال له إني لوني قريب من لونك والثور الأسود يدل علينا الصائدين في النهار فلو تركتني آكله استرحنا من هذا الهم وخلت الأرض لنا أنا وأنت فقال له دونك فكله فقتله وافترسه ثم بعد ذلك نظر إلى الثور الأحمر وقال له:من يمنعني الآن من أكلك فانتبه الثور الأحمر لحيلة الأسد في تفريقهم وكسر وحدتهم وعبثه بهم ولكن بعد فوات الأوان فصرخ قائلا : ألا إني أكلت يوم أكل الثور الأبيض. لقد كان واضحا أما أعيننا أن صعود الفريق للبطولة الإحترافية كان فيه خلل كبير من حيث الإعداد و الاستعداد, و استمر عادل التويجر (شبه الرئيس) يردد في كل المنابر أن المكتب لم تكن لديه نية الصعود و لكن جرت الرياح بما لا يشتهي الرئيس الفعلي عبد الرحمن شكري. فأي هدف يمكن أن يضعه فريق في القسم الثاني إن لم يكن الصعود إلى القسم الأول ؟. هي لم تكن مسألة رياح جرت, بل حجة يجهز بها المكتب المسير المتتبعين حتى يخفف على نفسه ضغط الجمهور من وقع صدمة النزول, و وراء هذا تقرير أدبي بدأ تحضيره يجب أن يكون إيجابيا لمرحة تجديد الثقة بالمكتب المسير, فلم يكن هناك إعداد و استغنى الفريق عن مدربه الكفء و استخدم مدربا لطالما عشنا معه الكبوات. لم نلحظ كل هذا و تركنا الثور الأبيض يأكل أمام أعيننا. بوادر النزول إلى القسم الثاني كانت واضحة حتى قبل صعود الفريق للبطولة الاحترافية, و استمر مسلسل الغش الخداع طوال 15 مباراة الأولى, و اهتم الفريق بتلميع صورة نجوم الفريق إعلاميا و نسي أداء الفريق - لغاية في جيوب هامان -, لينتهي الأمر بجمعية سلا في المركز الأخير ويصارع من أجل الصعود. هذا ملخص لمرة الذهاب, أما مرحلة الإياب فكانت أكبر مسرحية عشناها, ظهر فيها الفريق المنتفض و الطامح للبقاء و المدعوم من مسيريه بحفلات العشاء, فصفقنا و هللنا, و من خلف الستار أيادي تتلاعب ليعود الفريق إلى مقبرة القسم الثاني. فتركنا الثور الأسود يأكل أمام أعيننا. اكتفى خزنة أموال الفريق من صرفها على الفريق و حان الوقت ليقتسموا الغلة, و كان من الضروري العودة إلى الظل, فاستنفذوا الجهود لكسر طموح اللاعبين و تسهيل طريق القسم الثاني. في لقاء حسنية أكادير دخل جمعية سلا محتلا للمركز 13 برصيد 29 نقطة من 29 لقاء, و كان وضعه غير مريح بتاتا, لم يكن لقاء كأس ليكون فيه الإقصاء المباشر, بل هو اللقاء رقم 30 و كان أمام الفريق 29 مباراة قبله ليحصل على إحدى المراكز 10 المريحة, إلا أن الغاية كانت الإقصاء في اللقاء الأخير حتى يتحمل المدرب و اللاعبون المسؤولية كاملة و تخلو الأجواء. و فعلا استغل الفريق السوسي الوضع ليسعد جماهيره بفوز أخير, و يسعد تجار أحلام جمهور سلا –عن غير قصد - بالعودة إلى الظل حيث يحلوا لهم اللعب المحرم. فهل لقاء حسنية أكادير هو سبب النزول إلى القسم الثاني ؟ أم كان هذا اللقاء هو يوم أكل الثور الأحمر ؟ Share