المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا في مؤتمر الوايبو بالأردن تؤكدالتوظيف الاستيراتيجي للملكية الفكرية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية تشارك المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا في المؤتمر الذي تنظمه المنظمة العالمية للملكية الفكرية "الوايبو WIPO" بالتعاون مع حكومة المملكة الأردنية الهاشمية بالعاصمة عمان، خلال الفترة من 30 نوفمبر الماضي وحتى اليوم الخميس الموافق 4 ديسمبر الجاري، حول "التوظيف الاستيراتيجي لحقوق الملكية الفكرية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية". هذا ويعقد المؤتمر تحت رعاية معالي السيد نادر الذهبي، رئيس الوزراء بالمملكة الأردنية. وتشارك المؤسسة العربية بورقتين الأولى يقدمها المهندس عليا بالطليب مدير مكتب المؤسسة في تونس، والثانية يقدمها الدكتور وسام الربضي، مدير مكتب المؤسسة في الأردن. في هذا السياق، قال الدكتور عبد الله عبد العزيز النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا أن منظمة الوايبو منظمة عالمية تتمتع بمكانة دولية كبيرة لحماية حقوق الملكية الفكرية، ويعد هذا المؤتمر من المؤتمرات المهمة، لأنه يناقش على مدار 5 أيام توظيف البحث العلمي والتكنولوجي في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية. كما يركز المؤتمر على دور صانع القرار في اتخاذ القرارات اللازمة لحماية حقوق الملكية الفكرية في الدول المختلفة، وتأثير هذه السياسات على المجالات الاقتصادية صناعيا واستثماريا، خاصة وأن التوظيف الجيد للبحث العلمي والتكنولوجي في إطار حماية حقوق الملكية الفكرية يمكن أن يزيد من معدل الإنتاجية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لدى الدول التي توفر منظومة متماسكة ومرنة لحماية حقوق الملكية الفكرية، وفق نظام متوازن، يساعد على كيفية التعامل معها وتوظيفها لتحقيق التنمية المستدامة، وهي أهداف تعمل المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا علي تطبيقها في سياساتها. وتتعاون المؤسسة مع الوايبو في عدد من المشروعات، منها المشروع الذي تنفذه المؤسسة والخاص بنقل التكنولوجيا من الأكاديميات العربية إلى المجالات الصناعية والاستثمارية. أضاف الدكتور عبد الله النجار أن المؤتمر يكتسب كذلك أهميته من عدد الدول المشاركة فيه، حيث تشارك 19 دولة عربية في فعالياته هي: الإمارات العربية المتحدة، والجزائر، والبحرين، وجيبوتي، ومصر، والعراق، والكويت، ولبنان، وليبيا، والمغرب، وموريتانيا، وسلطنة عمان، والمملكة الأردنية الهاشمية، وقطر، والمملكة العربية السعودية، وسوريا، واليمن، وفلسطين. في سياق متصل، قال المهندس عليا بالطيب، مدير مكتب المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا بتونس، مدير مشروع نقل التكنولوجيا من المؤسسات الأكاديمية العربية إلى المجالات الصناعية والاستثمارية، أن الجلسة التي قدمها كانت عن ذات القضية، حيث أشار إلى أن المؤسسات الأكاديمية العربية، التي تتوفر لديها خاصة كثافة في عمليات البحث العلمي والتكنولوجي، وتنتج براءات اختراع، تفتقر إلى القدرات التسويقية والتمويلية لتحويل براءات الاختراع هذه إلى منتجات "سلع وخدمات" تكنولوجية أكثر تنافسية في الأسواق من حيث السعر والجودة. أضاف بالطيب أن المؤسسة العربية للعلوم والتنكنولوجيا تنفذ مشروعا عربيا وإقليميا كبيرا لنقل التكنولوجيا من الأكاديميات العربية للقطاعات الاقتصادية وتستعين في هذا المشروع بعدد من الخبراء العرب والأجانب، لمساعدة الأكاديميات العربية على التقييم الموضوعي لنتائج البحث العلمي التي توصلوا إليها، والقدرة على تسويقها وتوفير التمويل اللازم لها، لتتحول براءة الاختراع إلى منتج يلبي احتياجات كل من الاقتصاديات والمجتمعات العربية. من جانبه، تحدث الدكتور وسام الربضي، مدير مكتب المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ومدير برنامج خطط الأعمال والاستثمار في التكنولوجيا بالمؤسسة عن الورقة التي قدمها حول "دور البحث العلمي والتكنولوجي في تحقيق التنمية بالدول العربية". مشيرا إلى أن الأزمة المالية العالمية التي نعيشها كانت نتائج الاستثمار في مجالات اقتصادية لا ترتب أي قيمة مضافة، مثل أسواق المالية، ومن ثم يصبح الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية من المتطلبات التي تستحوذ على أهمية ضرورية، خاصة وأن ميزانيات البحث العلمي والتكنولوجي في الدول العربية فقيرة، ولا تتجاوز 0.02% من الناتج المحلي الإجمالي، في حين أن متوسط هذه النسبة في الدول النامية 1%، وفي الدول المتقدمة 2.5%. مضيفا أن المناخ غير المحفز وغير المشجع للبحث العلمي والتكنولوجي أدى بكثير من العلماء العرب إلى الهجرة للمجتمعات الغربية. كما أكد الربضي أهمية فتح قنوات التواصل بين الرأي العام وصانعي القرار من جهة والعلماء والباحثين العرب، وأهمية تركيز العلماء العرب على تلبي الاحتياجات الاقتصادية والمجتمعية في أبحاثهم، بجانب الأهمية الأكاديمية، خاصة وأنه في ظل اقتصاد ومجتمع المعرفة، أصبح من الحيوي توظيف البحث العلمي والتكنولوجي من أجل تأسيس شركات تكنولوجية واعدة، تجذب استثمارات جديدة، وتخلق فرص عمل، وتقدم حلول تكنولوجية لمنتجات أكثر تنافسية من حيث السعر والجودة. أوضح أن المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا من بين أنشطتها المتنوعة تنظيم ملتقى للاستثمار في التكنولوجيا، وسيعقد هذا الملتقي خلال النصف الأول من عام 2009، ليجمع ممثلي رأس المال والشركات العالمية من ناحية، والباحثين والعلماء العرب الذين يمكن الاستثمار في مشروعاتهم لتأسيس شركات تكنولوجية واعدة، تلبية الاحتياجات المجتمعية والاقتصادية وتحقق التنمية في مجتمعنا العربي.________________________________________________________________Arab Science and Technology Foundation - P.O. Box 27272 - Sharjah, U.A.ETel: + 971 6 5050551 Fax: + 971 6 5050553