في ظل المحاكمات التي عرفتها بلادنا بخصوص العديد من المنابر الإعلامية الوطنية، من ضمنها جريدة المساء التي أدينت مؤخرا من طرف محكمة الاستئناف بأداء غرامة مالية قدرها ستة ملايين درهم، و الذي يعد سبقا خطيرا في تاريخ المحاكمات الصحفية المغربية و العربية، هذا الحكم يؤكد بالملموس أن القضاء المغربي لا زال يستعان به في إسكات أصوات الصحفيين و تطويع الأقلام النزيهة الحرة و الشريفة، و لنا في كرونولوجيا الأحداث محاكمة "لوجورنال" و "تيل كيل" و "نيشان" و "الوطن الآن" و "المشعل" و "الأسبوع الصحفي" و "الأسبوعية الجديدة" "الأيام" و "الاتحاد الاشتراكي". و حتى الإعلام الالكتروني لم يسلم بدوره من المحاكمات، فقد تمت محاكمة المهندس فؤاد مرتضى والمدون محمد الراجي، بالإضافة إلى إغلاق مكتب قناة الجزيرة الفضائية و محاكمة مديرها حسن الراشدي، أما الصحافة الجهوية، فهي الحلقة الأضعف. الأمر الذي ينطبق أيضا على اضطهاد الصحافيين و إدانتهم و دفعهم للهجرة خارج أرض الوطن، (علي المرابط الذي سجن و منع من الكتابة لمدة عشر سنوات و الصحفي بو بكر الجامعي...) كما أن هناك عدة صحافيين أدخلوا إلى السجون بسبب مواقفهم في الدفاع عن الصحافة و حرية التعبير، أو تمت مضايقتهم و تسليط الرقابة على أقلامهم، على سبيل الذكر عميد الصحافيين المغاربة مصطفى العلوي و عبد الرحيم أريري و حرمة الله...و عليه فإن جمعية ماتقيش كرامتي ترى: أن السرعة التي يتم بها طبخ المحاكمات الصحفية يؤكد بالملموس الواضح أن الشعارات التي تردد و النداءات المحمولة عن العهد الجديد مجرد يافطة، و أن هناك جهات في مراكز القرار يزعجها هامش الحرية ببلادنا، حيث لا يهدأ لها بال حتى ترى عددا من المنابر الإعلامية قد تبددت أحلامها و تكسرت أقلامها و أغلقت مقراتها. و بناء على ما سبق ذكره فإننا في الجمعية، نعلن تضامنا مع جريدة المساء في محنتها و نعتبر أن الحكم الصادر في حقها حكما جائرا و قاسيا و غريبا و يعد بمثابة الإعدام لأحد المنابر الإعلامية الأكثر شعبية وطنيا. كما أننا نطالب و نناشد الهيئات الحقوقية و المنظمات و المجتمع المدني و باقي المنابر الإعلامية التضامن مع جريدة المساء، قبل أن ينطبق علينا القول المأثور "أكلت يوم أكل الثور الأبيض".