:عبدالرحيم اكريطي جماهير عدة توزعت بين الشبان والشابات والنساء والرجال والشيوخ والأطفال حضروا مساء يوم الاثنين الأخير وتجمعوا أمام باب العمارة التي عرفت وقوع جريمة شنعاء عندما أقدم زوج على ذبح زوجته وخنق ابنته الرضيعة التي لا يتعدى عمرها الأربعة أشهر. ظل الحضور ينتظر بشغف كبير إحضار عناصر الأمن الوطني للوحش الآدمي الذي بينه وبين العطف والحنان مسافة الأرض عن السماء بعدما اقترف عملا إجراميا في حق أقرب الناس إليه ألا وهو زوجته التي تظل تجمع الدريهمات من عملها المتعلق بصنعها لمادة الحريرة وبيعها للزبناء بالقرب من السوق الذي يشتغل فيه زوجها الجاني المقترف لجريمته في حقها وحق ابنتها الرضيعة. قبل إحضار الجاني إلى مسرح الجريمة لإعادة تمثيل جريمته البشعة،قامت عناصر الأمن الوطني والقوات المساعدة بعملية تنظيم وإحكام محيط مسرح الجريمة،بحيث إن أغلب الحاضرين كانوا ينتظرون فقط إلقاء نظرة على الوحش الآدمي مقترف الجريمتين لمعرفة صفاته وملامحه. بعد وقت وجيز ،حضرت عدد من سيارات الأمن الوطني محملة بعناصر الأمن بزييها المدني والرسمي لضرب حراسة مشددة على الجاني البالغ من العمر 34سنة،والذي يشتغل كبائع متجول للخضر والفواكه بسوق سيدي عبدالكريم بآسفي. نزل الجاني القصير القامة ذي بنية جسمانية قوية مكبل اليدين بالأصفاد،محاطا بعدد من عناصر الشرطة القضائية من بينهم رئيس الشرطة القضائية ومحمد دينار رئيس الفرقة الجنائية التابعة للشرطة القضائية بآسفي ونائب الوكيل العام للملك باستئنافية آسفي. صعد الجميع درج العمارة في اتجاه السطح الذي تتواجد به الغرفة التي يقطنها الجاني والتي لا تتعدى مساحتها الخمس أمتار مربعة،وبجانها مرحاض لا تتعدى مساحته مترا واحدا مربعا،هناك يقطن الجاني وزوجته الضحية وابنته الرضيعة الضحية هي الأخرى. الجاني ظل يعيد تمثيل جريمته النكراء ذلك المساء بدم بارد،وكان يتذكر مرة تلو أخرى كل المراحل التي اجتازها في عملية القتل هاته بدقة،بحيث أقدم قبل انطلاقة فعله الإجرامي هذا على تدخين سيجارة بمحاذاة الغرفة،بينما الزوجة الضحية وفلذة كبدها فكانتا وقتها غارقتين في نومها دون أن تدركا على أن نهايتهما قد اقتربت،وأن نهايتهما سوف لن تكون إلا على يدي أقرب الناس إليهما. ولج الجاني الغرفة دون أن يحدث صوتا،وهو متحوزا لسكين كبيرة،وكانت وجهته الرئيسية الزوجة التي أقدم على ذبحها من الوريد إلى الوريد،لكنه وأثناء عملية الذبح أحس بأن السكين غير حادة،ليستبدلها بأخرى كانت موضوعة داخل خزانة صغيرة بالغرفة،ثم قام بحمل الزوجة بعض الشيء بعدما ظلت المسكينة تصيح وتطلب النجدة،موجها لها العديد من الطعنات على مستوى جميع أنحاء جسدها،بينما الابنة الرضيعة المسكينة فقد استفاقت من نومها بعدما سمعت بكاء الأم وصياحها وبالضبط بعدما ضربتها الضحية الأم برجليها لحدة الطعنات الغادرة . مباشرة بعد انتهاء الجاني من قتل الزوجة التي تبلغ من العمر 41سنة،أثار انتباهه بكاء الرضيعة المسكينة التي دفعتها والدتها برجليها لحدة الألم وحرقة الموت،ليلتفت إليها موجها لها سهم الغدر هي الأخرى،مع العلم أنها طفلة بريئة ولا ذنب لها إن كانت هناك شبهات تحوم حول والدتها من طرف والدها. قام الجاني في أول وهلة بخنق الرضيعة بيديه،لكن قدر الله حال دون وفاتها بعدما بقيت حية ترزق،إلا أن بقاءها على قيد الحياة لم يرقه،ما جعله يحضر حبلا وبواسطته وبدون شفقة أو حنان أو رحمة شنقها به،لكن المسكينة بقيت حية،ليعاود الكرة مرة أخرى من خلال إحكامه للشنق بالحبل إلى أزهق روحها،إلا أنه وبالرغم من وفاتها فقد أحضر قطعة خشب وضغط بها على عنقها. انتهى الجاني من عمله الإجرامي هذا بعدما تلطخت يداه وملابسه بدماء الغدر،فكانت وجهته المرحاض من أجل غسل يديه لمسح معالم الجريمة،وفجأة رجع إلى الغرفة بعدما ظن أن الرضيعة مازالت على قيد الحياة،وحملها صوب المرحاض وقام بصب الماء عليها علها تستفيق،لكنه تأكد في آخر المطاف على أنها توفيت،ليعيدها إلى مكانها،وبعدها أقدم على استبدال ملابسه التي كانت ملطخة بالدماء بملابس أخرى. فالجاني قام بفعله الإجرامي هذا الذي ستكون عواقبه جد وخيمة في الساعات الأولى من صباح يوم السبت الأخير،وغادر المنزل مسرح الجريمة،تاركا زوجته المسكينة وابنته البريئة مضرجتين في دمائهما،وتوجه فكأن شيئا لم يقع صوب مكان عمله بسوق سيدي عبدالكريم. بعد وصوله إلى محله بالسوق،قام ببيع الميزان الذي بقي وحيدا في ممتلكاته،وتوجه بعد ذلك صوب شارع الرباط،ومن هذا الأخير اقتنى بذلة رياضية وهي البذلة التي مثل بها جريمته النكراء،وبعدها توجه صوب محل لبيع الخمور يتواجد بالقرب من محطة القطار اقتنى منه قارورة النبيذ الأحمر. تحوز قارورة الخمر واتجه صوب منطقة لاكورنيش المطلة مباشرة على مياه المحيط الأطلسي،وهناك احتسى كؤوسا من الخمر،لتراوده فكرة ضرورة التبليغ عن ما اقترفه. أنهى الجاني شرب الخمر،فكانت وجهته الأخيرة مقر الشرطة قصد وضع حد لهاته القضية،ليبلغ رجال الشرطة على أنه قد أزهق روح زوجته وروح ابنته الرضيعة. انتقلت على الفور عناصر الشرطة رفقته صوب مكان إقامته،وهناك تم بالفعل العثور على الجثتين ممددتين أرضا،ليتم نقلهما إلى مستودع الأموات التابع للجماعة الحضرية لآسفي،بينما الجاني فتم نقله إلى مخفر الشرطة القضائية،واستمعت إليه الفرقة الجنائية في محضر قانوني أكد فيه على أن إقدامه على فعله الإجرامي هذا جاء بسبب شكه في زوجته وبالضبط عندما كان في وقت سابق معتقلا بسببها،حيث أنجبت طفلا إبان تواجده في السجن أكد على أنه ليس من صلبه يدعى عبدالنبي والذي توفي نتيجة تعرضه لحروق خطيرة وهو في سنته الأولى،أما الرضيعة فسبب إقدامه على قتلها يأتي بالدرجة الأولى في كونه لا يرغب في أن تبقى ابنته حية ترزق في غياب والدتها،لذا قرر تصفيتها هي الأخرى،ما جعله دائم الشك فيها. هذا وقد مثل الجاني الذي لديه ابنة تبلغ من العمر ثمان سنوات والتي تعيش بمدينة البيضاء مع جدتها أمام أنظار الوكيل العام للملك باستئنافية آسفي بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.