توفي أخيرا " جاكي " أحد الأجانب الفرنسيين الذين اختاروا الإقامة و العيش بأسفي ، ولم تترد زوجته في إخبار السلطات المحلية ، من أجل الحصول على ترخيص لدفن شريك حياتها في جو من الأسى و الحزن ، لتتلقى جوابا بأن مسؤولا بالمكتب الصحي سيحل ببيتها لمعاينة جثة الميت . حضر التقني التابع لوزارة الصحة ، استقبلته بعينين دامعتين وقادته إلى الغرفة حيث يرقد زوجها ، يطلب منها مغادرة الغرفة ، وبعد دقائق.. يخرج و يسلمها شهادة وفاة عادية تخول لها الحق في دفن الزوج . شكرا سيدي رافقتك السلامة ، بهذه العبارة ودعت المسؤول و عيناها لا تكفان عن البكاء ، ودعته وهي لاتدري بعد ، أن من سلمها شهادة الوفاة قد سلب من عنق زوجها الميت قلادته الذهبية ،استحيت هي أن تزيلها لأنها تعلم جيدا أن تلك القلادة لم تفارق عنق حبيبها الراحل لمدة تزيد عن الثلاتين سنة ، أرادت أن تدفن معه ، رجعت لتتفحص جثة الزوج تصرخ ، القلادة ؟ لقد سرقها! ، نعم سرقها ، تتصل مباشرة بصاحب البيت الذي تكتريه و هو أحد أبناء مدينة أسفي يقيم بالديار الفرنسية ، أخبرته بما جرى ، أشار عليها بأن تسهر على مراسيم الذفن و تترك مسألة سرقة القلادة إلى ما بعد ذلك . وافقت و الغضب يتملك وجهها . بعد يومين حلت بالمكتب الصحي للبلدية لملاقاة من عاين جثة زوجها، تغلق باب المكتب و تقول له : أيها السارق أريد قلادة زوجي و أمامك بضع ساعات لتعيدها و إلا سأتصل بالشرطة ، تغادر دون أن تترك له فرصة الجواب . عادت إلى منزلها بعد ساعة و النصف يطرق الباب ، تفتح ، لم يكن الطارق سوى المسؤول" اللص " يسلمها القلادة و يطلب منها الصفح مخبرا اياها أنه لم يفهم حتى الآن لماذا اقدم على هذا الجرم . - انتظر السلسله هاهي وأين الصليب ؟ الصليب لقد أضعته بالدار البيضاء ، - حسنا سأمهلك أسبوعا لتعيده إلي و إلا سأبلغ عنك ،
مر الأسبوع لم يتصل السارق تتوجه إلى مقر عمله ، التقت بالطبيب الرئيس أخبرته بما فعل التقني ، تأسف الطبيب و قال لها إن المعني بالأمر في إجازة ، عادت أدراجها ، لكن الطبيب هاتفه ، ليعود في اليوم الموالي قاطعا عطلته و اتصل بها مباشرة و سلمها اخميسة ذهبية رفضت أخذها ، وقالت له أريد الصليب ، عرض عليها مبلغ 1000 درهم تعويضا عن الصليب ، رفضت رغم انها تعلم أن الصليب قد ضاع فعلا ، ليبدأ مسلسل التفاوض ، فهي تصر على التبليغ و هو خائف لأن إدانته ستفقده الاستفادة من التقاعد الذي سيحال عليه خلال سنة ، استغلت الظرفية وطلبت منه مبلغ 10000 درهم لتزيين قبر زوجها بالرخام ، في نفس الوقت كانت الزوجة تراسل أصدقائها من أجل أخذ رأيهم فيما حصل ..........
رسالة زوجة المتوفي لأصدقائها حول الواقعة
أخذت العشرة آلاف درهما ، زينت القبر بالرخام، و مرة اخرى تراسل أصدقائها لكن ليس من أجل طلب رأيهم ، بل لتريهم صورة عن جمالية قبر زوجها ، لكن حكمة الله كانت حاضرة على قبر رجل مسيحي ليتحول ثمن الصليب إلى صومعة على القبر . و هكذا شاء الله فقدر.