في سلوك غير مسبوق جنحت نقابة مجاهد المعروفة رسميا ب "النقابة الوطنية للصحافة المغربية" إلى منحدر خطير وكشفت عن آخر اختراع اهتدى إليه عباقرة العمل النقابي في العالم الثالثي. في لحظة "إبداع وتجل صوفي" ارتأت نقابة مجاهد أن تقلب الأدوار وتجعل من سلخ الصحافيين وجلدهم وبتر ألسنتهم بمقص "البيانات" وظيفتها الأساسية، بدل الدفاع عنهم. هذا ما حصل مع زميلتنا حنان بكور التي "اقترفت" ذنبا خطيرا تستحق عليه أن تعلق على مشانق نقابة مجاهد وصحبه. إن زميلتنا بكور ارتكبت جريمة خطيرة وهي حرية التعبير عن رأيها وعلى حائطها الفيسبوكي بكل حرية حول طلب نقابة مجاهد الحصول على مقر بفاس لفرعها هناك. ممن؟ من المجلس البلدي. عبرت الصحافية عن رأيها في الموضوع واعتبرته تسولا واستجداء من قبل النقابة المذكورة.وهذا حقها المفترض كإعلامية ومواطنة تنتمي إلى هذا القرن، لكن بكور لم تكن تعرف أنها اقتربت من موضوع تابو ألا وهو قول الرأي الشخصي الحر في نقابة مجاهد وطريقة اشتغالها، فكانت النتيجة " أن جاهدوا" فيها ببيان ناري قال فيها ما لم يقله مالك في الخمر ولا ابن حنبل في الهيروين. لقد نعتوها بكل ما نستحي من تكراره هنا. لقد وصل هذا الإطار النقابي الذي كان..إلى مرحلة الإفلاس بعد أن صار عاطلا تماما عن العمل لصالح الصحافيين ولم يجد غير شن حملة شعواء على صحافية شابة من هذا الجيل آمنت بحقها في التعبير بلا قيود ولا رقابة ذاتية، وبهذا تكون نقابة مجاهد قد تحولت إلى مقصلة نازلة بلا هوادة على رقاب الصحافيات والصحافيين، في سلوك يثير الشفقة والاستغراب والغثيان. تلافينا منذ البداية الصدام مع هذه النقابة حتى لا يقال إننا معاول هدم رغم ما لحقنا من قبل مجموعة متنفذة داخلها من كيد وتسبب في تهميش رسمي وشبه رسمي في حقنا. وصبرنا. لكن ان يصل الأمر إلى حد التشهير بالزملاء وقذفهم والتهجم عليهم إرضاء ل"السيد النقيب وحرمه" فهذا والله لن يمر. وعليه نعلن للرأي العام الوطني ما يلي: نعتبر أن الحق في التعبير بالمغرب مكسب لا تراجع عنه، سيما في قطاع الصحافة والإعلام. نعتبر أن من حق الزميلة حنان بكور أن تعبر بالوسيلة التي تراها عن رأيها، مادام رأيا لم يسب ولم يلعن أحدا نعتبر أن نقابة مجاهد ليست مقدسة ولا من يقودها وبالتالي فهذه النقابة مثل نقابتنا تماما عرضة للنقد، الذي نرحب به ويغيض غيرنا نرفض اسلوب اصدار البيانات في حق الزملاء وتخويفهم من أجل تدجينهم وترهيبهم كما نرفض جملة وتفصيلا اللغة التي استعملت في حق زميلتنا بكور وندعو من صاغوه إلى سحبه والاعتذار للضحية نستغرب الخلط الغريب بين الشأن النقابي والشأن العائلي، فأن يصدر بيان ارعن في حق زميلة ارضاء ل"حرم الزعيم" التي اشتشاطت غضبا من رأي صحافية في نقابة يفترض أنها "وطنية" و لصحافيين "مغاربة"، أن يصدر بهذا الشكل ولهذا الغرض، معناه أن الوقت حان كي نقرأ الفاتحة على العمل النقابي بالمعنى الذي يعرفه به العالم المتحضر. ندعو يونس مجاهد شخصيا لتحمل مسؤولياته في ما لحق الزميلة حنان بكور من ضرر معنوي خطير نرفض المن الذي تحدث عنه صائغو البيان إياه كونهم "وقفوا" معها وحلوا مشكلتها المهنية حين تعرضها للطرد،ونقول لهم إن الأصل أن هذا واجب لأية نقابة وليس منة على الناس.إن لم يكن هذا هو رسالة النقابة الحقيقية فما مبرر دعمها سنويا بميزانية سمينة من جيوب أبناء الشعب؟؟ نعتبر أن ما لحق بالزميلة حنان بكور لحق نقابتنا أيضا، ولذلك فلن ندع هذا العبث يمر دون فعل وليس رد فعل أحمد الجلالي