بقلم:عبدالرحيم اكريطي"رئيس منتدى الصحافة الجهوية دكالة عبدة" كارثة حقيقية تلك التي وصل إليها مستشفى محمد الخامس بآسفي منذ عدة شهور من خلال الخدمات الصحية جد المتدنية المقدمة لزواره وانتشار الفوضى داخل هذا المرفق العمومي الذي في كل مرة وحين يكون محط احتجاجات العديد من المواطنين والمواطنات والجمعيات الحقوقية،بحيث أصبج قسم المستعجلات بهذا المستشفى باعتباره القلب النابض شبيه بالحظيرة كون زواره يتكدسون لساعات طوال أمام مكتب الطبيب المداوم الوحيد بالرغم من العدد الهائل لزواره ووسط ممراته في غياب تنظيم داخله،وهو ما يرفع من حدة المشادات الكلامية بين المرضى بأنفسهم وبينهم وبين حراس الأمن الخاص وبينهم وبين الأطباء وبينهم وبين الممرضين،ناهيك عن الاختلاط بين الجنسين في قاعة المستعجلات حيث يصعب على النزيل أو النزيلة نزع الملابس بها أو تغييرها،إضافة إلى حالة المرحاض الوحيد المتواجد بهذا القسم الذي اسودت أرضيته بسبب الأوساخ والميكروبات وانبعاث على طول النهار والليل رائحة منه جد كريهة وهو ما يسهل انتقال الميكروبات والجراثيم وسط الزوار،ثم الغياب الملحوظ للأدوية التي تجعل المواطن أو المريض ولو كان في حالة استعجالية مضطرا إلى اقتناءها من خارج المستشفى ومنها على الخصوص"ليسورانغ". إن ما يقع في الوقت الراهن بمستشفى محمد الخامس بآسفي يندى له الجبين وتطرح بشأنه العديد من الاستفسارات والأسئلة الموجهة بالدرجة الأولى إلى الجهات المسؤولة مركزيا التي ترفض رفضا باتا التدخل لعودة السكة بهذا المرفق إلى مسارها الصحيح،ذلك أن مسؤولين تعاقبوا على تسيير هذا المرفق وجدوا أنفسهم وسط لوبي خطير جعلهم يعجلون بالرحيل من خلال تقديمهم لإعفاءاتهم وبالضبط مدراء هاته المؤسسة التي تعيش في الوقت الراهن بدون مدير وبدون مقتصد الذي وجد هذا الأخير نفسه مضطرا مؤخرا إلى تقديم طلب إعفاءه من هاته المهمة عندما أرهق بالاشغال في غياب مساعدة من قبل الجهات المسؤولة وهو الإعفاء الذي ظهرت عواقبه السلبية بشكل واضح كون المرضى في القريب العاجل سيكونون محرومون من التغذية ذلك أن عدد من المزودين وجدوا أنفسهم أمام مأزق حقيقي في غياب انعدام الميزانية لمدة سنتين متتاليتين،حيث كان المقتصد الذي تقدم بإعفاءه يتدخل في أي وقت من الأوقات لثني هؤلاء المزودين عن التوقف عن تزويد المستشفى بالتغذية،ثم طلب الإعفاء الذي لم يبت فيه بعد من قبل المصالح المركزية والمقدم من طرف المندوب الإقليمي للصحة بآسفي والذي كان من المنتظر أن يبت فيه أثناء الزيارة التي كان يعتزم الكاتب العام للوزارة القيام بها للمستشفى مؤخرا وتم تأجيلها في آخر لحظة،ناهيك عن الوضعية التي تعرفها مجمل هاته الأقسام منها ارتفاع عدد الموتى بقسمي الأطفال والولادة،ثم مشكل الكم الكبير من المرضى الذين يتوافدون على قسم المستعجلات في حالة تسربات الغازات الملوثة من كيماويات المغرب التي تسبب ضيقا في التنفس،وهو ما يجعل أغلب ساكنة المدينة تعاني من مرض الربو. كل هاته المشاكل عجلت بإقدام كل من النقابتين الوطنيتن للصحة التابعتين لكل من"ك.د.ش" و"ف.د.ش"على إصدار بيان مشترك سجلتا فيه غياب إرادة حقيقية للإصلاح من طرف وزارة الصحة مما نتج عنه انتقالات وطلب إعفاءات للعديد من المسؤولين المحليين والإقليميين بعدما تبين لهم أن حجم الاختلالات والتجاوزات أصبح عائقا حقيقيا وملموسا أمام الإصلاح الذي ينشده الجميع،واستنكرتا تماطل الوزارة في ملء الفراغ الإداري وعدم رغبتها في إيجاد حل جدري للمشاكل التي يتخبط فيها القطاع،علما أن المركز الاستشفائي الجهوي محمد الخامس بآسفي يعاني من غياب مدير ورؤساء الأقطاب،وشجبتا غياب المدير الجهوي عن الساحة الصحية وتهربه من إيجاد الحلول للمشاكل المطروحة في الساحة الصحية،ويتجلى هذا في عدم تعاونه مع المندوب الإقليمي الحالي الذي أبدى موقفا إيجابيا لخدمة القطاع،وأدانت النقابتان الممارسات البيروقراطية وغياب التدبير التشاركي لمسؤولة قطب العلاجات التمريضية وهو ما يعطل الخدمة العمومية،مطالبتان بصرف المستحقات بالنسبة للحراسة والإلزامية للعاملين بالمركز الاستشفائي الجهوي محمد الخامس منذ سنة 2010 لكل الفئات،وضرورة بعث لجنة افتحاص مالي محايدة "المجلس الأعلى للحسابات "للوقوف على حقيقة الاختلالات بالإقليم.