* وجدت جميع الأبواب موصدة في بلدي في الوقت الذي يتم استقبالي في بلدي الثاني الهند رفقة نجوم بوليود * مهرجان مراكش في نسخته الحالية لهذه السنة ، رغم ما له وما عليه ، يحتاج إلى إعادة النظر .. * إن المسؤولين بنوا أحواضا للسينما ( ورزازات على سبيل المثال ) دون خلق أسماك للسباحة حاورها مراد بلمودن بمناسبة مرور قرن من الزمن على ميلاد السينما الهندية التي كانت ميزة المهرجان الدولي للفيلم في نسخته الثانية عشرة بمراكش ، وفي اتصال مع زارا ميراني ابنة مدينة أسفي التي حضرت طقوس هذا التكريم باعتبارها درست السينما الهندية وتخرجت في )Anupam Kherفنون الأداء والرقص الهندي من مدرسة النجم الهندي الشهير ( بمومباي . ضمن هذا الإطار طرحنا عليها الأسئلة التالية : بطاقة تعريف : فاطمة الزهراء ميراني المعروفة في المجال الفني ب " زارا " ، تخىجت من خريجة معهد أنوبام خير للسينما وفنون الأداء والرقص الهندي بمدينة مومباي، حائزة على الجائزة الأولى في مسابقة شاروخان في الرقص التعبيري، وشاركت فاطمة الزهراء في دور البطلة في مسرحية الأم غانداري باللغة الهندية تحت إشراف النجم أنوبام خير كما شاركت في مسلسل دوار الواد الإذاعي ومجموعة من الأعمال المسرحية المغربية . - أولا ... مرحبا بزارا ... نود منك لو سمحت أن نتعرف على تواجدك ضمن فاعليات هذا المهرجان الدولي الذي تميز هذه السنة بتكريم السينما الهندية ؟ شكرا لك أخي مراد ولجميع القراء ... أولا لابد من التذكير بأن حضوري ضمن هذا المهرجان لم يكن صدفة وإنما كان حبا وعشقا للسينما بشكل عام . لقد ناضلت بعصامية يمكن اعتبارها مغامرة أو ضربا من باب المستحيل بالنسبة لفتاة في عقدها العشرين تشد الرحال بمفردها إلى بلد أسيوي لتدرس السينماوفنون الأداء والرقص وليس معي سوى إرادتي وعزيمتي واللغة الهندية التي تعلمتها منذ الصغر ... تواجدي إذن كان إصرارا مني وبتشجيع من والدي ووالدتي رغم الإكراهات التي سأوضحها فيما بعد . - هل لنا أن نتعرف على بعضها ؟ أولا لقد سبق لي أن راسلت إدارة المهرجان بمراكش في مناسبة سابقة حضرفيها نجوم السينما الهندية لأشرف بلدي باعتباري أحمل دبلوما متخصصا في السينما وفنون الأداء من مومباي وبكوني أتقن اللغة الهندية إلى جانب اللغة الإنجليزية بطلاقة لكن مع كامل الأسف وجدت جميع الأبواب موصدة وكأنني غريبة في بلدي في الوقت الذي يتم استقبالي في بلدي الثاني الهند بترحاب كبير رفقة نجوم بوليود . كما حاولت هذه السنة أن أعيد نفس التجربة عبر قنوات أخرى لكن دون جدوى . - وكيف تمكنت من اقتحام هذا المحظور وشاهدناك وأنت رفقة نجوم بوليود بمراكش ؟
يا أخي مراد ... لا تنسى أنه ما زال في بلادي أناس رغم قلتهم يؤمنون بالكفاءات وأخص هنا بالذكر والتنويه الصحفي الجليل بالإذاعة الوطنية الزميل السي سميرالريسوني الذي شجعني كثيرا وأمد لي يد العون والمساعدة لإيمانه بالشباب إلى جانب رشيد الصباحي الصحفي المخضرم ومحمد بحيري . بفضل هؤلاء وبفضل والدي الذي يعشق الفن أجلت سفري إلى الهند لأتواجد بمراكش . - ماهو تقييمك كفنانة مغربية شدت الرحال إلى بلد المهاتما لتنكب على دراسة السينما الهندية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش ؟ أولا لابد من التأشير على أن السينما بصفة عامة هي مرآة المجتمع وصناعتها تحتاج إلى الدراسة والتكوين ... فالمجتمع الذي يحتقر هذا الفن مجتمع بدون هوية وبدون مقومات ... وقد يتساءل الكثير من الناس لماذا تغزو السينما الهندية وجدان وعقول المغاربة ... هل لأنها تحمل في خطابها بعض مقوماتالثقافة الروحية والأخلاقية لمكونات مجتمعنا ؟ أنا شخصيا أميل إلى الجواب بالنفي لأنني كنت طالبة مغربية بالهند رفقة طلبة آخرين أصبحوا أصدقاء لي فيما بعد رغم فارق اللغة والدين جاؤوا من ألمانيا وفرنسا واليابان لدراسة السينما الهندية نظرا لجدارتها ومكانتها العالمية .من هنا أفتح القوسين للتساؤل حول واقع الإنتاج السينمائي ببلادنا الذي ظل رهين وجوه مكرورة ومملة ، حيث أضحت الهجرة إلى السينما المغربية من طرف البعض مجرد ريع لا أقل ولا أكثر .فمهرجان مراكش في نسخته الحالية لهذه السنة ، رغم ما له وما عليه ، يحتاج إلى إعادة النظر ... - كيف ذلك ؟ أولا يجب الانفتاح على الشباب والكفاءات ، لأن هذه المرتكزات هي مستقبل الإبداع والقوة إذا أردنا للسينما المغربية أن تتقدم ، وأن نهتم بالتكوين والتكوين المستمر حتى على مستوى البلانين والتنظيم ، وأن يتم إنشاء معاهد..عليا لدراسة الفن السابع ... فالمفارقة في بلدي هو أن المسؤولين بنوا أحواضا للسينما ( ورزازات على سبيل المثال ) دون خلق أسماك للسباحة في هذهالأحواض . أضف إلى ذلك أخي مراد هذه الواقعة التي عشتها في مراكش عندما أدليت لإدارة المهرجان بدبلوم تخصص في السينما الهندية من مومباي مكتوب باللغة الإنجليزية قصد طلب استلام بادج ، ولكم ضحكت بمرارة عندما لم تتمكن إحدى المسؤولات من قراءة هذا الدبلوم . سؤال يبقى مطروحا أمام إدارة هذا المهرجان وأمام مدينة تختزل كل الثقافات . فإلى أين تسير السينما إذن في ظل هذه العقليات ؟ سؤال ستبقى ظلاله تلاحقني أينما حللت وارتحلت ....