آسفي اليوم :عبدالرحيم اكريطي كانت سرقة جزء من مدفع نحاسي تابع لمندوبية الثقافة بآسفي النقطة التي أفاضت الكأس عندما انتقل الموقع إلى المندوبية قصد الحصول على بعض المعلومات من المندوب الإقليمي للثقافة بإقليمآسفي بدار السلطان،بحيث إنه وبعد ولوجنا إلى هذه الأخيرة عاينا المندوب وهو منهمكا في إعطاء شروحات لوفد رسمي كان يقوم بزيارة للمتحف التي يتواجد بداخل مقر المندوبية وهو ما جعلنا نتساءل عن دور المحافظ الذي من المفروض أن يكون رفقة الوفد لكن فوجئنا بعدم وجود محافظ بالمندوبية،وأن هاته المهمة يقوم بها مندوب الثقافة. انتظر الموقع المندوب الأستاذ الباحث محمد الخراز ابن مدينة آسفي إلى حين انتهاءه،ومباشرة بعدها طلبنا منه تزويدنا ببعض المعلومات تلك المتعلقة بالسرقة التي تعرض لها جزء من مدفع،ولم يبخل المندوب في تزويدنا بجميع المعلومات شريطة التوجه رفقته إلى مسرح الجريمة على متن سيارة المصلحة.كانت المفاجئة كبيرة عندما امتطينا سيارة المصلحة"إم روج"، إنها السيارة الوحيدة ذات نوع "أونو" التي انقرضت منذ مدة من لائحة السيارات المستعلمة من لدن جميع رؤساء المصالح الخارجية بإقليمآسفي،بل الأكثر من هذا أنها سيارة مهترئة أكل الدهر عليها وشرب مع العلم أن المندوب يستعملها حتى للتنقل إلى إقليماليوسفية لكونه يشرف أيضا على تدبير الشأن الثقافي بهذا الإقليم، ويستعملها أيضا بصفته أستاذا باحثا للتنقل إلى بعض الأمكنة التي تحتضن محاضرات وندوات يكون في غالبا الأحيان محاضرا فيها. وصلنا إلى مسرح الجريمة،فكانت المفاجئة كبيرة مرة أخرى عندما وجدنا أحد الأعوان يحمل مطرقة وبعض المسامير يقوم بعلمية ترميم الباب الذي كسره سارق أو سارقي الجزء من المدفع النحاسي،لنطرح عليه سؤالا عن الجهة التي خصصت هذه المسامير البسيطة بوسائل بدائية فكان الجواب مفاجئا مرة أخرى عندما أخبرنا على أن الوزارة لم تخصص دعما منذ مدة للمندوبية، وأن هاته المسامير والباب وعملية الترميم ما هي إلا مساعدة والتي جاءت بعد اتصال أجراه المندوب مع أحد المقاولين باعتباره صديقا له مع العلم أن هذه المهمة من اختصاص مفتش المباني التاريخية الذي يقوم أيضا المندوب بمهمته،لنتيقن في آخر المطاف على أن التهميش واللامبالاة لا تنحصران فقط على المآثر التاريخية بالإقليم بل تطال أيضا المندوبية بنفسها.