عبادة عبد الصادق يعتبر قطاع الصيد البحري وخصوصا الساحلي مجالا حيويا مهما داخل مدينة آسفي,فهو إلى جانب كونه موردا اقتصاديا محليا, يساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني ,ويشغل يدا عاملة كبيرة لارتباطه من جهة بعمال البحر ,ومن جهة أخرى بعمال معامل التصبير ومن جهة ثالثة بعمال النقل داخل الميناء وخارجه وكمٍّ هائل من اليد العاملة في مجالات متعددة ,حيث يمكن أن نقول إن آسفي كانت من المدن الأولى في المغرب التي بنت اقتصادها وريادته قبل الفوسفات على الصيد البحري ,خصوصا صيد السردين ,نظرا لتوفرها في لحظة زمنية محددة على أسطول كبير ومعامل التصبير فاقت المائة ورغم أن العمل حينها كان موسميا إلا أن المشتغلين بهدا القطاع كانوا يُعتَبَرون من ركائز المدينة وطبقتها المتوسطة رغم أنهم عمال كادحون . واليوم يعاني القطاع ويلات لا حصر لها ,فغياب العصرنة واندثار أهم وحدات التصبير وغياب أهم مكونات الأسطول فقد تراجع هدا القطاع تراجعا كبيرا رغم انه يشتعل الآن وطيلة السنة ,حيث أصبح العامل البحري يتقاضى أجرة لا تكفيه في حاجياته وحاجيات أبنائه اليومية هذا دون أن نتحدث عن الضمان الاجتماعي والتقاعد واقتطاعاته والتغطية الصحية وفي آخر الأمر أجرة زهيدة لا تسمن ولا تغني من جوع .إن الواقع المزري الذي يعيشه عمال البحر المرتبطون بالصيد الساحلي يستحق أكثر من وقفة ، إنها حياة مُحرِقة بين مطرقة الحاجيات اليومية وغلاء المعيشة وسندا الواقع المر الذي لا يرحم ،فمن ينتبه إلى هذه الفئة من الساكنة التي تساهم بشكل كير في الاقتصاد المحلي والوطني ولا تستفيد ، حيث تعيش على الهامش؟