في إطار الاهتمام بالشأن الأييري قررنا في هذه الورقة الحديث عن بعض النقط التي تتعلق بمسألة التنمية المحلية، كما سنحاول تقديم قراءة بسيطة لكل نقطة على حدة مع العمل على اقتراح بعض الإجراءات التي من شأنها تجاوز العراقيل التي تعيق مسار قطار التنمية بمنطقة أيير بأسفي ، و بهذا يكون الهدف الأسمى من وراء هذه المساهمة خلق نقاش بناء و هادف بين جميع الفاعلين حول سؤال التنمية بالمنطقة. خدمات صحية ضعيفة إن المتأمل للخدمات الصحية بمنطقة أيير سيتوصل لا محالة إلى ملاحظة أساسية مفادها أن هذه الخدمات لا ترقى إلى المستوى المطلوب، فعدد الساكنة يتجاوز 24 ألف نسمة موزعة على 38 تجمعا سكنيا، في حين أن المنطقة لا تتوفر إلا على مركز صحي واحد أسس مند سنة 1988 ولا يحتوي على التجهيزات الضرورية ولا على دار الولادة، أما الطاقم الطبي فلا يضم إلا طبيب وممرضتين. فكيف يعقل أن تخصص وزارة الصحة لهذا العدد من السكان طبيبا واحد ومركزا صحيا لن ولم يستطع يوما تلبية طلبات الأييريين المتزايدة، لذا وجب إعادة النظر في المسالة الصحية بأيير بمايلي : ● تجهيز المركز الصحي بالآليات الضرورية. ● خلق مراكز صحية أخرى بالمنطقة باعتماد مقاربة القرب وتجهيزها بالمعدات الطبية اللازمة كأجهزة الكشف و غيرها. ● التسريع بخلق دار الولادة بالمنطقة التي تسجل ما يفوق 600 حالة ولادة سنويا خصوصا وأن البعد عن المستشفى الإقليمي لأسفي قد يؤثر على الحالة الصحية للحوامل والأجنة، وكان البرلماني مبارك الفارسي قد وجه إلى وزيرة الصحة سؤال كتابي حول ضعف الخدمات الطبية بأيير لكن الوزارة لم تتدخل إلى حد الآن. ● توفير الأدوية للساكنة بدون حسابات واعتماد مبدأ المساواة أمام الخدمات الصحية. ● تخليق المركز الصحي وذلك بتحسين طريقة التعامل مع الساكنة. ● التعامل و التكفل بالحالات التي ترتاد المركز الصحي دون " تصديرها" إلى مراكز صحية أخرى كما وقع في بداية أبريل الفارط حيث تمت إحالة فتاة تسكن بدوار " ايبودة " كانت تعرضت للسعة عقرب على مركز الوالدية الصحي انتشار البناء العشوائي يعتبر ملف التعمير من الملفات الحساسة بالمنطقة، فالسكن العشوائي ينتشر بالمنطقة انتشار النار في الهشيم مما يتيح الفرصة لأخد رشاوى مقابل غض الطرف كما هو الحال بمركز العكارطة، لذا بات من الضروري إيجاد حل جدري ونهائي لمشكل تصاميم البناء و تسهيل عملية الحصول عليها. الحديث عن التعليم يقودنا إلى الحديث عن مجموعة من الإكراهات تعيق استمرارية وجودة الفعل التربوي، و للرقي بالشأن التربوي و جب: ● الإنزال الفوري لمشروع الثانوية التاهيلية بأيير، فنواة الثانوية التي دشنت بدايتها بالثانوية الإعدادية الفارابي بالعكارطة لتخصص لها فيما بعد قاعات بمركزية مجموعة مدارس العكارطة تعاني من غياب البنيات التحتية اللازمة كمختبر التجارب العلمية والملاعب الرياضية، ومتطلبات أخرى قد تعيق لا محالة الصيرورة الجيدة للعملية التعليمية التعلمية. ● التفكير في خلق فرعيات للمركزيات المتواجدة بالمنطقة وذلك لهدف تقريب المدرسة من التلميذ وكذا التخفيف من نسب الهدر المدرسي. ● العمل على تعميم الاستفادة من الكهرباء والماء للمؤسسات التعليمية بالمنطقة. ● تجهيز المؤسسات بوسائل العمل التربوية وقاعات متعددة الوسائط. ● تعرف أيير خصاصا في الأطر التعليمية ٬خصوصا بالابتدائي٬ وبعض الممارسات اللامعقولة لبعض الأساتذة والمتمثلة في الغياب أحيانا عن العمل، للإشارة فهذه الحالات تسجلها مدارس المناطق المعزولة نسبيا بأيير، لذا من الضروري سد الخصاص الحاصل في الأطر و ردع تصرفات بعض العاملين في القطاع بالمنطقة. الأنشطة الجمعوية موسمية لم تشكل أيير استثناءا للحراك الجمعوي الذي عرفه المجتمع المدني المغربي في السنوات الأخيرة٬ فعدد الجمعيات بالمنطقة يتجاوز حاليا العشرين إلا أن الأنشطة تتسم بالقلة و الموسمية. ولكي لا تفوتنا الفرصة هذه بعض الأفكار للارتقاء بالعمل الجمعوي. ● تشجيع وتسهيل ميلاد الجمعيات. ● تشجيع الجمعيات التي تقوم بأنشطة في مجالات مهمة كالصحة و التعليم الأولي. ● توسيع مبادرات التعليم الأولي لكي تشمل كافة تراب المنطقة. ● تنظيم ورشات بيئية والتحسيس بأهمية المحافظة على البيئة. ● خلق أيام تواصلية بين الساكنة والجمعيات وتوعية الشباب بأهمية العمل الجمعوي. ● إعادة النظر في مسألة الإعلان عن الأنشطة. ● تشجيع أصحاب المبادرات على الانخراط بالجمعيات. ● تخليص العمل الجمعوي من أي حسابات قد تفقده معناه. ● التفكير في تأسيس شبكة جمعوية تضم الجمعيات الأييرية من أجل توحيد الرؤى والاستفادة المتبادلة. ● الانخراط بفدرالية الجمعيات بأسفي لهدف تبادل التجارب مع الجمعيات التي تؤثث المشهد الجمعوي بإقليم أسفي. أغياب الأنشطة رياضية إن التحليل البسيط لأداء المجالس الجماعية التي تعاقبت على الجهة يقود إلى الجزم بأن الأنشطة الرياضية والثقافية كادت تكون منعدمة نظرا لغياب وعي سواء لدى الفاعلين السياسيين و الجمعويين بأهمية هذه الأنشطة وتأثيرها على الشباب، ولتجاوز هذا الوضع نقترح : ● تنظيم أنشطة رياضية بشراكة مع جمعية الجهات المختصة بالجماعة وجمعيات المجتمع المدني. ● بناء ملاعب كروية خصوصا أن موقع الملعب الذي بني بمساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية يوجد في مبعد عن الشباب. ● التفكير في خلق مركب رياضي بالمنطقة من أجل تشجيع الاهتمام بالرياضة. ● تأسيس فريق كروي لأيير لتمثيل الجهة أسوة بمبادرة بعض المجالس الجماعية بالمغرب. ● فتح واستغلال دار الشباب. ● تنظيم أنشطة ثقافية (أيام ثقافية، مسابقات أدبية، ندوات) بمبادرة من المجلس الجماعي أو الجمعيات. ● تشجيع التلاميذ والطلبة على الجد والبحث والابتكار. ترميم قصبة أيير و التحسيس بقيمتها الحضارية تعد قصبة أيير من المآثر التاريخية العريقة بجهة دكالة عبدة و التي صنفت في 2 دجنبر 1953 ضمن المواقع الأثرية، و رغم صعوبة تحديد تاريخ تأسيسها إلا أنها تحفل بتاريخ مجيد٬ لذا كان من الضروري التفكير في ترميم و صيانة هذه اللؤلؤة النفيسة - كما يصفها الباحث كريدية إبراهيم في أحد أعماله- و ذلك بتفعيل اتفاقية الشراكة التي تم توقيعها بين مندوبية التفافة وجماعة أيير منذ 2001 ، علاوة على تحسيس التلاميذ والطلاب و كافة الأييريين بأهمية هذه القصبة التاريخية عن طريق تنظيم خرجات استطلاعية و ندوات لتجاوز الجهل بالقيمة الحضارية والتاريخية و السياحية لقصبة أيير المشهورة.