يدخل فريق أولمبيك آسفي غمار الموسم الكروي الجديد وكله عزم على محو الصورة الباهتة التي رسمها خلال منافسات الموسم الفارط والتي خيبت آمال جماهيره العريضة وكادت تفقده مكانته بقسم الصفوة الذي عانقه بعد 57 سنة من الغياب. فقد عانى الفريق المسفيوي على امتداد الموسم الفارط من تدبدب في النتائج ومن عدم الاستقرارا على مستوى الادارة التقنية الشيئ الذي كلفه خوض صراع مضني من أجل البقاء الى آخر نفس من البطولة لينهي الفريق الموسم في المرتبة 13 برصيد 32 نقطة . الظهور الباهت للفريق في بطولة الموسم الماضي كان إفرازا لعدة عوامل من ضمنها الانطلاقة المتعثرة التي حصد فيها الفريق اربعة هزائم متتالية ثم المغادرة المفاجئة للمدرب عزيز العامري، وتعويضه بمساعده نورالدين لكنيزي الذي خانته التجربة ليلجأ الفريق بعد ذلك الى خدمات المدرب المخضرم الأوكراني يوري سباستيانكو الذي حاول ترميم اوراق الفريق ووضعه على السكة الصحيحة . واذا كانت مرحلة المدرب يوري قد عرفت تحقيق بعض النتائج الايجابية التي اعادت شيئا من التوازن للفريق ، فإنها مالبثت ان تراجعت في بداية دورات الإياب لإصابة بعض لاعبيه كأمين الكرمة والسنغالي ماخيطي، ولحرمان الفريق من اللعب بميدانه عدة مباريات بسبب توقف ملعب المسيرة الناتج عن أحداث الشغب التي عرفها ضد كل من اتحاد الخميسات والكوكب المراكشي، الشيء الذي دفع المكتب الى إقالة المدرب الأوكراني وتعويضه بالمدرب السويسري آلان غيغار الذي اجتاز امتحان البقاء بنجاح.في ظل هذه الأجواء ، التي طالت ارتداداتها الطاقم المسير للفريق الذي فجر في شخص رئيسه مفاجئة من العيار الثقيل بإعلانه الاستقالة من مهامه قبيل ايام من انطلاق الدوري قبل ان يعدل عنها امام الاصرار الكبير لكل مكونات الفريق، تمخر سفينة الاولمبيك عباب الموسم الحالي بربانها السوسيسري وبطاقم تسييري لم تكتمل تشكيلته بعد وبتركيبة بشرية عرفت الكثير من التغيير. وقد سعى الفريق تفاديا لأخطاء الموسم الماضي الى بدء الاستعدادات في شهر يوليوز الماضي لتوفير الحيز الزمني الكافي للمدرب للوقوف على مكامن الخلل ومواطن الخصاص بمختلف الخطوط وانتداب لاعبين جدد. وفي هذا الاطار عمل المكتب المسير على تلبية طلبات المدرب فيما خص الانتدابات الجديدة من خلال تعزيز الفريق بنخبة من اللاعبين المجربين الذين جاوروا فرقا وطنية كبيرة امثال حفيظ عبد الصادق وبرجي من الجيش الملكي وترمينا من الراك ورفيق عبد الرحمان من اولمبيك خريبكة ونعينيعة من الوداد الى جانب لاعبين اجانب كالبرازيلي كليفرسون وفال من السنغال وإلفيس من الكاميرون. وبخصوص تحضيرات الفريق العبدي للموسم الحالي اكد رئيس الفريق السيد احمد غايبي في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء ان المكتب المسير لبى كل طلبات المدرب المتعلقة بجلب لاعبين جدد كما عمل على إقناع بعض اللاعبين الاساسيين بالاستمرارا مع الفريق على الرغم من تلقيهم لعدد من العروض وذلك حفاظا على تماسك المجموعة ". وفي استقرائه لملامح البطولة الوطنية في موسمها الحالي أكد السيد غايبي انها " ستكون جد قوية" بحكم الاستعدادات التي خاضتها الفرق وكذا جلبها لجموعة من اللاعبين بيد انه اوضح ان الصراع على المراتب الاولى " سيظل منحصرا في الغالب بين ثلاث او اربعة فرق". وقال رئيس الفريق انه اخدا بعين الاعتبار هذا المعطى ، بدأ فريق اولمبيك آسفي مرحلته الاعدادية مبكرا ( شهر يوليوز ) كما اجرى تربصات داخل وخارج مدينة آسفي وخاض مباريات عديدة وذلك " لتوفير الوقت الكافي للمدرب لبناء فريق تنافسي " مشيرا الى ان "ظروف التربصات كانت مقنعة للمدرب". وبخصوص إشرافه على الفريق العبدي عبر السيد غايبي عن اعتزازه بالثقة التي حظي بها من طرف كل مكونات الفريق ، غير انه اكد مرة اخرى ان "ظروفه الصحية القاهرة" قد تحول دون إشرافه المباشر وتفرغه بشكل فعلي لادارة الفريق مشيرا الى انه سيواصل مهامه من خلال ترؤسه للمكتب المديري للنادي والعمل بشكل حثيث مع المكتب المسير. وأكد غايبي في الختام على ان "تلاحم وتظافر جهود مكونات الفريق هي الضمانة الاساس لنجاح مشواره في بطولة هذا الموسم واجتياز المصاعب التي قد يواجهها". وإذا كانت نتائج الفريق المسفيوي قد تطبعها التباين وعدم الانتظام خلال الموسم القليلة التي حل فيها بقسم الصفوة فان الثابث الوحيد والدعم الاساس الذي لم يغب لحظة عن الفريق حتى في احلك الظروف هو الجمهور المسفيوي الذي يستحق التنويه على التفافه حول الفريق ووفائه له كيفما كانت النتائج. ولعل من عاين حجم الجماهير التي تتابع المباريات الاعدادية للفريق سيتأكد من قيمة الدعم المعنوي الذي يمنحه هذا الجمهور لفريق هو في امس الحاجة إليه. رضوان البعقيلي صور من الأرشيف لعزيز الصلحي