نشرت جريدة L'Equipe Magazine الفرنسية في عددها رقم 1453 استطلاعا عن فريق " أمل أسفي لكرة القدم النسوية " خصصت له مجموعة من الصفحات، تطرقت فيه لتاريخ هذا النادي وظروف نشأته وكيفية ولوج لاعباته هذه الرياضة، واستمعت لرئيسة النادي فاطمة الثمري واللاعبات بملعب " شنكيت " ، ونظرا لأهمية هذه المادة الصحفية نعيد نشرها مترجمة إلى اللغة العربية. نساء محررات بنادي الأمل لأسفي ، تلك المدينة التي شاءت الأقدار أن توضع على الساحل الأطلسي المغربي. إنهم البنات اللواتي يمارسن كرة القدم بموهبة و من خلال ممارستها اكتشفن أنها بمثابة وسيلة للتحرر. نادي الأمل لأسفي هو أول نادي نسائي لكرة القدم بأسفي ، المدينة التي توجد شمال الصويرة، على ساحل المحيط الأطلسي، اللاعبات يخضن كل أسبوع لثلاث حصص من التدريب في ملعب بحي " شنكيت " . فمنذ تأسيس هذا الفريق تكونت ثلاث فرق نسوية لكرة القدم مكنت من تنظيم بطولة جهوية. وقالت فاطمة التمري رئيسة نادي الأمل لأسفي " إنه باستطاعة الفتيات ممارسة كرة القدم بروح رياضية عالية و أخلاق نبيلة " . ووراء مبادرة هذه المسؤولة تلوح قضية حقوق المرأة التي طالها النسيان أمام نظام الرجل المميز أساسا. أكيد أن الرياضة عامل التنمية النسائية و أحسن برهان على هذا هو الدعم الملكي من أجل تحسين و تقوية مكانة المرأة داخل المجتمع. في هذا لسياق لعب كرة القدم و الولوج إلى ميادين مخصصة إلى الرجال يمكن اعتباره نضال من أجل المساواة و بالتالي ثورة داخل المملكة الشريفة. لم يعد لفتيات النادي وقت كاف يخصص للدراسة و الأنشطة المهنية و حتى الأشغال المنزلية. التدريب أصبح وسيلة لتفريغ الطاقات والتخلص أحيانا من الجو العائلي، إنها بداية الاستقلال . موقع نعيمة زاهو ، ككاتبة العامة للنادي ، يجعلها تعي جيدا المسألة فقد صرحت بما يلي : " كنت دائما أحلم ولوج فضاء الملعب فترة شبابي و لكن والدي كان دائما يعارض الفكرة مفضلا ألعاب القوى معتبرا إياها ألعابا لائقة و اليوم أصبح يشجع بنتيه الصغيرتين اللاتي يرتدن قميص نادي الأمل لأسفي ". تغير الزمن و العقليات وزال الخجل الذي كان يهيمن من قبل تاركا المجال مفتوحا للفخر و الاعتزاز : " زوجي هو أول مشجع و هو سعيد بأن أكون لاعبة كرة القدم." تقر حكيمة، قائدة الفريق . هذا التطور يهم المغرب بأكمله، من قبل الأندية الرياضية النسوية ممركزة بمدينتي الرباط و الدار بيضاء الحاضر الكبرى التي قل فيها الشعور بالتشبث بالتقاليد. الآن أصبح عدد الفرق يناهز 72 موزعة وطنيا عبر ست ( 6 ) عصب و بالتالي شرع في تنظيم بطولة وطنية لكرة القدم النسوية منذ سنة 2002 ، تشارك فيها 24 فرقة تتنافس على لقب هذا الموسم. ثلاثة أندية نسوية عززت صفوف هذه الرياضة بأسفي ، نادي الأمل لأسفي أصبح في طليعة العصبة بجهة دكالة عبدة و يعتبر نموذجا و مرجعا. "انهزمنا مرتين متتابعتين في إطار المباراة الإضافية من أجل الصعود إلى القسم الوطني الأول و لكن سنصل إلى هدفنا برسم السنة الحالية."، هكذا صرحت اللاعبات في جو تغمره الفرحة، مبرزات قدرات النساء في هذا المجال. ربما سيحضون بنفس التقدير و الإمكانيات التي يتمتع بها الرجال. .. أمال ، حنان ، فرح : يمارسن كرة القدم ثلاثة مرات في الأسبوع بحي شعبي بمدينة أسفي حاضرة الساحل الأطلسي المغربي. هذه الليلة بدأت سحابة تغشي أرضية الملعب معلنة نهاية التدريب. انتهت حصة الضربات الحرة مع بداية الظلام . في غياب الإنارة لن تتمكن لاعبات نادي الأمل لأسفي من الاستفادة من الوقت الإضافي. حان وقت خلع الأحذية . عندما تغادر اللاعبات ، اللاتي تتراوح أعمارهم بين 15 و 34 سنة ، حجرة الثياب تتغير الأمور . بمظهر أنيق بعيدا كل البعد عن صورة اللاعبات يتمتعن بهذه اللحظات الأخيرة قبل الالتحاق بالبيت العائلي . يتذوقن الحرية مقدرين قيمتها أحسن تقدير. خمسة عشرة سنة من قبل لعب كرة القدم بالنسبة لمغربية كان من المحرمات تقول زينب وسط الهجوم. بأسفي ، وبدأت القصة مع فاطمة " فرولن " الثمري ، لاعبة تألقت على يد أبيها . تقول الثمري " إن والدي هو السبب في ارتباطي بالكرة المستديرة . لقد ساهم بقسط كبير من اجل تطوير كرة القدم المحلية و بدوري نبت عنه لنفس الغاية. خلال سنة 2001 نظمت مباراة بأسفي بين الفريق النسوي المغربي و نظيره البرتغالي . الجمهور كان متحمسا لدرجة أنه أصبحت لي رغبة من تأسيس أول نادي نسوي لكرة القدم بالمدينة "، وتضيف فاطمة " بعض الفتيات تتسللن بالكرة خفية، يعشن لوعتهن بعيدا عن الأنظار الرافضة، أحيانا لاصقة. عندئذ فاطمة تأهبت للعمل " ، وأوضحت أنها التمست من الإدارات ، و وجدت مساندين و أقنعت أولياء البنات. كانوا مترددين من أجل ترك بناتهم يمارسن رياضة يحتكرها الرجال" . L'Equipe Magazine N° 1453 SAFI / PAR MATHIEU ROPITAULT PHOTOS WILLIAM DUPU / PICTURETANK