جاؤوا بالعشرات من مختلف المدن المغربية كوارزازات،سطات ،بني ملال و...من أجل العمل في شركة لبناء العمارات توجد في ملكية إسبان، إنهم مجموعة من الأشخاص تختلف أعمارهم من شخص لآخر،وتختلف حالتهم الاجتماعية من شخص لآخر،رمت بهم الظروف والأقدار بين أحضان شركة إسبانية تقوم ببناء العمارات بمنطقة إجنان بآسفي بالقرب من مدرسة الفقيه الهسكوري،ليجدوا أنفسهم دون رواتب شهرية منذ شهر رمضان الأبرك.زار الموقع المعتصم/الورش الذي يعمل به هؤلاء مساء يوم الخميس،حيث وقفت بالفعل على حدة معاناتهم واحتجاجاتهم من خلال حملهم لرايات وصور جلالة الملك ولافتات من الورق المقوى كتبت عليها جملا من قبيل"الله،الوطن،الملك،ما نريد إلا حقوقنا"،"نريد حلا اليوم،قبل الغد"،كما أن منهم من يفترش الورق المقوى في انتظار الذي يأتي أو لا يأتي. فهؤلاء المعتصمون الذين دخلوا في اعتصامهم منذ أزيد من أربعة أيام اضطروا إلى غلق الباب الرئيسي للورش،بعدما كان رفقتهم ذلك اليوم بعض الإسبان،بحيث ارتأوا إلى غلق الباب حتى لا يتسنى لهؤلاء الإسبان مغادرة الورش وتركهم على حالتهم المزرية هاته.كانت وجوه المعتصمين شاحبة،وعلامات القهر والمعاناة باديتان عليهم،بحيث أكدوا في تصريحاتهم للموقع من داخل الورش على أنهم عانوا ويعانون الويلات منذ شهر رمضان الأبرك إلى الآن،وذلك من خلال عدم تسلمهم لرواتبهم الشهرية،مع العلم أن أغلبهم حضروا إلى آسفي من مدن بعيدة للعمل مع هذه الشركة الإسبانية،تاركين زوجاتهم وأبناءهم دون معيل ودون أن يتمكنوا من إرسال بعض الأموال إليهم لسد حاجيات الحياة،كما أنهم يكترون منازل بمدنهم الأصلية وبمدينة آسفي،إضافة إلى أن أصحاب المحلات التجارية المتواجدة بالقرب من الورش الذين يتعاملون معهم بالسلف والاقتراض أصبحوا يتخوفون من وضعية هؤلاء العمال،ما اضطر بهم إلى الامتناع عن اقتراضهم إلى حين تأدية المبالغ المالية التي ما زالت بذمتهم.وقد ارتأى العمال المعتصمون إلى الاعتصام بداخل الورش ومقاطعتهم جميعا للعمل،إلى حين توصلهم بمستحقاتهم المالية،بحيث يضيفون في تصريحاتهم على أنهم محرومون من الضمان الاجتماعي،ومن التغطية الصحية،إضافة إلى اشتغالهم لساعات إضافية دون رواتب لمدة خمسة أشهر أي منذ انطلاقة أشغال البناء في هذا الورش،كما أنهم محرومون من الاستفادة من الملابس الخاصة بنوعية العمل الذي يقومون به.وحاول الموقع أخذ وجهة نظر أحد المسؤولين الاسبان عن هذا الورش،ويتعلق الأمر بالمسمى أندري الذي كان وقتها متواجدا بمكتبه بالورش،حيث طرقنا باب مكتبه لأخذ رأيه في الموضوع،لكنه رفض فتح باب مكتبه.