"فارينا ها هي، أولخدما فيناهية " ،"لا اله إلا الله ، العامل يرحمو الله"،"ياعامل ارتاح ارتاح ، سنواصل الكفاح" ، " تاحدو ياعمال ضد القمع والاستغلال"، " عاهدنا العاملات ضد القمع والإستغلال" شعارات وأخرى رددها العمال والعاملات زوال يوم الإثنين الماضي أمام مقر المطحنة الصناعية البرج بأسفي احتجاجا على إغلاق المطحنة لأبوابها مما يهددهم بالتشرد والضياع. وتأتي الوقفة الإحتجاجية التي جاءت بعد الإعتصام الذي دخله العمال والعاملات منذ مايزيد عن الخمسة أشهر الأخيرة حسب التصريحات التي استقاها موقع""safitoday من عين المكان بعدما نفذ صبر العمال والعاملات الذين يبلغ عددهم حوالي 70 عاملا وعاملة نتيجة المشاكل العويصة التي تتخبط فيها المطحنة منذ بداية اشتغالها في ماي من سنة 1997 في ظل غياب أدنى الحقوق ، حيث يتقاضون أجورهم بدون ورقة الأداء، كما أن رواتبهم الشهرية لا تتلاءم والحد الأدنى لسلم الأجور، إلى جانب غياب التغطية الصحية والنقل وتعويضات السكن ، ليفاجؤوا بتاريخ 20/12/2006 بتوقف المطحنة عن العمل بدعوى القروض التي تتواجد على عاتقها والتي لا دخل للعمال والعاملات فيها. ويؤكد المتضررون على أن المطحنة تضم خمس شركاء ويتعلق الأمر ب حاييم أوحانة وعمران أوحنة ، والنائب البرلماني رئيس جماعة سيدي التيجي محمد بنزيدية وبوجمعة لشكر ، معتبرين على أن هؤلاء استغلوا عملية الإعفاء من الضرائب التي تنهجها الدولة لفائدة المستثمرين خلال الخمس سنوات الأولى من بداية المشروع ، مما جعلهم يستفيدون من هذا الإمتياز خصوصا في الفترة ما بين 1997 و 2000 ، وفي سنة 2003 بدأت المطحنة تدخل في أزمة حقيقية أثرت بشكل ملحوظ على العمال والعاملات وصلت الى حد وقوفها عن العمل بتاريخ 20/06/2006 .ولم تفت الفرصة المحتجين دون التعبير على أن هؤلاء الشركاء لم يعد يهمهم في الوقت الراهن مستقبل المطحنة لكونهم يملكون مشاريع هامة بالمدينة تدرعليهم أموالا طائلة ،وهم في غنى عن المطحنة ضاربين بعرض الحائط مطالب العمال والعاملات المحتجين ، مؤكدين على أنهم لحد الساعة لم يعرفوا أسباب إقدام الشركاء على إغلاق المطحنة مع العلم أن هناك دعم يسمى "الكوطا" تخصصه الدولة للمطحنة يقدر ب 800 طن من الحبوب سنويا ، مستفسرين أيضا عن أسباب إغلاق الجهات المسؤولة لباب الحوار معهم حيث سبق وأن عقدوا لقاء بعمالة أسفي ضم مجموعة من الأطراف من ضمنها السلطة المحلية وتم بموجبه الإتفاق على استمرارية الحوار لكن الجهات المسؤولة لم تف بوعدها.ويطالب المتضررون من الجهات الوصية بالتدخل الفوري لإعادة الأمور إلى نصابها وذلك من خلال استئناف المطحنة لعملها حتى يتسنى لهم العودة الى العمل مع تأدية الأجور بجميع مستحقاتها ، معبرين عن استعدادهم للتضحية من أجل الدفع بعجلة المطحنة ، مؤكدين على أن مجهوداتهم وعملهم الدؤوب أثناء فترة اشتغالهم هو من ساعد الشركاء في تنمية استثماراتهم في مجالات أخرى على حساب المطحنة معززين ذلك في المثل الذي يقول " مصائب قوم عند قوم فوائد".وفي لقاء موقع"safitoday" بأحد الشركاء الذي رفض ذكر اسمه، أكد هذا الأخير على أن سبب إغلاق المطحنة لأبوابها يعود بالدرجة الأولى الى عدم قدرة مسايرة بعض الشركاء لعملية الإشراف عليها من خلال الفوائد المرتفعة للأبناك التي تهم القروض التي ما زالت على عاتق المطحنة ، مشيرا في هذا الصدد إلى أن رأسمال المطحنة يصل الى حوالي 6 ملايير ونصف ،دفع منها الشركاء حوالي مليار السنتيم بينما الباقي هو عبارة عن قروض يصعب استخلاصها في وقت وجيز ،مما يتطلب من العمال والعاملات قليلا من الصبر.ولم تفت الفرصة الشريك دون التعبير عن تضامنه مع العمال والعاملات ، مؤكدا على ان المطحنة ستعود للاشتغال في القريب العاجل إن شاء الله حيث أن هناك مفاوضات جارية مع شركاء جدد من الدارالبيضاء مختصين في مجالي الحبوب والمطاحن مستعدون للعمل في هذا الميدان. وتعتبر المطحنة الصناعية البرج شركة مجهولة الإسم ورأسما لها 00 ،000.000. 23 درهم ومقرها بالحي الصناعي طريق الجرف بأسفي وأسست سنة 1994 لكن عملية الإنتاج لم تشرع إلا في شهر ماي 1997. وهي شركة تنتمي لقطاع المطاحن واختصاصها القمح الطري بقدره إنتاجية تناهز الف و500 قنطارفي اليوم ،لكن منشأتها ومعداتها ومخازنها فضلا عن قدراتها التقنية والإدارية اختيرت لتسمح بتوسيع هذه الطاقة الإنتاجية الى الضعف وهو ماتم في النصف الأول لعام 2006 ،حيث تصل قدراتها الإنتاجية النظرية الآن إلى 3 آلاف قنطار في اليوم ، يضاف إلى هذا وذاك قدراتها التسويقية وسمعة سلعها في الأسواق المستهدفة محليا وجهويا، ويبلغ عددالعمال بها حوالي 70 عاملا وعاملة ،وتتواجد بها أربع مخازن مستقلة قدراتها الاستيعابية الإجتماعية 100 ألف قنطار، وثمانية مخازن داخلية للقمح الجاف قدراتها الاستيعابية الإجمالية 21 ألف و600 قنطار،وتسعة مخازن داخلية للقمح النظيف قدراتها الاستيعابية الإجمالية 5 آلاف و750 قنطار، وسبعة مخازن اللدقيق قدراتها الاستيعابية ألفان و700 قنطار، وتصل المبيعات النظرية للمطحنة ما يناهز 140 مليون درهما سنويا.