فؤاد طيطان، شاب عصامي مبدع، آَسَفِيُّ المَولد والتّنشِئة ( 32 سنة )، ارتقى بجهده وبنى نفسه بكده وكفاحه، حتى صار فنانا موهوبا و متألقا، حيث تمكن هذه السنة من المشاركة في برنامج اكتشاف المواهب The Artist 2018 الذي يبث على القناة الثانية المغربية 2M ، والوصول إلى مرحلة النهائي، ولفت انتباه المشاهدين إلى موهبته الفائقة، و قدرته على رسم الأعمال الفنية بالرمال دون الحاجة إلى استعمال الريشة والألوان. فبلمسات أصابع يديه السحرية الهادئة، يُحَوّل الفنان فؤاد حَبّات الرمل الساكنة إلى لوحات فنية رائعة الجمال. وتقوم فكرة الرسم لديه على أسلوب غير تقليدي، يعتمد على استخدام الرمال الجافة وفق عدد لا نهائي من الأشكال واللوحات المتجددة، من خلال حركة يدوية خفيفة تعيد إنتاج وتخيل الخطوط والمشاهد، مع القدرة على صناعة عروض متحركة مبهرة، يمكن وصفها باللوحة الدرامية التي تتابع فيها الأحداث حتى تشكل قصة كاملة، يستمتع بها الجمهور عبر التشكل التدريجي الجميل للوحات الرملية، يعبر من خلالها عن فكرة معينة، ويعكس حالة من المشاعر الداخلية. وعادة ما تصاحب عروض الفنان فؤاد مقطوعة موسيقية معينة، تتوافق نغماتها مع القصة التي ترويها اللوحات الرملية، وفق توقيت مدروس لعرض اللوحة وسرعة حركة يديه لتتماشى مع الموسيقى لكي يكون العرض الفني متكاملا، وهي من أصعب خطوات ممارسة فن الرسومات المتحركة بالرمال، ومعادلة النجاح فيها تقتضي اجتماع السرعة والدقة، والتي تحدد مدى مهارة الفنان وتميزه عن الآخر. يقول فؤاد طيطان ” موهبتي أتاحت لي فرصة طرح العديد من القضايا الإنسانية، وإيصال رسائل فنية هادفة، ففي كل عرض أقدمه توجد قصة وهدف ورسالة للجمهور “. وعن توقيت اكتشاف موهبته أوضح ” بدأت موهبتي، في وقت مبكر، مع الرسم أولا، في مرحلة التعليم الإبتدائي، كان عمري لا يتجاوز السبع سنوات، و كان أساتذتي يشجعونني على الرسم بعد اكتشافهم قدراتي في الرسم. وبعد سنوات، تعرفت على فن الرسم على الرمال من خلال شبكة الأنترنيت، عبر برامج التنافس الإبداعي على التلفاز، ومن خلال مقاطع اليوتوب، وهو ما يعد توجها ثقافيا نحو الاهتمام بفنون غير تقليدية، من حيث أدواتها ووسائلها وطريقة إنتاجها “. و أضاف ” أن فناني الرسم على الرمال حول العالم والمغرب تحديدا، لا يكاد عددهم يتعدى أصابع اليد الواحدة.. أحببت أن أتقدم في موهبة الرسم على الرمال، في مجال غير تقليدي، وناذر جدا بالمغرب.. تعلمت هذا الفن بمفردي، فلا يوجد معلمون ولا معاهد متخصصة في تعليم فن الرسم على الرمال. ومن حبي لهذا الفن وإصراري على إتقانه، قررت الاستمرار والتعلم حتى نجحت ” . وتتراوح رسومات فؤاد بين حالة انفعالية تنتابه أو رسائل يوجهها إلى المجتمع بشأن قضايا عديدة، في شكل لوحات و منحوتات بالخزف، و أخرى أنجزها على رمال الشواطئ أشهرها ” حورية البحر “، والطفل السوري ” إيلان ” الذي توفي غرقا وقذفته الأمواج إلى أحد الشواطئ التركية، والتي لقيت إعجاب الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي. و شارك طيطان في عدة ورشات فنية مع فنانين تشكيليين، وعرض أعمالا فنية بمعارض جماعية داخل الحرم الجامعي بالكلية المتعددة التخصصات بآسفي و بالرابطة الفرنسية المغربية بآسفي سنة 2015، وفي مهرجان طنجة الدولي الخامس للفنون التشكيلية سنة 2016، والمشاركة مع جمعية جدور للفنون التشكيلية بشفشاون، وأقام معرضا فرديا بمدينة طنجة بالمكتبة الوسائطية لمؤسسة محمد السادس سنة 2017. وشارك في مهرجان طنجة للضحك في دورته الثالثة بعرض استعراضي أمام الجمهور في فن الرسم على الرمال، وفي مهرجان ثقافات مغاربية في دورته الأولى بطنجة من تأطير أبناء وبنات زرياب للموسيقى الأندلسية والروحية سنة 2018 . كما شارك في مهرجان فضاءات تشكلية بوزان، و في المهرجان الدولي السادس للفنون التشكيلية بطنجة. وحبا في فن الرسم على الرمال، يمتلك طيطان، طموحات ومشروعات عدة تحتاج للدعم والتشجيع.