تستعد الفنانة التشكيلية خديجة ادموهين، للمشاركة في معرضين جديدين، الأول سيكون بأحد متاحف العاصمة باريس، والثاني خلال شهر شنبر المقبل بتونس، وهي المشاركة التي سوف تقدم فيها الفنانة فيضا من أعمالها الإبداعية التي تنفتح على عالم ساحر من الألوان والأشكال، التي تنضج بسحر أشعار وفلسفة فنية راقية. وقالت بالمناسبة، أنها ترسم، أولا لنفسها وثانيا للجمهور، كي توصل إليه رسالة نبيلة وسامية، والتي تبرز قيمة الفنون التشكيلية في حياة الإنسان، فضلا عن دور اللوحة التثقيفي والتهذيبي، والسمو بروح الفن في حياة الفرد والمجتمع. وأضافت أن اللوحة بالنسبة لها، أو الرسم عموما هو محاولة لفهم الذات والمجتمع، ورسم عوالم النفس، وإبراز فلسفة الصراع الداخلي للإنسان، وجعل اللوحة التشكيلية تفصح عن ذلك الإحساس الدفين بالفطرة، ودور المتلقي الذي يعد الناقد الثاني، لكل عمل إبداعي كيفها كان بعد الرؤية الأولى للفنان، في تطور كل ممارسة فنية وتشكيلية. وشددت على أنها لحد الآن لم ترسم تلك اللوحة النهائية التي تحلم بها، لأنها كما تقول في كل مرة، مع كل لوحة، تلامس عالما جديدا من الألوان في علاقتها بالموضوع الذي يطرح في كل عمل على حدة، وهو ما يجعل الفنون التشكيلية في نظرها بحث دائم عن الجماليات والاشراقات الحالمة التي تسعد بها الروح والنفس معا. ولفتتت إلى أن من طقوسها الرسم في الفترة الليلة، كزمن وجودي يوحي بالصمت والخيال والإبداع، والهدوء والسكينة، مع سماع مقاطع من الموسيقى الهادئة بخاصة الغربية والفرنسية وغيرها من الموسيقى الكلاسيكية التي تصنع لها كفنانة أجنحة للسفر بعيدا، حيث تلتقي روحها الفنية مع روح اللوحة التشكيلية، لتصنع المتعة البصرية في أبهى الحلل، وأروع الألوان. من هنا تشكل أعمال الفنانة ادموهين، التي تنتعش بسحر التجريد، وبلاغة الإبهام والغموض، احد العلامات المضيئة في التجربة التشكيلية المغربية والعربية النسائية، لا لشيء إلا لأنها ترسم بكل تلقائية، وفي رسمها، تكريم للإنسان رجلا أو امرأة، واحتفاء دقيق بالصراع الأزلي الذي يميز كل إنسان. إن لوحاتها الداكنة والمفتوحة، والمنفتحة على عوالم غيبية غموض ايجابي، يمنح للوحة آفاق شاسعة لطرح السؤال.. رحلة فنية بلا حدود باتجاه ضفاف المستحيل، وبالتالي فان لا احد يستطيع لجم حصان رسوماتها التي تصهل، في أفق الحلم، حيث في عمق اللوحة تصغي إلى تلك الأنفاس الفائضة على إيقاع تجريدي يحيل إلى المتعة البصرية المشتهاة. ثمة غزل ساحر تصنعه اللوحة، بين الريشة وهدوء تلك الشخوص التي تبدعها الفنان المتمرسة، ثمة أيضا هدوء وصمت، وتفكير عميق في الذي مضى والذي يجيء، ثمة اتجاه معاكس للحلم، وصراخ صامت وأفكار مقلوبة الرأس، كلها عوالم وأشكال وأعمال جميلة، تحيل إلى عالم متناقض، لا يمكن القبض فيه على الحقيقة، وهو ما يصنع من الممارسة التشكيلية عند الفنانة، فلسفة فنية تطرح المتغير، والمتفرد، وتطرح أيضا الصورة غير الروتينية، التي فيها الحقيقة سراب، لكن فيها فيض من الاحتفالية الشاعرية. هكذا هي الفنانة خديجة ادموهين احد فنانات المستقبل، ترسم وفي رسمها قضية وسؤال ورؤيا، لتتحول اللوحة عندها إلى قصة تحكي ألف كلمة وكلمة، محبوكة، ومصقولة، ومحاكة بخيط رفيع من الموهبة الفنية الرقيقة، التي تجعل من اللوحة عالما راقيا، وسفرا ينتهي بلذة متعة بصرية في كل زمان ومكان. وكانت الفنان بالمناسبة قد شاركت، في العديد من المعارض الفردية والجماعية من أبرزها، مشاركتها في معرض جماعي، أقيم مؤخرا بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، حول الروحانيات، فيه قدمت مشاركة بهية تمجد فيها الآنية الإلهية والرسول الكريم محمد رسول الله خير النبيين. كما شاركت في العديد من المعارض، خلال تظاهرات تشكيلية متنوعة، وبخاصة خلال ملتقى بصمات للفنون التشكيلية، والمعرض الدولي، وكذا برواق باب الرواح بالرباط، وأيضا مع نقابة الفنانين التشكيلين، وغيرها من المشاركات المهمة والمتميزة الأخرى.