رغم الحروب والتوترات التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، وهي أبرز منافسي المغرب سياحياً، الا أن المغرب لم يتمكن من استغلال دلك لجلب أكبر عدد من السياح، بل ولم تحقق وزارة السياحة أي من أهدافها المسطرة لجلب 20 مليون سائح، حيث لم يتعدى عدد السياح مند عقد من الزمن العشرة ملايين، بل وأصبح عدد السياح في تراجع مخيف، رغم الملايير التي يصرفها مكتب “زويتن” تحت اشراف الوزير “حداد”. ورغم الفشل الدريع لوزارة السياحة و المكتب الوطني للسياحة “ONMT”، فان الأخير، التابع للوزير “لحسن حداد” قرر في أخر اجتماع لمكتبه الاداري تخصيص 800 مليون درهم “80 مليار سنتيم”، باضافة 400 مليون درهم للميزانية السابقة، للترويج لوجهة المغرب السياحية لجلب سياح ليسوا سوى في مُخيلة “حداد” و “زويتن”. القرار الدي تم الاعلان عنه خلال نهاية الأسبوع الدي ودعناه، يطرح أكثر من تساؤل حول الوكالات المختصة التي ستحصل على صفقات “الترويج لوجهة المغرب”، خاصة وأن “المكتب الوطني للسياحة” عرف فضيحة مدوية، خلال شهر يونيو، كما نقلت “الصباح” حينما أقدم “زويتن” على كراء طائرة خاصة رفقة ابنته لحضور حفل خاص ب50 مليون قبل أن يُجبره كبار المسؤولين على ارجاع المبلغ لمالية جمعية “روح فاس” الثقافية. شفافية صرف 80 مليار سنتيم. متتبعون للشأن السياحي المغربي، اعتبروا أن رصد ميزانية ضخمة مثل هده، يتوجب مراقبة صارمة لصرفها والشركات والوكالات التي تفوز بالصفقات فضلاً عن طريقة الحصول على الصفقات ومن يقف وراء تسيير تلك الشركات من مُقربين واصدقاء من عالمي السياسة والمال. فبعد الفشل الدريع لأكدوبة “كنوز بلادي” لتشجيع السياحة الداخلية الدي لم يعد أحد من المغاربة يسمع به، وصرف ملايير السنتيمات على مالكي الفنادق من الأصدقاء، أصبحت ملايير المال العام تُصرف دون رقيب أو حسيب لاشاعات “الترويج للسياحة المغربية”، في الوقت الدي نجد جزيرة ك”الكناري” تستقبل أزيد من 35 مليون سائح سنوياً دون أن تصرف مجالسها البلدية أكثر من “رأسمال الشفافية والنزاهة” لاستقبال هده الملايين من البشر سياحاً على أرضها التي لا تبعد عن سواحل المغرب سوى ببعة كيلومترات. جدير بالدكر أن أخر المؤشرات، تفيد أن المدن الساحلية الفرنسية تعرف نزوحاً جماعياً للسياح بعد الهجوم الارهابي بمدينة “نيس” الساحلية، بينما عرفت المدن الساحلية الاسبانية اكتضاضاً غير مسبوق، حيث يستحيل الحجز بفنادق مدن “ماربيا”، “مالقا”، “فوين خيرولا”، “بين المدينة” ، “طوري مولينوس” بأسعار في المتناول. غضبة المَلك على تدبير السياحة .. “حداد” و “زويتن” في فوهة بركان الغضبة الملكية التي أعلنت قبل أسابيع، تأتي لتظهر التخبط الدي يعيشه أحد القطاعات الأساسية في الاقتصاد الوطني المغربي، فالزيارات التي يقوم بها الملك شخصياً للمدن الساحلية، عجلت بالغضبة التي أبعدت “لحسن حداد” عن الزيارة الملكية الى روسيا، بينما أصبح رأس “زويتن” مطلوباً عقب فضيحة “كراء الطائرة ب50 مليوناً لحضور حفل رفقة ابنته”، فيما شكلت المركبات السياحية المهجورة بمدن الشمال، أحد أسباب الغضبة الملكية، حول سوء التدبير وفشل السياسة السياحية للوزارة والمكتب.