قال الطيب زيتوني، وزير المجاهدين الجزائري، (قدماء المحاربين)، اليوم الخميس، إن فرنسا ستعترف بجرائمها الاستعمارية ضد الجزائريين “اليوم أو غدا”. وكان زيتوني يرد على سؤال للصحفيين على هامش جلسة بمجلس الأمة (الغرفة الثانية للبرلمان) بشأن رده على تصريحات للرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند منذ أيام نفى فيها وجود جرائم إبادة ضد الجزائريين خلال الفترة الاستعمارية (1830 – 1962). وحسب الوزير الجزائري، فإن “فرنسا إن لم تعترف بجرائمها في الجزائر اليوم فستعترف بها غدا”. وتابع: “سنبلغ الرسالة (يقصد جرائم الاستعمار) جيلا عن جيل ونحن نفتخر بأسلافنا”. وبثت فضائية “كنال بلوس” الفرنسية الخاصة، أمس الأول الثلاثاء، شريط فيديو يظهر فيه الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، وهو يرد على أسئلة طالبة فرنسية من أصول جزائرية تسمى “نادية” على هامش حوار أجرته معه الفضائبة سألته عن سبب رفض السلطات الفرنسية الاعتراف بجرائم الاستعمار في الجزائر. وأجاب أولاند عليها: “في الجزائر لم تكن إبادة جماعية بل حربا اعترفنا بها”. قبل أن تقاطعه الطالبة بالقول: “لا بل كانت إبادة لقد قتلتم جزائريين وعذبتموهم” ليرد عليها: “لا لم نرد الإبادة الجماعية، لم نرد قتل كل الجزائريين، بالفعل كانت هناك حرب مؤلمة للغاية، وبالفعل لايزال يتم العثور على مقابر جماعية، كل هذا يجب الإفصاح عنه، لكن أكرر الإبادة هي عندما نريد قتل كل السكان”. ومنذ استقلال البلاد عن فرنسا العام 1962، تطالب السلطات الجزائرية وأحزاب ومنظمات قدماء المحاربين وعائلاتهم باعتذار رسمي من باريس عما تسميه جرائم ارتكبت في حق الجزائريين خلال الفترة الإستعمارية، وتعويضات عن ذلك، لكن السلطات الفرنسية تؤكد في كل مرة أنه يجب طي صفحة الماضي، والتطلع للمستقبل المشترك. والأحد الماضي، قام جان مارك تودشيني، كاتب الدولة لدى وزير الدفاع الفرنسي المكلف بقدامى المحاربين والذاكرة، بوضع إكليل من الزهور على نصب تذكاري يخلد ضحايا مجزرة ارتكبتها قوات الاستعمار الفرنسي ضد متظاهرين جزائريين يطالبون بالاستقلال في 8 مايو/أيار 1945 بمدينة سطيف (300 كلم شرق العاصمة الجزائر) في أول زيارة لمسؤول حكومي إلى المكان، غير أن باريس ترفض حتى الآن الإستجابة لمطالب الاعتراف بجرائم الاحتلال في الجزائر. وحسب وزير المجاهدين الجزائري في تصريحاته، اليوم الخميس، فإن هذه الزيارة من الوزير الفرنسي بمثابة “خطوة لا بأس بها، لكنها تبقى غير كافية”. وأضاف: “هناك مجازر ارتكبتها فرنسا في الجزائر سواء خلال الثورة (1954 – 1962) أو قبلها”. ولا توجد إحصاءات رسمية عن مجمل ضحايا الفترة الاستعمارية للجزائر (1830 – 1962)، لكن السلطات الجزائرية تقول إن مليون ونصف المليون شهيد سقطوا فقط خلال الثورة التحريرية المسلحة بين عامي 1954 و1962، إلى جانب مئات الآلاف من المعطوبين والمهجرين والقرى المدمرة.