أفاد وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد ٱيت الطالب، أن الوزارة تدخلت بصفة مستعجلة، وسارعت إلى التّعاقد على اقتناء كمية كبيرة من الأدوية المُستخلصة من البلازما عبر تقنية جدّ متطورة غير متوفرة حاليا في المغرب لتعزيز جهاز المناعة، خاصة لدى الأطفال الذين ليس لديهم ما يكفي من الاجسام المضادّة. وأورد وزير الصحة والحماية الاجتماعية في معرض جوابه على سؤال برلماني خلال جلسة الاسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، اليوم الثلاثاء 12 أبريل الجاري، بخصوص انقطاع بعض الأدوية المصيرية من مراكز تحاقن الدّم والمستشفيات العمومية، أن هذه الأدوية عرفت صعوبات مؤقّتة أثّرت على تواجدها ببعض مراكز تحاقن الدم بسبب محدودية كمية الدم المُتبرع بها خلال الفترات الأخيرة من السّنة، سواء ببلادنا أو ببقية دول العالم، إضافة إلى ارتفاع الطلب عليها بسبب الجائحة، وكذا حصول عطب تقني بالشّركة المصنّعة لها بفرنسا أدى إلى تأخر كبير في عملية التصنيع والتموين. وكشف أن وزارة الصّحة والحماية الاجتماعية تدخلت بصفة مستعجلة، وسارعت إلى التّعاقد على اقتناء كمية كبيرة من هذا الدّواء من الشّركة المُصنّعة، كما قامت بعد استشارة كل الفرقاء المعنيين بالأمر، وعلى رأسهم جمعية هاجر لمساعدة المصابين بضعف المناعة الأولي، بإصدار قرار وزاري تحت رقم 56 بتاريخ 17 مارس 2022 لتأطير عملية التموين خلال السّت أشهر القادمة. وذكر خالد ٱيت الطالب أن الوزارة توصلت بدفعة من 6.000 جرعة يوم السّبت 02 أبريل الجاري لِتنضاف إلى 4.000 جرعة توصلت بها في وقت سابق، في انتظار التّوصّل بالكميات المستخلصة من البلازما التي تم تحويلها للمختبر الفرنسي. وشدد وزير الصحة والحماية الاجتماعية على أنه رغم إكراهات الظرفية الوبائية وتداعياتها وطنيا ودوليا، استطاعت بلادنا توفير حوالي 4.895 جرعة من أدوية ايمينوكلوبيلين خلال سنة 2020، فيما بلغت الكمية التي تم توفيرها سنة 2021 ما مجموعه 8.616 جرعة. وتشتغل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية حاليًا، وفق خالد ٱبت الطالب على تحديث قرار المخزون الاحتياطي لعام 2002 مع مراعاة تنظيم الأدوية الأساسية والأدوية الحيوية والأدوية غير الأساسية، وتحديث القائمة الوطنية للأدوية الأساسية التي ستخضع لعملية الضّبط والرقابة الصّارمة (من حيث المخزون والتوافر). كما تعكف الوزارة على إنشاء منصة رقمية لمرصد الإخطار المباشر ومراقبة المخزونات الاحتياطية (توجد قيد التطوير)، وتشجيع تطوير الإنتاج الصناعي في مجال الأدوية لتحقيق السّيادة الوطنية في هذا المجال كما حصل بالنسبة لتصنيع اللّقاحات، بالإضافة إلى دراسة مشروع تحويل المركز الوطني لتحاقن الدم إلى وكالة وطنية مما سيمكن من تطوير آليات العمل وتسريع وتيرة جمع الدم وتأهيله وتوزيعه وفق المعايير الدولية إضافة إلى النمو الذي سيعرفه مجال إنتاج الأدوية المشتقة من الدم. هذا و كشف الوزير حقيقة الخصاص المسجّل في أدوية داء السّكّري في بعض المراكز الصّحّية بمدينة مراكش، إذ أفاد أن الارتباك الذي يمكن أن يحصل في التّموين ببعض الأدوية بشكل عام هو أمر معروف ووارد على المستوى العالمي، ولا يخصّ المغرب وحده. وقال أنه في فرنسا مثلا أُعْلِن خلال سنة 2018 عن نفاذ أكثر من 450 دواء حيوي وأساسي، وتلقّت المصالح المختصّة أكثر من 200 ألف إشعار من طرف الصيدليات بانقطاع بعض الأدوية. وأضاف أنه مع كلّ ذلك، لابدّ من التّأكيد بأن المؤسسات الصناعية المحلية المصنعة للأدوية ملزمة باحترام المخزون الاحتياطي للأدوية طبقا للمرسوم 02-263 بتاريخ 2002/06/12 من أجل تدبير مرحلة الانقطاع إلى حين تسوية الوضعية. وشدد خالد ٱيت الطالب على أن المخزون الوطني للأدوية في المغرب يخضع لمراقبة مستمرة وصارمة بشكل أسبوعي من طرف المرصد المذكور للتأكّد من احترام المخزون الاحتياطي لجميع الأدوية الأساسية قصد التّدخل الاستباقي الآني في حالة وجود أي مشكل أو صعوبات، خصوصا فيهذه الظرفية الوبائية. وفيما يتعلّق بأدوية السّكري بعمالة مراكش، كشف وزير الصحة والحماية الإجتماعية، أن الوزارة رصدت ميزانية تبلغ 1.5 مليار درهم سنويا لتلبية حاجيات جميع المؤسسات الصحية العمومية، تُشكّل منها مشتريات الأدوية والمواد الصحية الخاصة بالأمراض المزمن نسبة كبيرة. فمثلا بالنسبة لسنة 2020. وأورد أن ما يزيد عن 72 مليون درهم هي كلفة اقتناء الأدوية المُخصّصة لمرضى ضغط الدم (HTA)، وأن أكثر من 258,1 مليون درهم رُصِدت للأدوية المُخصّصة لمرضى السكري، منها 19,5 مليون درهم لجهة مراكش-آسفي (ضمنها 15,5 مليون درهم لعمالة مراكش لوحدها وُضِّفت لاقتناء هذه الأدوية لفائدة ما يزيد عن 42.894 مريضا خلال سنة 2021 والذين يتابعون علاجهم بالمراكز الصحية بالعمالة البالغ عددها 63 مركزاً)، مشيرا إلى أن الميزانية المخصّصة لمادة الأنسولين وحدها بلغت 6,6 مليون درهم، وهو ما يمثل نسبة تقدر ب43% من الميزانية الإجمالية المخصصة لأدوية داء السكري بعمالة مراكش. وذكر خالد ٱيت الطالب أنه في إطار تطبيق الجهوية الموسعة للتموين الدوائي، يعمل قسم التموين التّابع للإدارة المركزية للوزارة على إمداد كلّ الوحدات الجهوية للتموين والصّيدَلَة بكميات كافية من الأدوية المخصصة لمرضى السكري بصفة منتظمة، ممّا يُمَكِّن الجهة من التّحكم الجيّد في مخزونها الدوائي. ويُذكر أنّ آخر طلبية من أدوية السّكري تم تزويد جهة مراكش-آسفي بها كان بتاريخ 28/03/2022 وشدد على أن المصالح المركزية واللاممركزة للوزارة لم تَتَلقَّ أيَّ إشعار بنقص في هذه المواد الحيوية بالمراكز الصّحية سواء بعمالة مراكش أو بباقي أقاليم الجهة.